جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

فضائل الفاروق عمر رضي الله عنه ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, يناير 3, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    أما الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقرأ ما أورده القوم في كتبهم لتقف على فضله ومنزلته



    فكما مر بك آنفاً من تشبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر رضي الله عنه بإبراهيم وعيسى عليهما السلام، فقد شبه عمر بنوح وموسى عليهما السلام.[279]



    وكما شبه منزلة أبو بكر منه بمنزلة السمع، شبه منزلة عمر منه بالبصر.[280]



    وكان صلى الله عليه وآله وسلم يعرف قدره، ويقدر رأيه، فقد روي أن المسلمين لما كانوا بإزاء الروم إذ أصاب الناس جوع، فجاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأذنوه في نحر الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: ((ما ترى فإن الأنصار جاءونى يستأذنوني في نحر الإبل؟ فقال: يا نبي الله، فكيف لنا إذا لقينا العدو غداً رجالاً جياعاً؟ فقال: ما ترى؟ قال: مر أباطلحة فلينادِ في الناس بعزمة منك: لا يبقى أحد عنده طعام إلا جاء به، وبسط الأنطاع فجعل الرجل يجيء بالمد ونصف المد، فكان جميع ماجاءوا به سبعة وعشرين صاعاً أو ثمانية وعشرين صاعاً لا يجاوز الثلاثين، واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يومئذ أربعة آلاف رجل، فدعا رسول الله ثم أدخل يده في الطعام، فأكلوا جميعاً وبقي كثير من الطعام)).[281]



    فاسأل نفسك عن علة استشارته صلى الله عليه وآله وسلم لعمر رضي الله عنه من دون هؤلاء الأربعة آلاف؟



    وكان صلى الله عليه وآله وسلم يذكره إذا ما أهدي شيئاً، فعن تميم الداري قال: ((أهدي فرس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال لـه: الورد، فأعطاه عمر)).[282]



    وكان صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يبشره بالآخرة، فعندما قال لـه الفاروق رضي الله عنه: ((لأنت أكرم على الله من قيصر وكسرى، وهما فيه من الدنيا، وأنت على الحصير قد أثر في جنبك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما ترضى أن يكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)).[283]



    وفي أخرى: قال رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا رسول الله، أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع، وإنما أخرت لنا طيباتنا)).[284]



    إقرار أهل البيت عليهم السلام بفضائل الفاروق رضي الله عنه



    وكذا كان حب علي رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه، اقرأ معي هذه الروايات:



    جاء في نهج البلاغة -وهو من أعظم كتب الشيعة منزلة، حتى قالوا فيه: كتاب كأن الله رصع لفظه بـجوهر آيات الكتاب المنزل، وبلغت شروحه ثمانين كتاباً- جاء فيه: ((أن علياً رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما شاوره في الخروج إلى غزو الروم: إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن ظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين)).[285]



    وعندما استشاره لقتال الفرس بنفسه قال لـه: ((إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده، ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ولا يضمه، فإن انقطع النظام تفرق الخرز وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً. والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام، عزيزون بالاجتماع، فكن قطباً واستدر الرحى بالعرب واصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك، إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك، وطمعهم فيك)).[286]



    وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال: ((رحم الله أبا حفص عمر كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومنتهى الإحسان، ومحل الإيمان، وكهف الضعفاء، ومعقل الحنفاء، قام بحق الله عز وجل صابرا محتسبا حتى أوضح الدين وفتح البلاد وأمن العباد، فأعقب الله على من تنقصه اللعنة إلى يوم الدين)).[287]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه لما طعن عمر رضي الله عنه دخل عليه هو وعلي رضي الله عنهما فقال: ((سمعنا صوت أم كلثوم وا عمراه ! وكان معها نسوة يبكين فارتج البيت بكاء فقال عمر رضي الله عنه: ((ويل عمر إن الله لم يغفر له ! فقلت: والله إني لأرجو ألا تراها إلا مقدار ما قال الله تعالى وإن منكم إلا واردها إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين وسيد المسلمين تقضى بالكتاب وتقسم بالسوية)). فأعجبه قولي فاستوى جالسا فقال أتشهد لي بهذا يا بن عباس ؟ فكععت - أي جبنت - فضرب علي رضي الله عنه بين كتفي وقال: ((أشهد وفي رواية لم تجزع يا أمير المؤمنين ؟ فوالله لقد كان إسلامك عزا وإمارتك فتحا ولقد ملأت الأرض عدلا فقال: أتشهد لي بذلك يا بن عباس ؟ قال: فكأنه كره الشهادة فتوقف فقال له علي رضي الله عنه قل: نعم، وأنا معك، فقال: نعم. وفى رواية أنه قال: مسست جلده وهو ملقى فقلت: جلد لا تمسه النار أبدا فنظر إلى نظرة جعلت أرثى له منها، قال: وما علمك بذلك ؟ قلت: صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنت صحبته)).[288]



    فلا عجب إذاً أن سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه عز وجل ((أن يعز الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه)).[289]



    وكان علي رضي الله عنه وزيره ومستشاره، ولم يكن بينهم سوى المودة والاحترام، فعندما يكون علي رضي الله عنه بحضرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في حل بعض المشكلات، فيقول: ((أتأذن لي أن أقضي بينهم؟ فيرد عمر رضي الله عنه : سبحان الله! وكيف لا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أعلمكم علي بن أبي طالب)). كما يروي القوم.[290]



    وعندما يكون علي رضي الله عنه غائباً ويريده الفاروق رضي الله عنه في شيء يذهب إليه بنفسه وهو الخليفة، فيلقاه علي رضي الله عنه في الطريق، فيقول لـه: ((هلاَّ أرسلت إلينا فنأتيك؟ فيقول عمر رضي الله عنه: الحكم يؤتى إليه في بيته)).[291]



    وهل هناك أعظم من تزويج علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم للفاروق عمر رضي الله عنه؟[292]



    وعندما توفي عمر رضي الله عنه قال فيه علي رضي الله عنه: ((لله بلاء فلان، فلقد قوم الأود، وداوى العمد، وأقام السنة، وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي بها الضال، ولا يستقين المهتدي)).[293]



    وقال فيه: ((ووليهم وال فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه)).[294]



    وقال رضي الله عنه فيه وفي صاحبه الصديق رضي الله عنهما: ((لعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، فرحمهما الله وجزاهما أحسن ما عملا)).[295]



    فلا غرابة إذاً أن نرى الأمير رضي الله عنه وقد دخل على الفاروق رضي الله عنه بعد وفاته وهو مسجى، فيقول: ((لوددت أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى. وفي رواية: إني لأرجو الله أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى)).[296]





    روايات عمر في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما



    وقد ملأ القوم مصنفاتهم من روايات مدح الفاروق رضي الله عنه لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه لدرجة يصعب معها حصرها، وهي يقينا قد غُيّبت عن عوام الشيعة ولعلك وأن تقرأ بعضها تتيقن من هذا.



    فمثلاً لما قيل لعمر رضي الله عنه: ((نراك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحدٍ من أصحاب النبي؟ قال: إنه مولاي)).[297]



    فالقوم بهذه الرواية يؤكدون بأن معنى الموالاة والولاية بعيدة جداً عما حملت عليه من كونها الخلافة العامة للمؤمنين، وإلا ما ذكرها الفاروق رضي الله عنه وهو يرى أنه قد اغتصبها.



    ويؤكد هذا أيضاً هذه الرواية التي ذكرها القوم عن عمر رضي الله عنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر المسلمين، أنصتوا يرحمكم الله، واعلموا أن في جهنم وادياً يعرف بوادي الضباع، وفي ذلك الوادي بئر، وفي ذلك البئر حية، فشكت جهنم من ذلك إلى الله عز وجل، وشكا الوادي من تلك البئر، وشكا ذلك البئر من تلك الحية إلى الله تعالى في كل يوم سبعين مرة، فقيل: يا رسول الله، ولمن هذا العذاب المضاعف الذي يشكو بعضه من بعض؟ قال: هو لمن يأتي يوم القيامة وهو غير ملتزم بولاية علي بن أبي طالب)).[298]



    وعن عمر رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن عز وجل)).[299]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه خصالا لان تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال عليه السلام: يخرج إليكم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسرنا إليه فاتكا على علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ضرب بيده منكبه ثم قال: إنك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا، وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي)).[300]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه وقد رأى رجلا يسب عليا رضي الله عنه فقال: ((إني أظنك منافقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).[301]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: حب علي براءة من النار)).[302]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلا سببي ونسبي)).[303]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، يفتح الله عليه، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره. فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك، فلما أصبح قال صلى الله عليه وآله وسلم: أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا: أرمد العين. قال صلى الله عليه وآله وسلم: آتوني به. فلم أتاه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أدن مني، فدنا منه، فتفل في عينيه ومسحهما بيده، فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بين يديه وكأنه لم يرمد وأعطاه الراية، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر)).[304]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار)).[305]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسمعته وهو يقول: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفه ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي)).[306]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: لو كان البحر مدادا، والرياض أقلاما، والأنس كتابا، والجن حسابا، ما أحصوا فضائلك، يا أبا الحسن)).[307]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي، يهدي صاحبه إلى الهدى، ويرده عن الردى)).[308]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا)).[309]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: من أحبك يا علي كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات يبغضك فلا يبالي مات يهوديا أو نصرانيا)).[310]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال وقد ذكر عنده علي رضي الله عنه: ((ذلك صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل جبرئيل فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي)).[311]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة)).[312]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب بيده على منكب علي عليه السلام فقال: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى. يا علي، إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي، فإذا أتاك هؤلاء القوم فسلموا إليك هذا الأمر فاقبله منهم، فان لم يأتوك فلا تأتهم)).[313]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه: أنا خاتم الأنبياء، وأنت خاتم الأولياء)).[314]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا علي، يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القيامة حيث أدخل)).[315]



    وعن عمر رضي الله عنه: ((تحببوا إلى الأشراف وتوددوا، واتقوا على أعراضكم من السفلة، واعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي رضي الله عنه.[316]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((علي رضي الله عنه أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم)).[317]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((علي رضي الله عنه مولى من كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مولاه)).[318]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((كانت في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثماني عشرة سابقة، خص منها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بثلاث عشرة وشاركنا في خمس)).[319]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((أعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه خمس خصال إن تكون لي الواحدة منهن فهي أحب إلى من الدنيا والآخرة، فقالوا وما هي يا عمر ؟ قال: أوله تزويجه بفاطمة عليهما السلام، وفتح بابه إلى المسجد حين سدت أبوابنا، وانقضاض الكوكب في حجرته، ويوم خيبر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله عليه يديه والله لقد كنت أرجو أن تكون في ذلك)).[320]



    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد أعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث خصال، لأن تكون لي خصلة منها أحب إلى من أن أعطى حمر النعم، قيل: وما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحل له فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر)).[321]



    وروي أن عليا رضي الله عنه جلس إلى عمر رضي الله عنه في المسجد وعنده ناس، فلما قام رضي الله عنه عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب. فقال عمر رضي الله عنه: ((حق لمثله أن يتيه ! ! والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضى الأمة وذو سابقتها وذو شرفها)).[322]



    وروي أن رجلا نازع عمر رضي الله عنه في مسالة. فقال عمر رضي الله عنه: ((بيني وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان جالسا في المسجد -. فقال الرجل: هذا الأبطن ! ! - الظاهر أنه لم يكن يعرف عليا رضي الله عنه -. فنهض عمر رضي الله عنه عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثم قال: ويلك أتدري من صغرت ؟ ! هذا علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم. وفي رواية: أمر عمر عليا رضي الله عنه أن يقضي بين رجلين، فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: هذا الذي يقضي بيننا ؟ ! وكأنه ازدرى عليا رضي الله عنه. فاخذ عمر رضي الله عنه بتلبيبه فقال: ويلك وما تدري من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هذا مولاي ومولى كل مؤمن، فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن)).[323]



    روي أن عمر رضي الله عنه سأل عن علي رضي الله عنه فقيل له: ((ذهب إلى أرضه. فقال: اذهبوا بنا إليه، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعة ثم جلسوا يتحدثون فقال له علي رضي الله عنه: أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم: أنا ابن عم موسى عليه السلام، أكانت له عندك أثرة على أصحابه ؟ قال عمر رضي الله عنه: نعم. قال علي رضي الله عنه: فأنا والله أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمه. قال: فنزع عمر رضي الله عنه رداءه فبسطه، فقال: والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق)).[324]



    وروي أن عمراً أتاه رجلان فسألاه عن طلاق العبد فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: ((يا أصلع كم طلاق العبد ؟ فقال له بإصبعيه هكذا وحرك السبابة والتي تليها، فالتفت إليه فقال: اثنتين. فقال: أحدهما سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك. قال: ويلك أتدري من هذا، هذا علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لو أن السماوات والأرضين وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي))[325].



    وعن عمر رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)).[326]



    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لما فتح الله تعالى المدائن على أصحاب رسول الله في أيام عمر، فأمر بالنطاع فبسطت في مسجد رسول الله وأمرنا بالأموال فأفرغت عليها، ثم اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأول من بدر إليه الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: يا أمير المؤمنين أعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال: بالرحب والكرامة، فأمر له بألف درهم، ثم انصرف فبدر إليه ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين اعطني حقي مما فتح الله تعالى على المسلمين. فقال: بالرحب والكرامة، فأمر له بخمسمائة درهم، فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل مشيد كنت أضرب بالسيف بين يدي رسول الله والحسن والحسين رضي الله عنهما طفلان يدرجان في سكك المدينة تعطيهم ألفا ألفا وتعطيني خمسمائة درهم. فقال: اذهب فائتني بأب كأبيهما وأم كأمهما وجد كجدهما وجدة كجدتهما وعم كعمهما وخال كخالهما، فانك لا تأتيني بهم، أما أبوهما فعلي المرتضى، وأمهما فاطمة الزهراء، وجدهما محمد المصطفى، وجدتهما الخديجة الكبرى، وعمهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، وخالهما إبراهيم بن رسول الله، وخالتهما رقية وأم كلثوم بنتا رسول الله)).[327]



    وعن عبد الله بن عامر ابن ربيعة قال: لما طعن عمر رضي الله عنه أتاه الناس فقالوا: ((استخلف علي بن أبي طالب، قال: إذن يحملكم على طريقه من الحق)).[328]



    وعن سعيد بن المسيب رحمه الله ، عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رجلا يذكر عليا رضي الله عنه بشر، فقال: ((ويلك تعرف من في هذا القبر وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسكت الرجل، فقال عمر: فيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إذا آذيت عليا فقد آذيته)).[329]



    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مشيت وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في بعض أزقة المدينة فقال: ((والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني ومن أحبني أحب الله ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا)).[330]



    وعن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((قال أبي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: يا علي مد يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل)).[331]



    وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: ((سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد سمع رجلا يسب عليا، وهو يقول: إني لأظنك من المنافقين، فقال: كفوا عن ذكر علي إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: في علي ثلاث خصال وددت لو أن لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، وذاك إني كنت أنا وأبو بكر، وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كتف علي، وقال: يا علي أنت أول المسلمين إسلاما، وأول المؤمنين إيمانا، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك، يا علي من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله تعالى، ومن أحبه الله تعالى أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى، ومن أبغضه الله تعالى أدخله النار)).[332]



    وعنه عمر رضي الله عنه قال: ((وأما أنت يا علي فوالله لو وزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحتهم، ثم قام علي رضي الله عنه وخرج فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأعلم مكان الرجل لو وليتموه أمركم ليحملنكم على المحجة البيضاء )).[333]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((كفوا عن علي بن أبى طالب، رضي الله عنه فإني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه خصال لو أن خصلة منها في جميع آل الخطاب كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، إني كنت ذات يوم أنا وأبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فانتهيا إلى باب أم سلمة فإذا نحن بعلي عليه السلام متكئ على نجف الباب، فقلنا له: أردنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: هو في البيت يخرج عليكم الآن، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فثرنا حوله فاتكئ على علي عليه السلام، ثم ضرب بيد على منكبه وقال: كس ابن أبي طالب انك تخاصم بسبع خصال ليست لأحد، انك أول المؤمنين معي إيمانا، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهد الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مؤنة)).[334]



    عن زيد بن اسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، انه دخل على فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منك، ووالله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي منك)).[335]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عقد المؤاخاة بين أصحابه قال: ((هذا علي أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيي في أمتي، ووارث عملي وقاضي ديني، ماله مني مالي منه، نفعه نفعي وضره ضري، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني)).[336]



    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((سألني أبي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لي: يا بني، من أخير الناس بعد رسول الله؟ فقلت لـه: من أحل الله لـه ما حرَّم على الناس وحرَّم عليه ما أحل للناس، فقال: والله لقد قلت وصدقت، حرمت على علي بن أبي طالب الصدقة وأحلت للناس، وحرم عليهم أن يدخلوا المسجد جنباً وأحل لـه)).[337]



    وسأل رجل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: ((يا أمير المؤمنين، ما تفسير سبحان الله؟ فقال: إن في هذا الحائط رجلاً كان إذا سئل أنبأ، وإذا سكت ابتدأ، فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه)). [338]



    وعن الأعمش قال: ((جاء رجل مشجوج الرأس يستعدي عمر على علي رضي الله عنهما، فقال علي رضي الله عنه: ((مررت بهذا وهو يقاوم امرأة فسمعت ما كرهت، فقال عمر رضي الله عنه: إن لله عيوناً وإن علياً من عيون الله في الأرض. وفي رواية للأصمعي أنه قال: رأيته ينظر إلى حريم الله، فقال عمر: اذهب وقعت عليك عين من عيون الله، وحجاب من حجب الله، تلك يد الله اليمنى يضعها حيث يشاء)).[339]



    وعن عروة بن الزبير قال: إن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمحضر من عمر رضي الله عنه، فقال لـه عمر رضي الله عنه: تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وعلي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، فلا تذكر علياً إلا بخير، فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره)).[340]



    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((استعدى رجل عمر رضي الله عنه على علي رضي الله عنهما، وعلي رضي الله عنه جالس فالتفت عمر رضي الله عنه إليه فقال: ((يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمك، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا، وانصرف الرجل فرجع علي رضي الله عنه إلى مجلسه، فتبين عمر التغير في وجهه، فقال: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيرا ؟ قال علي رضي الله عنه : كنيتني بحضرة خصمي فهالا قلت: يا علي، قم فاجلس مع خصمك ؟ فاخذ عمر رضي الله عنه برأس علي رضي الله عنه فقبل بين عينيه، ثم قال: بابي أنتم وأمي بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور)).[341]



    وكان رضي الله عنه يأمر أصحابه، ويقول: لا تعصوا لعلي أمراً[342].



    وروى القوم أن أسقفاً من نجران سأل عمر رضي الله عنه مسألة فلم يجد لـه جواباً، وبينما هو كذلك فإذا بباب المسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه والجماعة على أقدامهم، وقال: ((يا مولاي، أين أنت عن هذا الأسقف الذي قد علا منه الكلام؟ أخبره يا مولاي بالعجل إنه يريد الإسلام، فأنت البدر التمام، ومصباح الظلام، وابن عم رسول الأنام)).[343]



    وفي رواية: ((هذا مشكل لا يحله إلا نبي، أو وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن)).[344]



    وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: ((سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن في علي خصالاً لأن يكون فيَّ إحداهن أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول الله يقول: اللهم ارحمه وترحم عليه، وانصره وانتصر به، وأعنه واستعن به، فإنه عبدك وكتيبة رسولك)).[345]



    وعن علي بن الحسين رحمه الله، عن أبيه رضي الله عنهم قال: ((قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عيادة بني هاشم سنة، وزيارتهم نافلة)).[346]



    ولا يفوتك السند.



    وكثيراً ما كان يردد رضي الله عنه كما تروي كتب القوم: ((اللهم إني أعوذ بك من معضلة ليس لها أبو الحسن، و: لا أبقاني الله لمعضلةٍ ليس لها أبو الحسن، و: لا أبقاني الله بعدك، و: لولا علي لهلك عمر، و: لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن، عجزت النساء أن تلدن مثل علي، اللهم لا ترني شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي ،أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن، اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيا ، و: يا أبا الحسن منكم أخذنا العلم وإليكم يعود، بعد أن قبَّل ما بين عينيه، و: لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر)).[347]



    ولما دوَّن الدواوين بدأ بالحسن والحسين رضي الله عنهما فملأ حجرهما من المال، فقال ابن عمر رضي الله عنه: ((تقدمهما علي ولي صحبة وهجرة دونهما؟ فقال عمر: اسكت لا أم لك، أبوهما خير من أبيك، وأمهما خير من أمك)).[348]



    وعن يحيى بن سعيد قال: ((أمر عمر رضي الله عنه الحسين بن علي رضي الله عنهما أن يأتيه في بعض الحاجة، فقال الحسين رضي الله عنه، فلقيه عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال له الحسين رضي الله عنه: من أين جئت ؟ قال: قد استأذنت على عمر فلم يؤذن لي، فرجع الحسين رضي الله عنه، فلقيه عمر رضي الله عنه فقال له: ما منعك يا حسين أن تأتيني ؟ قال: قد أتيتك، ولكن أخبرني عبد الله بن عمر أنه لم يؤذن له عليك فرجعت. فقال عمر رضي الله عنه: وأنت عندي مثله ؟ وأنت عندي مثله ؟ وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم ؟)).[349]



    وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: ((كنا إذا عددنا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلنا: أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. فقال رجل يا أبا عبد الرحمن فعلي رضي الله عنه ؟ قال علي رضي الله عنه من أهل البيت لا يقاس به أحد، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي درجته، إن الله يقول: الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ففاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في درجته وعلي معهما)).[350]



    فهل يقول عاقل بعد ذلك بخلاف هذا، وأن عمر رضي الله عنه ظلم آل البيت وفعل وفعل مما تورده كثير من الروايات المكذوبة عنهم؟



    وما دمنا في هذا فلا بأس أن نعرج قليلا إلى ذكر مرويات أخرى تناسب الباب:



    عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم ركب فيه ذلك النور في صلبه، فلم يزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة وفي علي الوصية)).[351]



    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((رجع عثمان رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه فسأله المصير إليه، فصار إليه فجعل يحد النظر إليه، فقال له علي رضي الله عنه : - يا عثمان -، مالك تحد النظر إلى ؟قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة)).[352]



    وعن معاوية بن أبي سفيان أنه كان يرسل أناسا يسال عليا رضي الله عنه عن المشكلات - سواءا معضلاته أو معضلات غيره -، فكان علي رضي الله عنه يجيبه، فقال أحد بنيه: تجيب عدوك ! ؟ فقال رضي الله عنه : أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا ؟.[353]



    وروي إن رجلا سال معاوية بن أبي سفيان عن مسالة. فقال: ((اسأل عنها عليا رضي الله عنه فهو أعلم. فقال: يا أمير المؤمنين، جوابك فيها أحب إلي من جواب علي. قال معاوية: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغره بالعلم غرا، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه - ويلجأ إلى علي في حل مسائله -. ثم قال معاوية للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان. وفي رواية: ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه ولقد شهدته إذا أشكل عليه شئ قال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك)).[354]



    ومر معاوية بن أبي سفيان بالمدينة فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، فالتفت إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقال: ((يا ابن عباس، إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا. . . وقرعه ابن عباس رضي الله عنه بجواب فحار منه معاوية، فتركه وأقبل على سعد رضي الله عنه فقال: يا أبا إسحاق، أنت الذي لم تعرف حقنا وجلس فلم يكن معنا ولا علينا. فقال سعد رضي الله عنه: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي رضي الله عنه: أنت مع الحق والحق معك حيثما دار. فقال معاوية: لتأتيني على هذا ببينة. فقال: سعد رضي الله عنه: هذه أم سلمة رضي الله عنها تشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة رضي الله عنها فقالوا: يا أم المؤمنين، إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا سعد يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم نسمعه انه قال - لعلي -: أنت مع الحق والحق معك حيثما دار. فقالت أم سلمة رضي الله عنها: في بيتي هذا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي رضي الله عنه. فقال معاوية لسعد رضي الله عنه: يا أبا إسحاق، ما كان ألوم الآن - أي انك يا سعد ألوم الناس عندي - إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلست عن علي رضي الله عنه ، لو سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكنت خادما لعلي رضي الله عنه حتى أموت. وفي رواية: فإني لو سمعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل الذي سمعت فيه لكنت خادما لعلي رضي الله عنه ما عشت)).[355]



    وسأل معاوية يوما جلساءه: من أكرم الناس أبا واما وجدا وجدة وعما وعمه وخالا وخالة ؟ فقالوا: أنت أعلم. فاخذ - معاوية - بيد الحسن بن علي رضي الله عنهما وقال: هذا ! ! أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجدته خديجة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعمه جعفر رضي الله عنه، وعمته هالة بنت أبي طالب رضي الله عنها، وخاله القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخالته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)).[356]



    وعن ضرار بن ضمرة وهو من أصحاب علي رضي الله عنه وشيعته أنه دخل ذات يوم على معاوية وكان ذلك بعد شهادة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه . فقال معاوية لضرار بن ضمرة: ((صف لي عليا ؟ فقال ضرار: أو تعفيني ؟ قال: بل صفه. قال: أو تعفيني ؟ قال: لا أعفيك. فبدأ ضرار بذكر فضائل الامام وخلقه وأدبه ثم قال: واشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا، إليك عني، أبي تعرضت أم إلي تشوقت ؟ لا حان حينك، هيهات هيهات غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير وخطرك يسير وأملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد. فذرفت دموع معاوية حتى خرت على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء، ثم قال معاوية: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك)).[357]



    وروي أن أجور التميمي قدم على معاوية بن أبي سفيان وقال: ((يا أمير المؤمنين، جئتك من عند ألام الناس، وأبخل الناس، وأعيى الناس، وأجبن الناس - يقصد بذلك علي رضي الله عنه -. فقال له معاوية: ويلك وأنى أتاه اللؤم ؟ ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي رضي الله عنه بيت من تبن وآخر من تبر لأنفد التبر قبل بيت التبن. وأنى له العي وإن كنا نتحدث انه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي رضي الله عنه. ويلك وأنى أتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه ؟ والله يا بن أجور لولا الحرب خدعة لضربت عنقك، اخرج فلا تقيمن في بلدي)).[358]



    وعن جابر رضي الله عنه قال: كنا عند معاوية فذكر علي رضي الله عنه فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ثم قال: وكيف لا أقول هذا لهم وهم خيار خلق الله وعترة نبيه أخيار أبنا أخيار.[359]



    وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي رضي الله عنه عن ذلك، فلما بلغه قتله قال: ((ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب رضي الله عنه. فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام. فقال له: دعني عنك)).[360]



    ولما جاء نعي رضي الله عنه إلى معاوية، استرجع، وكان قابلا مع امرأته فاختة بنت قرظة نصف النهار في يوم صائف، فقعد باكيا وهو يقول: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا فقدوا من العلم ؟ فقالت له امرأته: تسترجع عليه اليوم وتبكي وأنت تطعن عليه بالأمس ! فقال: ويحك لا تدرين ما ذهب من علمه وفضله وسوابقه ؟ وما فقد الناس من حلمه وعلمه)).[361]



    وسال معاوية عقيلا رضي الله عنه عن قصة الحديدة المحماة. فبكى عقيل رضي الله عنه وقال: ((أنا أحدثك يا معاوية عنه، ثم أحدثك عما سالت. نزل بالحسين رضي الله عنه ابنه ضيف فاستسلف درهما اشترى به خبزا، واحتاج إلى الادام، فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقا من زقاق العسل جاءتهم من اليمن، فاخذ منه رطلا، فلما طلبها علي رضي الله عنه ليقسمها قال: يا قنبر، أظن أنه حدث بهذا الزق حدث، فأخبره. فغضب رضي الله عنه وقال: علي بالحسين، فرفع عليه الدرة. فقال الحسين رضي الله عنه : بحق عمي جعفر - وكان علي رضي الله عنه إذا سئل بحق جعفر سكن -. فقال له: فداك أبوك، وإن كان لك فيه حق، فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم ! أما لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل ثنيتك لأوجعتك ضربا. ثم دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا في ردائه وقال: اشتر به خير عسل تقدر عليه. قال عقيل: والله لكأني أنظر إلى يدي علي رضي الله عنه وهي على فم الزق، وقنبر يقلب العسل فيه، ثم شده وجعل يبكي ويقول: اللهم اغفر لحسين فإنه لم يعلم ! ! فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله، رحم الله أبا حسن، فلقد سبق من كان قبله، وأعجز من يأتي بعده ! هلم حديث الحديدة. قال عقيل: نعم، أقويت وأصابتني مخمصة شديدة فسألته فلم تند صفاته، فجمعت صبياني وجئته بهم، والبؤس والضر ظاهران عليهم. فقال رضي الله عنه : ائتني عشية لأدفع إليك شيئا، فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي، ثم قال: ألا فدونك فأهويت - حريصا قد غلبني الجشع - أظنها صرة فوضعت يدي على حديدة تلتهب، فلما قبضتها نبذتها وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره. فقال رضي الله عنه : ثكلتك أمك ! أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه - بنار هذه الدنيا - وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه ! أتئن من الأذى ولا أئن من لظى ؟ ثم قرأ: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون. ثم قال: ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى، فانصرف إلى أهلك. فجعل معاوية يتعجب من هذه الحكاية ويقول: هيهات هيهات ! عقمت الأمهات أن يلدن مثله)).[362]



    ولو أردنا استيفاء كل ما جاء في هذا الشأن من موارد لطال الباب وخرجنا عن خطة الكتاب. ولكن فيما ذكرنا كفاية لمن أراد الله له الهداية.
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    تسلم خالد على الموضوع والى الامام

انشر هذه الصفحة