جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

ذكر من أنكر ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, يناير 3, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    من الأنبياء والملائكة والجمادات والحيوانات والنباتات وسائر المخلوقات


    قبل أن أختم الكتاب، أود أن أذكر حقيقة قد لا يعلمها كثير من الناس، هذه الحقيقة هي أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ليسوا هم فقط من أنكر ولم يقر بإمامة علي رضي الله عنه بزعم الشيعة، الأمر الذي استدعى كفرهم وردتهم بزعمهم. بل أن هناك آخرون، من سائر خلق الله عزوجل، بين مقر ومنكر، وإليك بعضاً من هذه الروايات التي تتكلم عن نفسها، وهي لا تخلو من طرافة أرى أن القارئ العزيز بحاجة إليها بعد كل ما مر:

    فعن سليمان بن خالد، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: ((ما من شيء ولا من آدمي، ولا إنسي ولا جني، ولا ملك في السماوات إلا ونحن الحجج عليهم، وما خلق الله خلقا إلا وقد عرض ولايتنا عليه، واحتج بنا عليه، فمؤمن بنا وكافر جاحد حتى السماوات والأرض والجبال)).[518]

    وعن الرضا في يوم الغدير قال: ((وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد صلى الله عليه وآله، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين عليه السلام وعرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال: العقيق وجبل الفيروز، وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر، وسبقت إليها جبال أخر فصارت معادن الذهب والفضة وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا، وما أنكر صار ملحا أجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا، ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا وما أنكرها صار أخرس ألكن)).[519]



    عن سدير قال: ((سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول أمير المؤمنين عليه السلام إن أمرنا صعب مستصعب لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فقال: إن في الملائكة مقربين وغير مقربين، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقر به إلا المقربون، وعرض على الأنبياء فلم يقر به إلا المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون، قال: ثم قال لي: مر في حديثك)).[520]



    وقالوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي ما بعث الله نبيا إلا وقد دعاه إلى ولايتك طائعا أو كارها)).[521]


    وروى القوم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما تكاملت النبوة لنبي في الأظلة حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم وولايتهم)).[522]


    ورووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله عز وجل عرض الولاية على الملائكة، فمن قبلها كان عنده من المقربين)).[523]


    وعن الصادق رحمه الله: ((أن ممن لم يقبلها من الملائكة ملكاً يقال لـه: فطرس، فكسر الله جناحه)).[524]


    من هؤلاء آدم عليه السلام، فزعموا أن آدم عليه السلام عرضت عليه الولاية فأنكرها حسداً فرمته الجنة بأوراقها، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية ودعا بحق هؤلاء الخمسة: محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات الله عليهم، غفر الله له.[525]


    وفي رواية أن آدم نظر إليهم بعين الحسد وتمني منزلتهم، فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم؛ فأخرجهما الله عز وجل عن جنته وأهبطهما إلى جوار الأرض.[526]


    ومنهم: يونس عليه السلام، حيث رووا أن علياً رضي الله عنه قال: ((إن الله عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الأرض فأقر بها من أقر، وأنكرها من أنكر. . أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها)).[527]


    وفي رواية أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه دخل على زين العابدين، وقال: ((يا ابن الحسين، أنت الذي تقول: إن يونس بن متّى إنما لقي من الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال: بلى ثكلتك أمك، قال: فأرني برهان ذلك إن كنت من الصادقين، فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي، دمي في رقبتك، الله الله في نفسي، فقال:هيه وأريه إن كنت من الصادقين، ثم قال: يا أيها الحوت، قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله، فقال: من أنت؟ قال: أنا حوت يونس يا سيدي، قال: أنبئنا بالخبر، قال: يا سيدي، إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتمنع من حملها لقي ما لقي آدم عليه السلام من المعصية، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم عليه السلام من النار، وما لقي يوسف عليه السلام من الجب، وما لقي أيوب عليه السلام من البلاء، وما لقي داود عليه السلام من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس عليه السلام، فأوحى الله إليه: أن يا يونس، تول أمير المؤمنين علياً والأئمة الراشدين من صلبه. قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه، وذهب مغتاظاً، فأوحى الله تعالى إلي أن التقمي يونس ولا توهني لـه عظماً، فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث، ينادي: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وقد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده، فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين: ارجع أيها الحوت إلى وكرك، واستوى الماء)).[528]


    ولا بأس من أن نذكر أمثلة قليلة على بعض هذه الأصناف.


    فمن البلدان، رووا عن الصادق أنه قال: ((إن الله عز وجل عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة. وفي رواية: ما قبلها قبول أهل الكوفة)).[529]


    ومن الطيور، ما رووه عن علي رضي الله عنه أنه قال: ((إن الله عرض أمانتي وولايتي على الطيور، فأول من آمن بها البزاة البيض والقنابر، وأول من جحدها البوم والعنقاء، فلعنهما الله تعالى من بين الطيور، فأما البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطيور لها، وأما العنقاء فغابت في البحار لا ترى، وإن الله عرض أمانتي على الأرضين، فكل بقعة آمنت بولايتي جعلها طيبة زكية، وجعل نباتها وثمرتها حلواً عذباً، وجعل ماءها زلالاً، وكل بقعة جحدت إمامتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخاً، وجعل نباتها مراً علقماً، وجعل ثمرها العوسج والحنظل، وجعل ماءها ملحاً أجاجاً)).[530].


    وعلى ذكر البومة، أقول: حتى البومة لم تسلم من خلاف القوم فيها، فقد أورد القوم ما يخالف ما مر من علة اختفائها في النهار، فعن الصادق رحمه الله قال: ((أنها لم تزل تأوي العمران أبداً، فلما قتل الحسين آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً، ولا تأوي إلا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة، حتى يجنها الليل، فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين حتى تصبح)).[531]


    وروى القوم: أن الأوز قال لـه رضي الله عنه: ((السلام عليك يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين)).[532]


    وهذا دراج قال له علي: ((مذ كنت أنت في هذه البرية، ومن أين مطعمك ومشربك ؟ فقال: يا أمير المؤمنين من أربعمائة سنة أنا في هذه البرية، ومطعمي ومشربي إذا جعت فاصلي عليكم فأشبع، وإذا عطشت فادعوا على ظالميكم فأروى)).[533]


    وفي الحيوانات، ذكروا أن جملاً قال لعلي رضي الله عنه: ((يا أمير المؤمنين، عليك السلام. وفي رواية: يا أمير المؤمنين، وخير الوصيين. . الرواية)).[534]


    وقال سبع: ((يا أمير المؤمنين، ويا خير الوصيين، ويا وارث علم النبيين، ويا مفرق بين الحق والباطل، ما افترست منذ سبع شيئاً، وقد أضر بي الجوع. . . الرواية)).[535]


    وروى القوم أن جبرئيل عليه السلام خطب في الوحوش: ((يا معشر الوحوش، إن الله عز وجل قد دعا محمداً فأجابه، واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب وأمركم أن تبايعوه، فقالوا: سمعنا وأطعنا، ما خلا الذئب فإنه جحد)).[536]


    وروى القوم: أن اليهود لما ناظرته رضي الله عنه في النبوة، نادى جمال اليهود: ((أيتها الجمال، اشهدي لمحمد ووصيه، فنطقت جمالهم وثيابهم كلها: صدقت يا علي، إن محمداً رسول الله، وإنك يا علي حقاً وصيه)).[537]


    وفي موقف آخر: فأنطق الله ثيابهم التي عليهم وخفافهم التي في أرجلهم، يقول كل واحد منها لِلابِسِه: كذبت يا عدو الله، بل النبي محمد هذا، والوصي علي هذا[538].


    ورووا أن أسداً قال لأحد أصحاب علي رضي الله عنه: ((أقرئ وصي محمد مني السلام)).[539]


    وهذا أسد آخر قال لعلي رضي الله عنه: ((السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، يا بن عم رسول الله)).[540]

    وأسد آخر قال: ((يا أمير المؤمنين نحن معاشر الوحوش لا نأكل لحم محبيك ومحب عترتك، فنحن أهل بيت نتخذ بحب الهاشميين وعترتهم، فقال له: أيها السبع أين تأوي وأين تكون ؟ قال: يا مولاي إني مسلط على أعدائك كلاب أهل الشام أنا وأهل بيتي، وهم فريستنا)).[541]


    وهذا ضب، وقف واستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومرغ خديه في التراب، ثم رفع رأسه وأنطقه الله تعالى فقال: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه، وسيد المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين، وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين، وأشهد أن أخاك علي بن أبي طالب على الوصف الذي وصفته، وبالفضل الذي ذكرته، وأن أوليائه في الجنان مكرمون، وأن أعدائه في النار خالدون)).[542]


    وهذان ذئبان، قالا لعلي رضي الله عنه: ((السلام عليك يا حليف الندى، ومعدن النهى، ومحل الحجى، وعالما بما في الصحف الأولى ووصي المصطفى. السلام عليك يامن أسعد به محبيه، وأشقى بعداوته شانئيه، وجعله سيد آل محمد وذويه. السلام عليك يامن لو أحبه أهل الأرض كما يحبه أهل السماء لصاروا خيار الأصفياء، ويا من لو أحس بأقل قليل من بغضه من أنفق في سبيل الله ما بين العرش إلى الثرى لانقلب بأعظم الخزي والمقت من العلي الأعلى)).[543]


    وهذه بقرة تقول: ((لا إله إلا الله رب العالمين، ومحمد رسول الله سيد النبيين، وعلي سيد الوصيين)).[544]


    وهذا فيل قال لعلي رضي الله عنه: ((يا علي كلنا نعرف محمدا، ونؤمن برب محمد إلا هذا الفيل الأبيض فإنه لا يعرف محمدا، ولا آل محمد)).[545]


    وقالت حية: ((يا رسول الله إني ملك غضب علي رب العالمين، جئت إلى هذا الوصي أطلب إليه أن يشفع لي إلى الله تعالى)).[546]


    وهذا ظبي أمر الصادق بشيء، فقال الظبي: ((برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف)).[547]


    وهذا عقرب رفض نوح عليه السلام أن يحمله معه في السفينة، فقال: ((عاهدتك أن لا ألسع أحداً يقول: سلام على محمد وآل محمد، وعلى نوح في العالمين)).[548]


    وكذلك الحيتان، حيث خرجت من المياه فاغرة أفواهها وتقول لعلي رضي الله عنه: ((يا أمير المؤمنين، عرضت ولايتك علينا فقبلناها ما خلا الجري والمارماهي والزمار)).[549]


    وفي رواية أن الجري خرجوا من البحر وقالوا بصوت عالٍ: ((يا أمير المؤمنين، نحن طائفة من بني إسرائيل، عرضت علينا ولايتكم فأبينا أن نقبلها فمسخنا الله جرياً)).[550]


    والحمير أيضاً، فهذا حمار لكعب بن الأشرف، قال: ((يا عبد الله بئس العبد أنت، شاهدت آيات الله وكفرت بها، أنا حمار قد أكرمني الله بتوحيده، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الأنام ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد أهل دار السلام، مبعوث لإسعاد من سبق علم الله له بالسعادة، وإشقاء من سبق الكتاب عليه بالشقاوة، وأشهد أن بعلي ابن أبي طالب وليه ووصي رسوله، يسعد الله من يسعد إذا وفقه لقبول موعظته، والتأدب بأدبه، والايتمار بأوامره، والانزجار بزواجره، وأن الله تعالى بسيوف سطوته وصولات نقمته يكبت ويخزي أعداء محمد حتى يسوقهم بسيفه الباتر، ودليله الواضح الباهر إلى الإيمان به، أو يقذفه في الهاوية إذا أبى إلا تماديا في غيه، وامتدادا في طغيانه وعمهه، ما ينبغي لكافر أن يركبني، بل لا يركبني إلا مؤمن بالله، مصدق بمحمد رسول الله في أقواله، متصوب له في جميع أفعاله، وفي فعل أشرف الطاعات في نصبه أخاه عليا وصيا ووليا، ولعلمه وارثا، وبدينه قيما، وعلى أمته مهيمنا، ولديونه قاضيا، ولعداته منجزا، ولأوليائه مواليا، ولأعدائه معاديا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا كعب بن أشرف حمارك أعقل منك)).[551]


    وهكذا. . حتى جعلوا من جانبٍ آخر الحيوانات تعترض من لا يحب أهل البيت، فهذا كلب لأحد أهل الذمة عض اثنين من الصحابة فشكوا أمره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر بقتله، فقال الكلب: ((يا رسول الله، إن القوم الذين ذكرتهم منافقون نواصب، يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب، ولولا أنهم كذلك ما تعرضت لهم، ولكنهم جاءُوا يرفضون علياً ويسبونه، فأخذتني الحمية الأبية والنخوة العربية، ففعلت بهم. وكان من موقف هذا الكلب أن شهد صاحبه الذمي أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن علي أمير المؤمنين، وأسلم جميع من كان في داره)).[552]


    والله أعلم إن كان هذا الكلب من الذين ارتدوا بعد رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام أم بقي على إسلامه.


    ومن الجمادات، رووا عن الحسن والحسين رضي الله عنهما أنهما قالا: ((إن الله عز وجل عرض ولايتنا على المياه، فما قبل ولايتنا عذب وطاب، وما جحد ولايتنا جعله الله عز وجل مراً وملحاً أجاجاً)).[553]


    وعن حمدان بن سليمان أنهما عليهما السلام قالا: ((يا أبا سعيد تأتي ماء ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات إن الله عز وجل عرض ولايتنا على المياه فما قبل ولايتنا عذب وطاب وما جحد ولايتنا جعله الله عز وجل مرا أو ملحا أجاجا)).[554]


    ورووا: أن الله عز وجل عرض ولاية علي على السموات والأرض فقبلتاهما[555].


    والشمس، حيث سلمت على علي رضي الله عنه وقالت له: ((وعليك السلام يا ولي الله ووصي رسوله. وفي رواية: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء. وفي أخرى: وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجته على خلقه. وأخرى:: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين)).[556]


    وهذا جام، قال: ((لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس إني هدية الصادق إلى نبيه الناطق، لا يأكل مني إلا نبي أو وصي)).[557]


    وقال جام آخر: ((السلام عليك يا حبيب الله وصفوته، ونبيه المختار من العالمين، والمفضل على أهل الملل أجمعين من الأولين والآخرين، وعلى وصيك خير الوصيين، وأخيك خير المؤاخين، وخليفتك خير المستخلفين)).[558]


    وكذلك طومارة عبدالله بن سلام حيث قال: ((يا بن سلام هذا علي بن أبي طالب المالئ جنان الله بمحبيه، ونيرانه بشانئيه، الباث دين الله في أقطار الأرض وآفاقها، والنافي للكفر عن نواحيها وأرجائها، فتمسك بولايته تكن سعيدا، وأثبت على التسليم له تكن رشيدا)).[559]


    وهذه جمجمة، قال لها علي رضي الله عنه: ((أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا، ومن أنت ؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح، وقالت: أما أنت فأمير المؤمنين، وسيد الوصيين)).[560]


    والحصى نطقت حيث في يده رضي الله عنه قائلة: ((لا إله إلا الله محمد رسول الله، رضيت بالله رباً، وبمحمد نبياً، وبعلي بن أبي طالب وليا)).ً[561]


    وهذه أحجار أقبلت على محمد وعلي كل حجر منها ينادي: ((السلام عليك يا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، السلام عليك يا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. السلام عليك يا رسول العالمين، وخير الخلق أجمعين. السلام عليك يا سيد الوصيين، ويا خليفة رسول رب العالمين)).[562]


    وبساط، قال: ((أنا بساط أنطقني الله وأكرمني بالنطق بتوحيده وتمجيده، والشهادة لمحمد صلى الله عليه وآله نبيه بأنه سيد أنبيائه، ورسوله إلى خلقه، والقائم بين عباد الله بحقه، و ب‍إمامة أخيه، ووصيه ووزيره، وشقيقه وخليله، وقاضي ديونه ومنجز عداته، وناصر أوليائه وقامع أعدائه، والانقياد لمن نصبه إماما ووليا، والبراءة ممن اتخذه منابذا وعدوا)).[563]


    وقال بساط آخر: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا قيوما أبدا لم يتخذ صاحبه ولا ولدا، ولم يشرك في حكمه أحدا، وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، أرسلك بالهدى ودين الحق ليظهرك على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أخوك ووصيك وخليفتك في أمتك، وخير من تتركه على الخلائق بعدك، وأن من والاه فقد والاك، ومن عاداه فقد عاداك، ومن أطاعه فقد أطاعك، ومن عصاه فقد عصاك، وأن من أطاعك فقد أطاع الله، واستحق السعادة برضوانه، وأن من عصاك فقد عصى الله، واستحق أليم العذاب بنيرانه)).[564]


    وكذا فعلت شجرة، حيث قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد انك عبده ورسوله، أرسلك بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، واشهد أن عليا ابن عمك، وهو أخوك في دينك، أوفر خلق الله من الدين حظا وأجزلهم من الإسلام نصيبا، وانه سندك، وظهرك، قامع أعدائك، ناصر أوليائك، باب علومك، وأمينك واشهد أن أوليائك الذين يوالونه، ويعادون أعدائه حشو الجنة، وان أعداءك الذين يوالون أعداءه، ويعادون أوليائه حشو النار)).[565]


    وصخرة، حيث سألها علي رضي الله عنه عن الماء؟ فقالت: ((تحتي يا وصي محمد)).[566]


    وكذا ذكروا أن سوطاً شهد بإمامته رضي الله عنه، حيث قال: ((إني سوط قد أنطقني الله بتوحيده وأكرمني بتمجيده، وشرفني بتصديق نبوة محمد سيد عبيده، وجعلني ممن يوالي خير خلق الله بعده، وأفضل أولياء الله من الخلق حاشاه والمخصوص بابنته سيدة النسوان، والمشرف ببيتوتته على فراشه أفضل الجهاد، والمذل لأعدائه بسيف الانتقام، والباين في أمته بعلوم الحلال والحرام، والشرائع والأحكام)).[567]


    والعقيق الأحمر؛ حيث ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي رضي الله عنه: ((تختم بالعقيق الأحمر، فإنه أقر لله عز وجل بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك يا علي بالوصية، ولولدك بالإمامة)).[568]


    ويظهر من هذه الرواية أن هناك فرقاً بين الوصي والإمام.


    ولنعرج قليلا إلى الفاكهة والخضروات والأشجار.


    فقد ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يمشي مع علي رضي الله عنه بين نخلات، فنادت نخلة إلى نخلة: ((هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا وصيه. وقالت أخرى: هذا محمد سيد المرسلين، وهذا علي سيد الوصيين، فسميت الصيحانية)).[569]


    والبطيخ ذكروا فيه أن علياً رضي الله عنه أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمى بها، وقال: ((بعداً وسحقاً، فقيل: يا أمير المؤمنين، وما هذه البطيخة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبات، فما قبل الميثاق كان عذباً طيباً وما لم يقبل الميثاق كان مالحاً زعاقاً)).[570]


    وفي رواية: ((إن الله تبارك وتعالى طرح حبي على الحجر والمدر والبحار والجبال والشجر، فما أجاب إلى حبي عذب وطاب، وما لم يجب إلى حبي خبث ومر، وإني لأظن أن هذا البطيخ مما لم يجب إلى حبي)).[571]


    وفي أخرى: ((إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والإنس والثمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب، وما لم يقبل منه خبث وردىء ونتن)).[572]


    وكذلك الباذنجان حيث رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((كلوا الباذنجان فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوى، شهدت لله بالحق، ولي بالنبوة، ولعلي بالولاية)).[573]


    والأرز، حيث رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((حبة أقرت لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولأخي علي بالوصية)).[574]


    والأمر فيه طول حتى اختصر بعضهم الطريق فذكروا أن جل المخلوقات أبت الإقرار بولاية علي رضي الله عنه، إلا قليل. فرووا عن الباقر رحمه الله أنه قال: ((أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحاً، فقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، ومحمد رسولي؟ قالوا: بلى، قال: وعلي أمير المؤمنين؟ فأبى الخلق جميعاً استكباراً وعتواً عن ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل الأقلين وهم أصحاب اليمين)).[575]


    ويبدو أن آخرين قد استكثروا حتى هذه القلة، فقالوا بكفر الجميع، فذكروا أن سلمان رضي الله عنه دخل على علي رضي الله عنه فسأله عن نفسه. فقال: ((يا سلمان أنا الذي دعيت الأمم كلها إلى طاعتي فكفرت)).[576]


    ولا نطيل عليك، فحسبك فيما أوردناه.


    وهكذا تجد أن القوم يرون أن من ذكرنا من أنبياء وملائكة عليهم السلام، وأكثر من مائة ألف صحابي رضي الله عنهم من أعظم أمة اختارها الله عز وجل لخاتم أنبيائه، وأعظمهم، جحدوا ولاية علي رضي الله عنه، بينما يرون أن البزاة البيض والقنابر، والإوز، والجمال، والأسود، والضب، والحيات، والظباء، والعقارب، والحيتان، والباذنجان، والبطيخ، والرز، والحصى والصخور والجبال. . ألخ. حتى حمار كعب بن الأشرف وكلاب أهل الذمة التي أخذتها النخوة العربية، قد أقرت بفضل أهل البيت رضي الله عنهم وبولايتهم!!



    خلاصة الكتاب:

    لا شك عزيزي القارئ أنك قد تيقنت من أن الصورة التي يستميت الشيعة في إظهارها عن هذا الجيل المثالي مغايرة تماماً للواقع، فالله عز وجل هو الذي بعث في هذا الجيل أعظم أنبيائه حيث علمهم القرآن والسنة، بل وزكاهم وطهرهم ليبلغوا هذا العلم إلى من بعدهم، كما قال سبحانه: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164]

    وقال: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2]


    وتبين لك أيضاً أن هذا الجيل المثالي وعده الله جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، وذلك في قوله سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ [التوبة:100]


    ثم قال في الآية التي بعدها مباشرة: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ [التوبة:101] فجعل المهاجرين والأنصار غير المنافقين كما سبق ذكره في أول الباب.



    روايات في حسن إختيار الصحبة



    ونختم كتابنا بذكر روايات حسن اختيار الصحبة. فقد وأورد الشيعة في ذلك عشرات الروايات في مصنفاتهم، لا يتسع المقام هنا لحصرها. وإليك بعضها:



    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((المرء على دين خليله وقرينه[577]. وفي رواية: وقال صلى الله عليه وآله وسلم: والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)).[578]



    وفي أخرى، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المرء على دين من يخالل، فليتق الله المرء ولينظر من يخالل)).[579]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((اختبروا الناس بأخدانهم، فإنما يخادن الرجل من يعجبه نحوه)).[580]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربعة مفسدة للقلوب. . . منها مجالسة الموتى. فقيل له: يا رسول الله، وما مجالسة الموتى ؟ قال: مجالسة كل ضال عن الإيمان، وجائر في الأحكام)).[581]



    وعن الصادق رحمه الله عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: ((أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة)).[582]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تبسم في وجه مبتدع، فقد أعان على هدم الإسلام ، وقال: من أحدث في الإسلام، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)).[583]



    وعن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - في وصيته له - قال: ((يا أبا ذر الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء)).[584]



    وروى أن سليمان عليه السلام قال: ((لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا من يصاحب فإنما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه وينسب إلى أصحابه وأخدانه)).[585]



    وعن الصادق رحمه الله أنه قال: ((فيما وعظ الله به عيسى عليه السلام: يا عيسى، اعلم أن صاحب السوء يعدي، وان قرين السوء يردي، فاعلم من تقارن)).[586]



    وعن أيضاً رحمه الله عن أبيه قال: ((قال لي أبي علي بن الحسين عليهم السلام: يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت:يا أبه من هم عرفنيهم ؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد، ويبعد لك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة، وأقل من ذلك. . . الحديث)).[587]



    ومن وصية أمير المؤمنين رضي الله عنه لولده الحسن رضي الله عنه أنه قال فيها: (0إياك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فان قرين السوء يغر جليسه)).[588]



    وعن الصادق رحمه الله أنه قال: ((لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم)).[589]



    وعن علي بن الحسين رحمه الله - في حديث طويل - قال: ((إياكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم)).[590]



    وسأل الصادق رحمه الله عن قول الله عز وجل: ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها. إلى آخر الآية، فقال إنما عنى بهذا الرجل يجحد الحق ويكذب به، ويقع في الأئمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان)).[591]



    وعن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه رحمهم الله قال: ((قال علي بن الحسين عليه السلام: ليس لك أن تقعد مع من شئت، لان الله تبارك وتعالى يقول: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)).[592]



    وعن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي رضي الله عنه قال: ((مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار. فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فان كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن لم يكونوا على دين الله فلا حظ لهم في دين الله إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا، ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان فاجرا كافرا)).[593]



    وعن الصادق رحمه الله قال: ((من جالس أهل الريب فهو مريب)).[594]



    وعن أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: ((جمع خير الدنيا والآخرة في مصادقة الأخيار، وجمع الشر، مؤاخاة الأشرار)).[595]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه انه قال: ((لا تصحب المائق، فإنه يزين لك فعله، ويريد أن تكون مثله. واحذر صحابة من يضل رأيه، وينكر عمله، فإن الصاحب معتبر بصاحبه)).[596]



    وقال رضي الله عنه : ((وإياك ومصاحبة الفساق، فإن الشر بالشر ملحق)).[597]



    وقال رضي الله عنه في وصيته للحسن رضي الله عنه: (0قارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم)).[598]



    وروي أن عبد الله بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه، ثم جاءه فقال: ((أين كانت غيبتك ؟ قال: خرجت إلى عرض من أعراض المدينة، مع صديق لي، فقال له: إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك وإن تغيبت عنه صانك، وإن احتجت إليه أعانك، وإن رأى منك خلة سدها، أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك، وإن كثرت عليه لم يرفضك)).[599]



    وعن الصادق رحمه الله قال: (0لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ثم قال عليه السلام: أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم الخبر)).[600]



    وعن يحيى قال: ((سألت أبي زيد بن علي رحمهما الله : ((من أحق الناس أن يحذر ؟ قال: ثلاثة: العدو الفاجر، والصديق الغادر، والسلطان الجائر)).[601]



    وعن الإمام الصادق رحمه الله قال: ((إياك ومخالطة السفلة، فإن مخالطة السفلة لا تؤدي إلى خير)).[602]



    وأخيراً عن الصادق رحمه الله قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)).[603]



    فهل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته رضي الله عنهم، بمقتضى هذه النصائح والإرشادات، وأخذوا بها، فهجروا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والوقيعة فيهم؟ أم أنهم صاهروهم وصاحبوهم وترحموا عليهم وأسموا أبناءهم بأسمائهم، وحثوا الغير على إتباع نهجهم؟ فيدخلون تحت قوله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. [الصف 2-3]



    وختاما، ومما سبق تبين لك لِمَ أثنى الله عزوجل على ذلك الجيل وهو أعلم بهم حين أثنى عليهم، فهل يصح بعد ذلك لمن يدعي حب آل البيت أن ينقل الروايات المكذوبة عنهم والتي تخالف القرآن ويردها العقل، ويترك غيرها وهي منقولة أيضاً عن الأئمة رحمهم الله وموافقة لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم؟!!، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، فنسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. . إنه ولي ذلك والقادر عليه.



    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    مشكور خالد وموفق ياغالي

انشر هذه الصفحة