جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

عقيدة الشيعة في الصحابة ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, يناير 3, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    سيقف القارئ على حقيقة أن جل ما في أيدي الشيعة اليوم ليس له صلة بأئمة أهل البيت رحمهم الله، وإنما هو من وضع أئمة الرافضة، ونسبت زوراً إلى أهل البيت رحمهم الله

    وقبل أن نجيب على موقف الشيعة ونقصد هنا تحديدا الرافضة عن موقفهم من هذه الروايات، نبين بإيجاز نتفاً من هذه العقيدة حتى تتضح الصورة، وندع الروايات هي التي تتكلم:


    أول هذه الروايات التي وضعوها ونسبوها إلى الأئمة تذكر أن الصحابة رضوان الله عليهم قد ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يبق إلا علي وبنو هاشم وأبو ذر وسلمان في أناس يسير[372].


    ثم جاءت روايات أخرى استثنت الكثير ممن في الرواية السابقة، فنسبوا إلى الصادق رحمه الله أنه قال: ((الولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واجبة، مثل: سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري، وعبدالله بن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري، ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم)).[373]


    وعزَّ على آخرين أن يروا هذا العدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يرتد، فجعلوهم أربعة، فرووا عن علي رضي الله عنه أنه قال: ((إن الناس ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله غير أربعة)). وحددوا هؤلاء الأربعة بالمقداد بن الأسود، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر[374].


    ثم أسقط عمار بن ياسر رضي الله عنه، فرووا عن الباقر رحمه الله أنه قال: ((كان الناس أهل ردة، وفي رواية: ارتد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة، فقال الراوي: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد، وأبو ذر، وسلمان الفارسي. وفي رواية: عن الصادق قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتد الناس كفارا إلا ثلاثا: سلمان والمقداد وأبوذر)).[375]


    وعن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة على والمقداد وسلمان وأبو ذر، فقلت: فعمار ؟ فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة)).[376]


    ولا أدري أين ذهب الحسن والحسين وفاطمة وبقية أهل البيت رضي الله عنهم !؟


    وعن المفضل قال: ((عرضت على أبي عبدالله أصحاب الردة، فكلما سميت إنساناً، قال: اعزب، حتى قلت: حذيفة؟ قال: اعزب، قلت: ابن مسعود؟ قال: اعزب، ثم قال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فعليك بهؤلاء الثلاثة: أبي ذر، وسلمان، والمقداد)).[377]


    وعن حمران بن أعين قال: ((قلت لأبي جعفر: جعلت فداك، ما أقلنا، لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها، فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرين والأنصار ذهبوا، إلا -وأشار بيده ثلاثة- فقلت: جعلت فداك، ما حال عمار؟ قال: رحم الله عماراً أبا اليقظان بايع وقتل شهيداً، فقلت في نفسي: ما شيء أفضل من الشهادة؟ فنظر إليَّ، فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة، هيهات، هيهات)).[378]


    أقول: لعل سبب ذلك أنه رضي الله عنه كثيراً ما كان يردد: ((غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه، وفي لفظ: وحزبه)).[379] فشطب اسمه من قائمة غير المرتدين.


    ثم أسقط الجميع سوى المقداد، فرووا عن الباقر أنه قال: (0إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد)).

    وفي رواية: ((ما بقي أحد إلا وقد جال جولة، إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد)).[380]

    ولعل سبب إسقاطهم لسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهما أيضا، أنهما كانا يتوليان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، فحسب الأول أنه كان والياً للفاروق رضي الله عنه على المدائن[381]، وكان يردد كشأن عمار: غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه.

    أما الآخر فقد مرَّ بك طرف من قولـه لعثمان رضي الله عنه: ((اتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام.

    وفي رواية: ((أما رأيت رسول الله ورأيت أبا بكر وعمر، هل هديك كهديهم؟ فدفعا ثمن ذلك)).

    أما القوم فيذكرون أن سبب ذلك ما رووه عن الصادق رحمه الله أنه قال: ((إن سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار، فعاقبه الله أن وجيء في عنقه حتى صيرت كهيئة السَّلعة حمراء، وأبو ذر كان منه إلى وقت الظهر، فعاقبه الله إلى أن سلَّط عليه عثمان حتى حمله على قتب وأكل لحمة إليته وطرده عن جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الأسود)).[382]

    ولعل أن تكون هناك رواية أسقطته أيضاً ولم أقف عليها.

    ولا يختلف هذا الأمر عند الشيعة المعاصرين وقد ذكرنا بعضاً من ذلك في كتابنا التقية الوجه الآخر. والبحث في هذا طويل وقد جمعنا في هذا الباب مئات الأدلة والشواهد على عقيدة الشيعة في الصحابة وستجده إن شاء الله تعالى في كتابنا تسديد الإصابة لمن أنكر تكفير الشيعة للصحابة ضمن سلسلة الحقائق الغائبة. ولكن لا بأس من ذكر قول أو أكثر لبعض المعاصرين لمناسبة المقام.

    يقول المظفر: ((مات النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا بدَّ أن يكون المسلمون كلهم , لا أدري الآن قد انقلبوا على أعقابهم)). [383]

    ويقول آخر: ((جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهدى خلقا كثيرا لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم)). [384]

    ويقول آخر: ((فكشف الله تعالى برسوله طريق الحق وأوضح لهم نهج الصدق فأسلم القليل شوقا إلى نور الأنوار، أو خوفا من دخول النار، واستسلم الكثير رغبة في جاه الرسول المختار لما سمعوا في ذلك عن راهبيهم من الأخبار أو رهبة عن اعتضاده بصاحب ذي الفقار، والذين معه أشداء على الكفار فداموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق. يتبسم في كل وقت ثغورهم، والله يعلم ما تكن صدورهم)).[385]

    ويقول آخر: ((أن لعن الشيعة للصحابة أسوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقتفاء لأثره. . وإنهم مطرودين من الحضرة النبوية وملعونين من الله على لسان سفيره)).[386]

    ويقول آخر: ((إن حديث ارتداد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأحاديث المتواترة، ووجهه أن إنكار ضروري الدين والمذهب يوجب الإرتداد، فلما كانت الإمامة والخلافة أصلاً من أصول الدين، ومما آتاه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالقطع فمن ردّ على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأنكر ماجاء به يكون مرتداً بإجماع المسلمين. وهذا معني ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا الثلاثة المذكورة)).[387]



    روايات عن الأئمة رحمهم الله تناقض مسألة ردة الصحابة رضي الله عنهم

    والطريف أن من تناقضات القوم التي لا تنتهي، أنهم أوردوا روايات تناقض روايات الارتداد، كرواية الكافي عن الباقر رحمه الله أنه قال: ((إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين من أن يدعو إلى نفسه إلا نظره للناس، وتخوفاً عليهم أن يرتدوا عن الإسلام، فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وكان أحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن الإسلام)).[388]

    وقول الأمير رضي الله عنه في شأن الخلافة: ((وايم الله، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعود الكفر ويبور الدين لكنا على غير ما كنا لهم عليه، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيراً)).[389]

    وقوله رضي الله عنه في الكتاب الذي أرسله مع مالك الأشتر إلى أهل مصر : (( أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا " صلى الله عليه وآله نذيرا " للعالمين ومهيمنا " على المرسلين ، فلما مضى عليه السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده عن أهل بيته ولا إنهم منحوه عني من بعده ، فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما " أو هدما " تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه)).[390]


    وعن الصادق رحمه الله وقد سئل: ((ما منع أمير المؤمنين أن يدعو الناس إلى نفسه ويجرد في عدوه سيفه؟ فقال: تخوف أن يرتدوا ولا يشهدوا أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)).[391]

    وروى الطوسي، أن الأشعث بن قيس ارتد وأناس من العرب لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا : ((نصلي ولا نؤدي الزكاة ؟ فأبى عليهم أبو بكر ذلك وقال : لا أحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أنقصكم شيئا مما أخذ منكم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأجاهدنكم ، ولو منعتموني عقالا مما أخذ منكم نبي لجاهدتكم عليه ، ثم قرأ " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " حتى فرغ من الآية ، فتحصن الأشعث بن قيس هو وأناس من قومه في حصن وقال الأشعث : اجعلوا لسبعين منا أمانا ، فجعل لهم ، ونزل بعد سبعين ولم يدخل نفسه فيهم . فقال له أبو بكر : إنه لا أمان لك إنا قاتلوك)).[392]

    وذكر ابن طاوس أن الاسلام لم يلبث بعد فوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طوايف العرب إلا في أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطايف ، وارتد سائر الناس ثم قال : ارتدت بنو تميم والرباب واجتمعوا على مالك بن نويرة اليربوعي وارتدت ربيعة كلها وكانت لهم ثلاثة عساكر : عسكر باليمامة مع مسيلمة الكذاب ، وعسكر مع معرور الشيباني ، وفيه بنو شيبان وعامة بكر بن وايل وعسكر مع الحطيم العبدي ، وارتد أهل اليمن ارتد الأشعث بن قيس في كندة ، وارتد أهل مأرب مع الأسود العنسي وارتدت بنو عامر إلا علقمة ابن علاثه.[393]

    نعود إلى تساؤلنا السابق، وهو أن ما أوردناه يتعارض مع دعوى القوم ومعتقدهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل وقف القوم أمام هذه الروايات وعشرات أمثالها موقف المتفرج؟!

    لا شك أن الكثير من بسطاء الشيعة قد يدهشون من وجود أمثال هذه الروايات وهي صريحة الدلالة على إيمان الصحابة رضوان الله عليهم وفضلهم، وقد كانت لي مواقف مع بعضهم ممن استغرب وجود أمثال تلك المرويات في بطون كتبهم مما يتعارض مع الصورة المشوهة التي رسمها لهم علماؤهم، حتى يتسنى لهم إظهار مذهبهم بالصورة التي يريدونها، حتى بلغ بهم الأمر أن خشي هؤلاء العلماء مع تعاقب الأزمنة أن يذكروا كل تلك الفضائل أو يتعرضوا لها.

    بل كان العكس؛ فلا يزال الكثير من علماء الشيعة - إن لم نقل أكثرهم - صار أشبه بالذباب الذي يتتبع مواطن الجرح ويدع مواطن البرء.

    فلا يزال الكثير منهم يبحث في مزابل التاريخ عن روايات موضوعة واهية لمن لـه أدنى دراية بعلم الحديث ليظهرها للغافلين أو المغفلين من بني جلدته، أو ينتقي من تلك الروايات التي تتحدث عما شجر من خلاف محمود بين الصحابة ليظهرها بالشكل الذي يريد، وهي أبعد ما تكون عن حقيقتها.

    ولكن لن تسمع منهم من يملك الجرأة وهو على المنبر ليذكر شيئاً مما ذكرناه، لا أقل من ذكرهم للمصيبة أيام عاشوراء، وأن ممن قتل مع الحسين رضي الله عنه أبو بكر بن علي، وعمر بن علي، وعثمان بن علي، وأبو بكر بن الحسن، وعمر بن الحسن. . . وهكذا.

    لأنه يعرف تماماً ما ستثيره هذه الأسماء لو ذكرت -مثلاً- عند ذاك الجالس تحت منبره، وقد رضع الحقد لهؤلاء العظماء.



    رد الشيعة لجميع فضائل الصحابة وصرفها وتأويلها

    وعلى أي حال، لسنا بصدد تحليل هذه المسائل، وإنما كنا في ذكر موقف القوم من هذه الفضائل.

    أقول: لم يقف القوم مكتوفي الأيدي أمام كل هذا؛ بل كانت لهم ردود وتأويلات.

    وأما ما كان من فضائلهم في القرآن الكريم فقد علمت قولهم في ذلك من ادعاء التحريف والتغيير فيه، أو صرف آياته إلى ما يخدم غرضهم ، حتى قالوا بحذف الصحابة رضوان الله عليهم كل ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم.[394] بما لا داعي لتكراره.

    ولكن لا بأس من ذكر أمثلة قليلة على ذلك:

    من الآيات التي تدل على فضائل الصحابة رضي الله عنهم، وقالوا فيها أنها محرفة، قوله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران: 110]. فعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لقاري هذه الآية ((" خير أمة " يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليه السلام ؟ فقيل له وكيف نزلت يا بن رسول الله ؟ فقال إنما نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس)).[395]

    وسنذكر مثال آخر على تحريف آيات الفضائل قريبا.

    قالوا: قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [النور : 55]. قالوا: أن الوعد بالاستخلاف في الآية متوجه إلى ذوي الإيمان ما في الباطن والظاهر ومن تقدم على أمير المؤمنين عليه السلام ضال، فاقتضى خروجهم من حكم الآية[396].

    ومنها: قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [الفتح : 18]. وحيث أن أبو بكر وعمر وكثير ممن تابعهم ورضي بهم من جملة المبايعين باتفاق، فيجب توجه الرضوان إليهم، وذلك يمنع من كفرهم، ويقتضي ثبوت إيمانهم وإمامتهم. قالوا: أنه لا حجة لهم فيها لجواز الكفر بعد الإيمان والسخط بعد الرضوان، فعلى هذا لو سلم توجه الرضوان إلى المبايعين لم يمنع من السخط بما أحدثوه بعد البيعة من جحد النص، كما لم يمنع ذلك من فسق طلحة والزبير وغيرهما من جملة المبايعين[397].

    ومنها: قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29]. فأخبر سبحانه بالمغفرة للذين معه وهم أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، وذلك ينافي القول بضلالهم والمبايع لهم. قالوا: منها: أنه تعالى لم يرد بقوله: والذين معه في الزمان ولا المكان ولا على ظاهر الإسلام، لأنه لا مدحه في ذلك، والآية مختصة بمدح المذكور فيها والقطع على ثوابه، وذلك يدل على إرادته سبحانه بالذين معه المؤمنين حقا، فليدل الخصوم على ثبوت إيمان من جعلوا الآية مدخوله عند الله، ليسلم لهم الظاهر، بل الثابت ضلالهم بالبرهان المانع من ثبوت البرهان واستحقاق الرضوان. ومنها: أن المذكورين فيها موصوفون بصفات معلوم خلو القوم منها، وتكاملها لأمير المؤمنين وحمزة عليهم السلام، وخاصة شيعتهم، كعمار وأبي ذر ومقداد وسلمان[398].

    ومن ذلك: قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]. والمتقدمون على علي رضي الله عنه وأكثر من عقد لهم وبايعهم من جملة هؤلاء المذكورين، وقد أخبر سبحانه برضاه عنهم واستحقاقهم الثواب، وذلك منافي لما يقولونه فيهم. قالوا: أن الوعد في الآية متوجه إلى من وقع سبقه وأتباعه لوجهه المخصوص قربة لله تعالى، فليدلوا على كون القوم كذلك ليتوجه الرضوان إليهم، ولن يجدوه، بل الموجود ضلالهم وخروج أفعالهم من قبل الطاعات. وثانيها: أن الرضوان مشترط بالموافات، ولم يواف القوم بما سبقوا إليه، لردهم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته. وثالثها: أن وقوع السبق موقع القربة لا يمنع من عصيان في المستقبل. والآية خطاب لغيرهم، وهم الذين لم يتدينوا بجحد النص[399].

    ومن ذلك: قوله تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد : 10]. قالوا: أن الخطاب في الآية متوجه إلى من أنفق وقاتل قبل الفتح من المؤمنين عند الله تعالى متقربا بهما للوجه الذي شرعه، فليدلوا على تكامل هذه الصفات للقوم ليسلم لهم المقصود.، لأنه لا حكم ولا إنفاق ولا قتال من دون الإيمان الذين هم براء منه[400].

    وفيما ذكرناه كفاية، فقد ساروا على نفس المنوال في رد بقية الآيات.

    أما ما كان من شأن الروايات فقد اضطرب القوم اضطراباً شديداً في صرف هذه الروايات عن ظاهرها؛ حتى فتحوا الباب على أنفسهم ليواجهوا بمثله، وسنذكر بعض هذه التأويلات لتقف عليها، ففيها طرافة وفضائل أخرى للصحابة رضوان الله عليهم لم نذكرها.
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    يعطيك العافيه

انشر هذه الصفحة