جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة سالم القاضي, يونيو 1, 2008.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو فلاح

    • المستوى: 6
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 9, 2007
    عدد المشاركات:
    2,826
    عدد المعجبين:
    113
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    وطني
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    جزاكم اللة خيراً على هذا الكلام الطيب والذيذ ومشكور سالم محسن وجميع من سبقوني في الردود
    ودمتم جميع في نعم اللة
    • :: الأعضاء ::

    اليافعي الوحدوي

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 14, 2009
    عدد المشاركات:
    108
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    بتول
    مكان الإقامة:
    اليمن
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    رواء لامام مســــلم في صحيحة قال
    حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة بن اليمان يقول

    :{{ كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) فقلت هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم وفيه دخن ) قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي عرف منهم وتنكر ) فقلت هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) فقلت يا رسول الله فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
    [ ش ( دعاة على أبواب جهنم ) قال العلماء هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة وفي حديث حذيفة هذا لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ووجوب طاعته وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك فتجب طاعته في غير معصية وفيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي هذه الأمور التي أخبر بها وقد وقعت كلها ]
    وتقبل سلامي
    • :: الأعضاء ::

    جنوبي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 17, 2008
    عدد المشاركات:
    402
    عدد المعجبين:
    10
    مكان الإقامة:
    غير متوفر
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ،،، وبعد
    قال صاحب الطحاوية (ولا نرى الخروج على أاِمتنا وولاة أمورنا وإن جارو ...) والجمهور من علماء السنة يعتنقون هذا الرأي ويقبلونه ودليلهم النقلي على ذلك حديث منسوب لرسول الله (ص) (أطيعوهم ما أقاموا الصلاة فيكم) ، وحديث آخر نسبوه أيضا ظلما وعدوانا لرسول الله (ص) ( من جائكم وأمركم على رجل واحد أراد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) ، ودليلهم العقلي أن الخروج على الحاكم يشترط بالضرورة المغايرة بمعنى تغيير ما كان يفعل ه&Eg;ذا الحاكم ، فلو كان مقيما للصلاة في الجماعة المسلمة فإن الثورة تعني تغيير الحال بمعنى إهدار الجماعة والحدود بما يؤدي إلي الكفر.
    ولكن ما رأي القرآن الكريم في ذلك؟ ، وماذا نفعل مع الحاكم الظالم؟ هل نهادنه ونستكين له ونتبعه على ظلمه؟ ، هل يكون أكثر ما نفعله هو توجيه النصيحة له؟ فإن قتل من نصحه نستمر على استكانتنا له وصبرنا عليه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا؟ أم نقف في وجهه بالنصيحة إن كان منها فائدة أو نصبر إن لم يكن هناك فائدة من النصيحة؟ ، نجد الإجابة واضحة في الآيات من 17 إلي 50 من سورة الشورى فهيا نتدبرها معا.
    لا عجب أن القرآن الكريم قد عالج مسألة ظلم الحاكم ، وردها إلي الطبيعة البشرية في قوله سبحانه وتعالى" وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ" (الشورى27) فمن الطبيعة البشرية أن من لديه كل النعم ويجمع في يده المال والسلطة فإن ذلك مدعاة لبغية وضلاله وظلمه للناس ، وقد سبق القرآن منظري الثورة الفرنسية (جان جاك روسو و منتيسكيو) وغيرهم في قولهم السلطة مفسدة ، وبما أن الملك من الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء بيده سبحانه الخير (آل عمران 26) والملك من الخير بنص الآية ، والخير رزق فيكون الملك ضمن عموم الرزق المبسوط في الآية الكريمة في سورة الشورى.
    والله سبحانه وتعالى في الآيات التالية يذكر من يبغي لأن الله رزقه بالمال والملك معا أنه مازال ضعيفا أمام قدرة رب العالمين"وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ" (الشورى29) ، والله سبحانه قادر على جمع من بغى وأخذه أخذ عزيز مقتدر ، ولكنه سبحانه يذكرنا بأن الباغي علينا يكون دائما بسببنا وأن مصيبة الظلم التي تصيب شعبا أو أمة تكون بسببهم هم ، وذلك ليس كما هو شائع بعصيانهم لله وتركهم للفروض – فهذه سطحية وتغييب اتبعه فقهاء العصور الوسطى – ولكن بسبب استكانتهم وذلهم وخضوعهم للظلم والبغي بما لا يرضي رب العالمين وهو القائل" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى30) ثم تأتي الآيات التالية لتثبت قلوب الشعوب المقهورة المظلومة إذا ما قررت التحرك ضد الحاكم الظالم لانتزاع حريتها المسلوبة وكرامتها الضائعة بأن الله وحده هو الأحق بأن نخشاه لأنه وحده القادر والقوي وغيره لا يملك من الأمر شيء ويضرب الله الأمثال بارسال الريح التي تحرك الفلك في البحر ولو أمسكها لبقيت ساكنة أو يوبقهن بما كسبوا أي يعاقبهن بما كسبوا وطبعا المقصود هنا تلك الشعوب التي قبلت الظلم وأستكانت والتي كان عليها أن تفعل غير ذلك فيقول سبحانه"وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35)(الشورى).
    ثم يوجه الله الحديث في الآيات 36 ، 37 ، 38 للحكام فيقول سبحانه" فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) (الشورى) لا يغرنكم أيها الحكام الظلمة الذين أفسدتكم نعمة الله عليكم بالسلطة والمال هذه النعمة وتلك السلطة وتلكم الأموال ، لأن ما عند الله خير وأبقى ، وذلك الذي عند الله قد إدخره سبحانه للحكام الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فلا تغرنهم قوتهم ولا يظنوا أنها باقية لهم تمنعهم من حساب الله ، وهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ، والظلم قطعا هو أساس كل فاحشة كما أنه أعظم الإثم وهو أيضا شرك بالله الذي قال إن الشرك لظلم عظيم (لقمان)، كما انهم يغفرون في غضبهم ، لقدرتهم على العقاب ولكنهم يختارون طريق المغفرة ، وقد استجابو لربهم... بماذا؟ بإقامة الصلاة فكانت بينهم وبين ربهم كما إنها بينهم وبين رعيتهم فلم يقطعوا صلتهم بربهم غيا كمن قال للمصحف عندما آتاه الله الملك (هذا فراق بيني وبينك) كما لم يقطعوا صلتهم برعيتهم يغفرون لهم ثم يجعلون الأمر بامر الله في أيدي الرعية ((((وأمرهم شورى بينهم)))) فهو حكم قرآني واجب التنفيذ وأمر إلاهي لايمكن لأحد أن يتجاهله إلا أن يكون ظالما ، ومما رزقهم الله ينفقون فهم ينفقون على الرعية من مال الله فلا يبقى مظلوما أو محروما أو متعديا عليه بالغضب.
    ونتسائل إذا لم يتبع الحكام كلام الله فماذا يفعل المحكومين؟ هل يفعل كما قال علماء السلف؟ ((( الصبر ))) ، لا والله ، ثم تالله لا ، وبالله (((((لا))))) ، يوجه الله كلامه للمحكومين في الآيات من 39إلي 43 فيقول" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) (الشورى) ، إذا أصابك البغي من أحد خاصة لو كان حاكم ظالم عليك أن تنتصر وتقاومه بكل وسائل المقاومة ، فلو كان لديك القوة الكافية فالحرب والثورة والتغيير ، وإلا فالهجرة حال الاستضعاف مع عدم وجود القدرة على التغيير وقد قال تعالى " ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك ماواهم جهنم وساءت مصيرا"(النساء 97) ، ولا يكون الصبر إلا للمستضعفين فقط الذين لا يستطيعون (((حيلة الثورة))) ولا يهتدون سبيل (((الهجرة))) (النساء 98) ، فإذا مكنكم الله من رقاب الحكام الظلمة الذين ظلموكم وبغوا عليكم فجزاء سيئة سيئة مثلها ومن عفا وأصلح في أولئك الظالمين فأجره على الله ولكن الله يذكركم انه لا يحب الظالمين ، أما أولئك الذين ظلموا من الرعية فانتصروا لأنفسهم وعاقبوا حكامهم بعد نصر الله لهم على الحكام الظلمة فما عليهم من سبيل وليس عليهم معصية فبعد أن ساموهم حكامهم سوء العذاب بأن فتحوا لهم المعتقلات وأقاموا لهم المشانق وضيقوا عليهم في الرزق وحكموهم بما يسمى قانون الطوارئ ثم باعوهم بأبغس الأثمان للمحتل وجوعوهم وسرقوا أموالهم واستحلوا نسائهم وأعراضهم حتى قتلوا الحلم في عقول أجيالهم فهؤلاء المظلومين لو قدروا على الظالمين فمهما عملوا فيهم فلن يساوي ما أرتكبه الحكام الظالمين فليس على المظلوم المنتصر من سبيل.
    أما السبيل الحقيقي والعذاب والعقاب على الحكام المردة الكفرة الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق ويتخذونهم فرق وطوائف يستضعفونهم ويضربون بعضهم ببعضهم ، وحتى بعد عقابهم بيد الثوار فإن الله قد ادخر لهم عذاب أليم ، أما من يستطيع من المظلومين المقهورين الذين نصرهم الله أن يصبر على رد العدوان للحكام بعد أن يقدر عليهم ويغفر لهم مستبقيا لحسابهم على الله رب العالمين فإن ذلك من عزم الأمور.
    ويقرر القرآن حقيقة مفادها إن الصبر على رد العدوان و الظلم والأذى حين المقدرة من عزم الأمور ، كما أن الصبر على قضاء الله ومصائبه أيضا من عزم الأمور (آل عمران 186 ، لقمان17)
    ثم يوجه الله حديثة للفريقين الحكام والمحكومين في الآيات من 44 إلي 50 من سورة الشورى فيقول عز من قائل"وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ (45) وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ (46) اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (48) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) (الشورى).
    مشهد تصويري للظالمين عندما يشاهدوا العذاب ويعاينوه ويظنوا أنهم مواقعوه ولا محيص لهم منه يتسائلون في بلاهة وغباء هل إلي مرد من سبيل؟ ولكن ليس لهم إلي مرد من سبيل فقد كتب الله عليهم العذاب بظلمهم ، ومن عدل رب العالمين أنه سبحانه وتعالى يجعل الجزاء من جنس العمل فكما كان الظالمون في الأرض يذلون شعوبهم فإن الله يعرضهم على النار خاشعين مذلولين بعدما عراهم الله من رداء الحكم والطاغوت في الدنيا ووقفوا أمام نار مالك الملك والجبروت في الآخرة ويختلسون النظر للعذاب وقلوبهم وجلى خوفا مما سيحدث فيهم من ظلمهم ومما كسبت أيديهم القذرة وعقولهم الخربة ونفوسهم السادية ، وإمعانا في ذلهم يكون عقابهم على مشهد ومرآى ومسمع من الذين آمنوا كما كانوا يفعلون مع الناس في الدنيا ، ويتعجب الذين آمنوا من موقف الظالمين فيقررون حقيقة أن الخسارة الحقيقية من نصيب الحكام الظالمين وليست من نصيب المحكومين المقهورين الذين رفضوا الذل في الدنيا فأعطاهم الله الآخرة ولكن الحكام الظالمون خسروا أنفسهم بإلقاءهم في العذاب وخسروا أهليهم وشعوبهم الذين لن يشاركوهم ذلك العذاب ولن يخففوا عنهم منه شيئا ويبقى الظالمون في عذاب مقيم – نعوذ بالله من نهايتهم البشعة ، بما كسبت أيدهم النجسة – ولن يجدوا أولياء لهم فلن يجد كبير الظلمة (فرعون) هامان أو قارون ليساعداه أو ينصراه من دون الله ، كما لن يجد (هامان) و(قارون) أي نصر أو عون أو مساعدة من فرعون على حالهم الذي هم فيه وسيضاعف الله لهم العذاب.
    ويوجه الله كلامه للحكام والمحكومين بأن يستجيبوا لله رب العالمين من قبل أن يأتي يوما لا مرد له من الله ولا ملجأ ولا نكير ، نستجيب لك يا رب بأن نجعل أمرنا شورى بيننا ، بأن نقيم الفصل بين السلطات بأن نأخذ بآخر ما توصلت له البشرية من أسلوب حكم ديمقراطي يجعل من كرسي الحكم (تيفال) لا تلتصق به مقعدة الحاكم أبدا ، بأن نجد السبيل إلي عقد اجتماعي سوي لا يضل فيه الحاكم ويسمح للمحكوم أن يحاسب الحاكم ولا يرضى بالبغي ولكن ينتصر من بعد ظلمه ، نظام شورى توجد به سلطة تشريعية حقيقية تضع للناس ما يحتاجونه من قوانين وسلطة قضائية قوية تراقب عمل باقي السلطات وتحفظ للمحكومين كرامتهم وفقا لمشيئة رب العالمين ، وسلطة تنفيذية خادمة للشعب لا تسرق ماله أو عرضه أو أحلامه ، فإن أعرض الناس فليس على الرسول إلا البلاغ ولكن إذا أصابهم رغم إعراضهم بعض الرحمة من الله فرح بها وظن أنه على الحق فاستمر في غيه وظلمه ولكنها رحمة قليلة كالسكون الذي يسبق العاصفة وتبقى السيئة التي يجب أن تصيب الناس بفعلهم وغيهم وبما قدمت أيديهم فانهم يكفرون والانسان كفور بطبعة.
    وأخيرا فإن ظن حاكم أن له ملك قطر أو بلد فلله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء ، والملك الحقيقي لله لأنه هو الذي يهب للمخلوق مخلوق مثله أنثى أو ذكر أو الاثنين معا وهو الذي يمنع كما يمنح وهو عليم بحال كل منا قدير على فعل ما يريد لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل ولكنهم يسألون.
    ولنا تعقيب أخير وقراءة لما خلف السطور في قوله سبحانه وتعالى"لايسأل عما يفعل وهم يسألون" الانبياء 23 ، وهذه الآية واضحة الدلالة على وجوب الديمقراطية في الحكم ، لأن الحاكم الذي لا يسأل عما يفعل يكون قد إتخذ صفة من صفات الخالق سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أن يكون أحد فوق المسائلة إلا رب العالمين وحده لا شريك له في ذلك ، فالحكام الذين يحكمون عالمنا العربي ويدعون الاسلام هم مشركون بالله لأنهم أرادوا أن يشتركوا معه في صفة من صفاته ، وهي كونه سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل ، قاتلهم الله آنى يؤفكون
    استغفر الله من الخطأ والذلل وأحمده على نعمه الجلل والسلام على المتدبر دون ملل
    شريف هادي

    • :: الأعضاء ::

    اليافعي الوحدوي

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 14, 2009
    عدد المشاركات:
    108
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    بتول
    مكان الإقامة:
    اليمن
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    الاخ الجنوبي وفقك الله من اين نقلت هذا التفسير حيث اني راجعت عددمن التفاسير ولم اجد ما ذكرت يرجاء أن لاتنقل إلامن مصدر موثوق جزاك الله خير


    قال أنس ابن مالك إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار}}


    النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار)
    • :: العضويه الذهبيه ::

    فضل الخلاقي

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    اكتوبر 8, 2008
    عدد المشاركات:
    1,589
    عدد المعجبين:
    32
    الوظيفة:
    عامل
    مكان الإقامة:
    الشرقيه الدمام الجبيل
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ". أخرجه الترمذي (4/17 ، رقم 1398) وصححه الألباني في الروض النضير ( 925) والتعليق الرغيب ( 3 / 202 ). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": ( فِي دَمِ مُؤْمِنٍ ) أَيْ إِرَاقَتِهِ. وَالْمُرَادُ: قَتْلُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ. انتهى كلامه رحمه الله، وإن النَّفْسَ لَتَعْجَب من تلك الجماعات التي ما أنزل الله بها من سلطان التي تسفك دماء المسلمين هنا وهناك باسم الإسلام والجهاد والإسلام منهم بريء بل هم الخوارج الذين حذَّرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كَثِيرَةٍ كَثِيرَة!! وأخبر بأبي هو وأمي بأنه لو أدركهم لَيُقَتِّلَنَّهُم قَتْلَ عَادٍ وثمود ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونرجو الاستماع إلى المحاضرة أعلاه: "التفجير في خدمة من؟" ففيها الكثير من الآيات الأحاديث في حرمة مال المسلم وعرضه ودمه.
    • :: الأعضاء ::

    ابوهمام

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 4, 2009
    عدد المشاركات:
    273
    عدد المعجبين:
    0
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    الجزبرة العربية
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
    (
    غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )
    اخرجة البخاري

    • :: الأعضاء ::

    الناصري

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 17, 2009
    عدد المشاركات:
    90
    عدد المعجبين:
    1
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    غير متوفر
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
    بارك الله في الجميع
    وهذا حديث عظيم لمن تدبره
    عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] رواه البخاري ومسلم
    وفي رواية لمسلم [ من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

    • :: الأعضاء ::

    سالم القاضي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 7, 2008
    عدد المشاركات:
    49
    عدد المعجبين:
    0
    الوظيفة:
    خاص
    مكان الإقامة:
    قطــر
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ
    • :: الأعضاء ::

    سالم القاضي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 7, 2008
    عدد المشاركات:
    49
    عدد المعجبين:
    0
    الوظيفة:
    خاص
    مكان الإقامة:
    قطــر
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي, قَالَ: "إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنةً تَمْحُهَا" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ قَالَ: "هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ
    • :: الأعضاء ::

    الناصري

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 17, 2009
    عدد المشاركات:
    90
    عدد المعجبين:
    1
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    غير متوفر
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
    " مَنْ قالَ يعني إذا خرج من بيته باسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ يُقالُ لَهُ : كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَهُدِيتَ وتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطانُ " قال الترمذي : حديث حسن . زاد أبو داود في روايته " فيقول يعني الشيطان لشيطان آخر كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ وَوُقِيَ ؟
    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابا يوسف الخلاقي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 21, 2008
    عدد المشاركات:
    454
    عدد المعجبين:
    10
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    قال صلى الله عليه وسلم : «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» رواه ابن حبان وصححه الألباني.
    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو فلاح

    • المستوى: 6
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 9, 2007
    عدد المشاركات:
    2,826
    عدد المعجبين:
    113
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    وطني
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها
    قالوا إذا نكثر
    قال الله أكثر
    رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة والحاكم وقال صحيح الإسناد
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    الله يجزيك الف خير يا بوفلاح ونتمنى من الجميع مواصلت هذا القسم فانا لسياسة تجلب الحقد
    بين ابناء الجنوب
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال : (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل قال إبراهيم حدثنا البسطامي وهو الحسين بن عيسى وسهل بن عمار وإبراهيم بن بنت حفص وغيرهم عن حجاج بهذا الحديث).

    رواه مسلم
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: كــــــل يــــــوم حـــــديـــــث

    شرح حديث (الحلال بين والحرام بين)

    خالد بن سعود البليهد

    عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه.

    هذا الحديث أحد أصول الإسلام التي يدور عليها أحكام الحلال والحرام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه حد الشبهات والمنهج الشرعي في التعامل معها . وفيه مسائل:

    الأولى: في الحديث دلالة على أن الأشياء من حيث الحكم ثلاثة أقسام:
    1- حلال خالص لا شبهة فيه كالملابس والمطاعم والمراكب المباحة.
    2- حرام خالص لا شبهة فيه كشرب الخمر والربا والزنا وأكل مال اليتيم ونحوها مما نص الشرع على تحريمه.
    3- مشتبه بين الحلال والحرام كالمعاملات والمطاعم التي يتردد في حكمها .
    والأصل في الأعيان والتصرفات الإباحة لقوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ).

    الثانية: الشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلال والحرام بحيث يشتبه أمره على المكلف أحلال هو أو حرام . وقد فسر الإمام أحمد الشبهة " بأنها منزلة بين الحلال والحرام يعني الحلال الخالص والحرام الخالص وفسرها تارة باختلاط الحلال والحرام ". والإشتباه نوعان:
    1- إشتباه في الحكم: كالمسائل والأعيان التي يتجاذبها أصلان حاضر ومبيح.
    2- إشتباه في الحال: كمن وجد شيئا مباحا في بيته فهل يتملكه بناء على أنه داخل في ملكه أو يخرجه بناء على أنه مال للغير.

    الثالثة: الإشتباه أمر نسبي ليس بمطلق فلا يقع الإشتباه لجميع الناس ولكن يقع لكثير منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يعلمهن كثير من الناس ) ولا يكون الإشتباه أصليا في دلالة النصوص قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وإنما يعرض لأفهام الناس ويزول بالإجتهاد والإطلاع الواسع واستقراء النصوص ولذلك يقل في العلماء ، ولا يمكن أبدا أن يقع الإشتباه في المسائل العملية عند جميع العلماء لأن الله قد تكفل بحفظ شرعه وبيانه للناس ، ولا تضل الأمة جمعاء عن معرفة الحق ولا يزال في الأرض قائم لله بحجة.

    الرابعة: قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) فيه أنه ينبغي للمسلم أن يتوقى مباشرة ما يشتبه عليه ليحفظ دينه من الوقوع فيما حرم الله فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حرصا على هذا فقد روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال ( لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ) متفق عليه ، وكان السلف الصالح يشددون في ذلك يتحرون لدينهم قالت عائشة "كان لأبي بكر الصديق غلاما يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا فقال أبو بكر ما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه " رواه البخاري. وهذا كله محمول على تمكن الشبهة وعدم ظهور الحكم في المسألة أما إذا تبين للإنسان إباحة الشيء وزالت الشبهة عنه واطمأن قلبه لذلك فلا حرج حينئذ من تعاطيه.

    الخامسة: فيد دليل على أن تبرئة العرض أمر مطلوب شرعا فينبغي على العبد أن يحرص على الإبتعاد عن كل ما يدنس عرضه ويعرض سمعته أو أهله أو ذريته لقالة السوء ولهذا ورد " أن ما وقى به المرء عرضه فهو صدقة " وفيه دليل على أن من ارتكب الشبهات فقد عرض نفسه للقدح والطعن قال بعض السلف " من عرض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه " ، بل يشرع للعبد أن يترك المباح استبراء لعرضه وخشية طعن الناس فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين من الأنصار لما رأياه واقفا مع زوجه صفية فأسرعا فقال لهما (على رسلكما إنها صفية ) أخرجاه في الصحيحين.

    السادسة: قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) خرجه العلماء على وجهين:
    الأول: أن من تساهل في مباشرة الشبهات وكثر تعاطيه لها لا يأمن على نفسه إصابة الحرام وإن لم يتعمد ذلك.
    الثاني: أن من اعتاد التساهل في ذلك وتمرن على الشبهات يتطور به الأمر إلى أن يتجرأ على انتهاك المحرمات ويذهب عنه تعظيم الشعائر ، ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس ) رواه الترمذي وحسنه.

    السابعة: حكم معاملة من في ماله حلال وحرام مختلط على أحوال :
    الأولى: أن يكون الحرام أكثر ماله ويغلب عليه فهذا مكروه قال الإمام أحمد " ينبغي أن يتجنبه إلا أن يكون شيئا يسيرا أو شيئا لا يعرف ". أما إذا علم تحريم شيء بعينه فيحرم عليه تناوله إجماعا كما حكاه ابن عبد البر وغيره.
    الثانية: أن يكون الحلال أكثر ماله ويغلب عليه فيجوز معاملته والأكل من ماله بلا حرج ، فقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال في جوائز السلطان " لا بأس بها ما يعطيكم من الحلال أكثر مما يعطيكم من الحرام " وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعاملون المشركين وأهل الكتاب مع علمهم بأنهم لا يجتنبون الحرام كله.
    الثالثة: أن يشتبه الأمر فلا يعرف أيهما أكثر الحلال أم الحرام فهذا شبهة والورع تركه قال سفيان " لا يعجبني ذلك وتركه أعجب إلي " وقال الزهري " لا بأس أن يأكل منه مالم يعرف في ماله حرام بعينه " ونص أحمد على جواز الأكل مما فيه شبهة ولا يعلم تحريمه.

    الثامنة: من سيب دابته ترعى قرب زرع غيره فأتلفته ضمن ما أفسدته من الزرع على الصحيح لأنه مفرط في صيانتها وحفظها عن مال الغير وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ) إشارة إلى ذلك.

    التاسعة: في الحديث دليل على قاعدة سد الذرائع المفضية إلى الوقوع في المحرمات وتحريم الوسائل إليها ، وكذلك يدل على اعتبار قاعدة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " بالتباعد مما يخاف الوقوع فيه وإن ظن السلامة في مقاربته.

    العاشرة: يستفاد من الحديث أن موقف الناس تجاه الشبهات على أقسام:
    1- من يتقي هذه الشبهات لإشتباهها عليه فهذا قد استبرأ لدينه وعرضه.
    2- من يقع في الشبهات فهذا قد عرض نفسه للوقوع في الحرام.
    3- من كان عالما بحكمها واتبع ما دله علمه فيها ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم لظهور حكمه وهذا القسم هو أفضل الأقسام الثلاثة لأنه علم حكم الله في هذه المشتبهات وعمل بعلمه.

    الحادية عشرة: الحديث يدل على عظم القلب وأهميته لأن صلاح حركات العبد بجوارحه واجتنابه المحرمات واتقائه الشبهات بحسب صلاح حركة قلبه فإن كان قلبه سليما ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات الجوارح كلها وإن كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع الهوى عبدا للشهوات وأسره حب الدنيا فسدت حركات الجوارح كلها ، ولهذا يقال القلب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده مطيعون لأوامره لا يخالفونه في شيء . ولا ينفع عند الله يوم القيامة إلا القلب السليم قال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ( أسألك قلبا سليما ) رواه أحمد ، والقلب السليم هو السالم من الشبهات والشهوات. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم للقلب في ختام حديثة إشارة إلى أن اتقاء الشبهات سببه صلاح القلب والوقوع فيها منشأه ضعف القلب وفساده والله المستعان.

    الثانية عشرة: صلاح القلب يكون بالأعمال الشرعية والعبادات القلبية .فلا صلاح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته وخشيته ورجاؤه والتوكل عليه وتمتلئ من ذلك وهذا هو حقيقة التوحيد أن يكون القلب يأله ويتوجه ويقصد الله وحده لا شريك له وينصرف عما سواه ، ولو كان في السماوات والأرض إلها سواه لفسدت بذلك كم قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فعلم بذلك أنه لا صلاح للعالم العلوي والسفلي حتى تكون حركات أهلها كلها لله . قال الحسن البصري لرجل " داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم ". وقال محمد البلخي " ما خطوت منذ أربعين سنة لغير الله عز وجل ". وقال الحسن " ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة أو على معصية فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت ".


    بقلم : خالد بن سعود البليهد
    عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

انشر هذه الصفحة