جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

القرضاوي: خطاب أوباما لن يحل المشاكل

موضوع في 'الاخبار العالمية' بواسطة ابو الأحمدين, يونيو 6, 2009.

    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    د. القرضاوي: خطاب أوباما بداية للتعامل مع العالم الإسلامي ولكنه لن يحل المشاكل[IMG]
    استنكر النكبة الثانية لفلسطين وتفرق الأمة
    • هناك مواريث تحكم أمريكا لا أظن أنها ستلقي في سلة المهملات
    • إسرائيل عدوانية تقوم علي الاغتصاب وهتك الحرمات
    • لابد للأمة أن تتنبه للخطر الذي يحيق بالمسجد الأقصي
    • الاقتتال في الصومال وأفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين يمزق المسلمين
    • لا يجوز للأمة أن يسفك بعضها دماء بعض
    • للأسف لدينا جهل بتراث الأمة وكنوزها التربوية
    متابعة: مهند الشوربجي : اعتبر فضيلة الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعالم الإسلامي أنه لن يحل المشاكل مشيراً إلي أنه يرحب مبدئياً بالخطاب وقال القرضاوي: نحن نرحب مبدئياً بخاطب أوباما لا علي أنه يحل المشاكل ولكن علي أنه بداية للتعامل مع العالم الإسلامي كما قال هو علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، واستذكر د.القرضاوي النكبة الثانية لفلسطين قائلاً: نتحدث عن الذكري الثانية والأربعين لنكبة فلسطين الثانية التي سماها بعضهم النكسة ولا أدري لماذا سموها النكسة وكأنهم كانوا منتصرين وانتكسوا وهزموا لأننا دخلنا المعركة وليس معنا القرآن بينما دخلوا اليهود المعركة ومعهم التوارة دخلوا يهودا ولم ندخل المعركة مسلمين فانتصروا علينا انتصرت القلة علي الكثرة وكانت النكبة الثانية واحتلوا ما بين القنطرة في مصر والقنيطرة في الجولان في سوريا ، كما انتقد د.القرضاوي حال الأمة الإسلامية المتفرقة منتقداً الفرقة في الحاصلة في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال التي حتي علماء المسلمين يقتتلون فيها.
    خطاب أوباما
    أما عن خطاب أوباما فوقف وسطياً د.القرضاوي بين المسرفين بالتفاؤل والمسرفين بالتشؤوم قائلاً: هناك أناس أسرفوا في التفاؤل حول هذا الخطاب وظن بعضهم أن أمريكا قد غيرت سياستها وغيرت اتجاهها وأصبحت صديقة للمسلمين وستحل المشاكل ما بين عشية وضحاها وهذا من السذاجة التي لا يصح أن تقابل بها مثل هذه الخطب السياسية ، وعلي الوجه الآخر هناك من يرفضون هذا الخطاب من أصله وبكليته ويقولون اطردوا هذا الرجل قبل أن ياتي وأنا لست مع المسرفين في التفاؤل ولا المسرفين في سوء الظن ، يجب أن نعلم أن أمريكا لا يحكمها رجل واحد وإن كان رئيس الجمهورية لأن هذا البلد بلد مؤسسات ثم إن هناك مواريث تحكم هذا البلد من عقود أو قرون لا نظن أن هذه المواريث تهمل وتلقي في سلة المهملات بسرعة ، نحن نرحب مبدئياً بخاطب أوباما لا علي أنه يحل المشاكل ولكن علي أنه بداية للتعامل مع العالم الإسلامي كما قال علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، نحن نقر هذا المبدأ ونقر أن الرجل حاول التودد للمسلمين وحاول أن تكون لغته غير مستفزة علي خلاف لغات من قبله من بوش وأمثال بوش الذي قال: إننا نخوض حرباً صليبية ثم اعتذر ، هذا الرجل له جذور افريقية وجذور إسلامية لعل هذه الجذور تؤثر فيه ومن تأثيرها أن استنكر بوضوح الاستيطان الاسرائيلي ولم يصف حماس بأنها إرهابية وإن كان وصفها بالعنف وصف حماس بالعنف ولم يصف اسرائيل بالعنف وهذا عجب من العجب حماس في موقف الدفاع عن الأرض والعرض والحرمات ومن حق المدافع أن يستخدم القوة في التي يستطيعها في الدفاع عن أرضه وعرضه وحماها ، أما اسرائيل فهي عدوانية وقامت منذ أول يوم علي العدوان وعلي الاغتصاب وعلي هتك الحرمات وعلي أن تدوس المقدسات فكيف توصف حماس بالعنف ولا توصف اسرائيل بالعنف.
    وأضاف القرضاوي: لقد حاول أوباما أن يستشهد بالقرآن وأن يستشهد بالتوراة وبالإنجيل وإن كان ساوي بين التواراة والإنجيل في الدعوة إلي السلم ونقل عن التلمود التوراة أنها تدعو إلي السلم ، وما رأيت في التوارة آية أو فقرة أو جملة تدعو إلي السلام كل ما في التوراة دعوة إلي الحرب حتي إن الله سبحانه وتعالي يسمونه رب الجنود ، هذه التوراة تقول لموسي حينما يدخل بلداً من البلدان بعيداً عن ما يسمونه أرض الميعاد عليك أن تدعوها فإن اصطلحت معك وسلمت لك فجميع أهلها عبيد لك وإلا فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ولا تستثني طفلاً ولا شيخاً كبيراً، أما أرض الميعاد التي يسكنها الكنعانيون ويسكنها سبعة شعوب فإذا دخلتها فأبدها عن بكرة أبيها لا تستبقي فيها نسمة حية هكذا تقول التوراة لا تستبقي فيها نسمة حية فكرة الاستئصال الذي رأيناه عند الأوروبيين حينما دخلوا أمريكا وحاولوا أن يستأصلوا الهنود الحمر ، وحينما دخلوا استراليا اسأصلوا أهلها الأصليين ، هذه فكرة توراتية أبدهم عن بكرة أبيهم لا تستبقي نسمة حية فكيف ساوي أوباما بين القرآن والتوارة ، نحن علي كل حال لا نسرف في التفاؤل ولكن نقول لعلها خطوة من الخطوات ولعل الرجل يغير من سياسة أمريكا ولو تغييراً جزئياً ولو علي مراحل، ولكن ما رأيناه للأسف غير ذلك فهو يخرج الجنود من العراق ليبعث بهم الي أفغانستان فهو يستبدل حرب بحرب وهي حرب مع المسلمين هذه أو تلك ، نحن لا نعتمد إلا علي الله وحده ، ثم علي أنفسنا بعد ذلك لأنه إذا رأي خصومنا قوتنا وتماسكنا ووحدة صفنا احترمونا وحاولوا أن يجدوا حلولاً لمشاكلنا أما إذا ما تمزقنا وتنازعنا وأصبح بعضنا يحارب بعضاً فمن لا يحترم نفسه لم يحترمه غيره ، يقول الشاعر سأكرم نفسي إنني إن أهنتها لعمرك لم تكرم علي أحد بعدي ، وقد قال الله تعالي: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).
    الخطر المحيق بالأقصي
    وناشد القرضاوي الأمة والعالم الإسلامي للوقوف مع الأقصي قائلا:ً لابد للأمة أن تتنبه إلي ما يحيق بالمسجد الأقصي من قوق ومن تحت وعن يمين وعن شمال ، لابد أن يتنبه علماء وقادة الأمة والمؤسسات المدنية في الأمة لهذا الخطر الذي يهدد المسجد الأقصي وحرمه وساحاته ، وتفعل إسرائيل ما تفعل بالقدس فتغير معالمها وتريد أن تهودها من خلال الحفريات تحت المسجد الاقصي التي يزعمون أن هناك هيكل سليمان وصار لهم 42 عاماً ولم يجدوا أثراً لهذا الهيكل المزعوم، ويفعلون ما يفعلون ويحاولون أن يشتروا المنازل ويهدمون المنازل القديمة ويضيقون عليهم في كل شيء والعرب والمسملون في غفلة عن ذلك غفلة عن قضية المسجد الأقصي والقدس الشريف وبعضهم يحاولون التطبيع مع اسرائيل ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لابد للأمة أن تتنبه لهذا الخطر وإلي ما يحيق بالمسجد الأقصي من قوق ومن تحت وعن يمين وعن شمال ، لابد أن يتنبه علماء وقادة الأمة والمؤسسات المدنية في الأمة لهذا الخطر الذي يهدد المسجد الأقصي وحرمه وساحاته ومدينة القدس كلها.
    واستذكر القرضاوي أيضاً ذكري النكبة الثانية وقال: منذ ثلاثة أسابيع تحدثت عن مرور إحدي وستين سنة علي النكبة الأولي الكبري نكبة ضياع فلسطين وإقامة دولة إسرائيل النكبة الكبري التي استطاع الصهاينة في غفلة من العرب والمسلمين أن يقيموا دولتهم علي أنقاض دولة فلسطين وأن يشردوا أهلها في أفاق العالم وأن يستوطنوا هذا البلد ويشردوا أهله ، هذا الاستعمار الصهيوني استيطاني إحلالي أي يطرد أهل البلاد ليحل محلهم انظروا كيف أن الغريب الذي جاء من آفاق الأرض وطرد أهل البلد وأقام مقامهم وحل محلهم وادعي أن هذه الأرض أرضه وأن هذا الوطن وطنه هذه هي النكبة الكبري الأولي التي قامت علي أساسها دولة إسرائيل ، وللأسف وجدنا بعض الزعماء العرب يهنئون اسرائيل بمناسبة استقلالها بمناسبة عيدها الوطني السنوي يهنئهم بالنكبة الكبري للفلسطينيين هذه النكبة الكبري.
    وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: اليوم نتحدث عن الذكري الثانية والأربعين لنكبة فلسطين الثانية التي سماها بعضهم النكسة ولا أدري لماذا سموها النكسة وكأنهم كانوا منتصرين وانتكسوا ، حدثت منذ اثنتين وأربعين سنة وزاد من فداحة هذه النكبة أن قبلها كنا فرحين وأعلنا أننا سنؤدب اسرائيل وسنلقي اسرائيل في البحر وسنفعل ونفعل ، ثم ما أسرع ما كانت الهزيمة ، ويسمون هذه الحرب حرب الأيام الستة والحقيقة هي حرب الساعات الست لأن في الست ساعات الأولي انكشف القناع وظهرت الحقيقة للعيان واستطاعت اسرائيل أن تضرب الطيران السوري والمصري وأن تحتل ما تريد أن تحتله في سرعة البرق ، للأسف لأننا دخلنا المعركة ولسنا مع الله ولم يكن الله معنا كنا ننظر إلي كل جهة إلا جهة السماء وكنا نستعين بكل مخلوق إلا الله عز وجل فلم نقل يارب وكانوا يوزعون علي الجنود في المعركة صور الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات لم يوزعوا عليهم المصحف لم يوزعوا عليهم أذكار كما قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) دخلنا المعركة وليس معنا القرآن بينما دخل اليهود المعركة ومعهم التوراة دخلوا يهودا ولم ندخل المعركة مسملين فانتصروا علينا انتصرت القلة علي الكثرة وكانت النكبة الثانية واحتلوا ما بين القنطرة في مصر والقنيطرة في الجولان في سوريا واحتلوا سينا في ست ساعات تم ذلك كله ، وبعد ذلك تغيرت الفلسفة السياسية للعرب ولقد كانت العرب قبل 5 يونيو 1967 تقول لابد أن نزيل باطل اسرائيل لأنها قامت علي باطل وكل ما بني علي باطل فهو باطل وظلت هذه الفلسفة حتي كان5 يونيو 1967 تغيرت الفلسفة وقالوا: يجب أن نزيل آثار العدوان أي أن عدوان 67 أضفي الشرعية علي عدوان 1948 الذي قبلناه ويكون همنا في عدوان 67 ويا ليتهم أزالوا عدوان 67 الذي لم يزل إلي اليوم ومازالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية والقدس وأجزاء من الأرض العربية.
    حال المسلمين
    ورأي دكتور القرضاوي أن المسلمين وحدهم هم الأمة المتفرقة قائلا:ً يتجمع العالم ويتنادي الناس بالوحدة والتضامن والتقارب في كل مكان والمسلمون وحدهم هم الذين يتباعدون بعضهم عن بعض يجافي بعضهم بعضاً بل يعادي ويقتل بعضهم بعضاً ، ماذا حدث لهذه الأمة انظر الي فلسطين والصومال والعراق وأفغانستان وباكستان ، انظر الي الاقتتال بعضهم بعضاً ، بل في بعض الأحيان الدعاة إلي الاسلام والاسلاميين دعاة الحركات الاسلامية يقاتلون بعضهم بعضاً ، أليس هذا ما يجري في الصومال فالإسلاميون بعد أن خرج الأحباش الاثيوبيون من الصومال بدأ الصوماليون يقاتلون بعضهم بعضاً ، يا قوم أهذا يجوز للأمة أن يسفك بعضها دماء بعض ألا يجوز للمسلمين أن يتفاهموا بالعقل يوماً ألا يجوز أن يحتكموا إلي من يصلح بينهم ، فإفساد ذات البين هي الحالقة لا تقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ، والتفرق هو الكفر كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) ، هذا ما يجب أن ننوه به ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دعونا المختلفين والمقتتلين إلي أن يجلس بعضهم إلي بعض ولكن لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
    أما في خطبته الأولي التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب فقد واصل فضيلة الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رحلته متابعاً الحديث عن خير الخلق محمد صلي الله عليه وسلم وما خص الله به من المكارم والفضائل في كل جوانب حياته عليه الصلاة والسلام.
    المعلم الأول
    وقال د.القرضاوي: بعض الفلاسفة الذين يقولون عنهم فلاسفة المسلمين مثل الفارابي وابن سينا والكندي فلاسفة المدرسة المشائية الإسلامية كما يسمونها سموا أرسطوطاليس الفيلسوف اليوناني المعروف سموه المعلم الأول والحقيقة أن المعلم الأول هو محمد صلي الله عليه وسلم ، أرسطوطاليس معلم في مجال معين في مجال الفلسفة ولأناس محدودين أما معلم البشرية معلم الناس جميعا خاصتهم وعامتهم بدوهم وحضرهم رجالهم ونساءهم كبارهم وصغارهم المعلم العام للبشرية هو محمد صلي الله عليه وسلم ، قال تعالي:(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) فهو معلم ومربٍ ، ولذلك قال تعالي يزكيهم والتزكية هنا هي التربية زكا يزكو تحمل معنيين في اللغة العربية الطهارة والنماء فهو يطهر الإنسان من رذائل الشرك والجاهلية والنفاق ويبنيه بفضائل الإيمان وفضائل الإخلاص وفضائل الشخصية المتكاملة فهو معلم ومزكٍ ، وقد دخل النبي صلي الله عليه وسلم ذات مرة المسجد ووجد فيه حلقتين واحدة فيها أناس يذكرون الله ويدعونه وحلقة أخري فيها أناس يتعلمون ويتدارسون فقال أما هؤلاء فيدعون الله فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيتعلمون فجلس معهم وقال: (إنما بعثت معلماً) ، وهذا الحديث فيه شيء من الضعف في سنده ولكن يقويه الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:(إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً ميسراً) ، بل يقويه أن القرآن ذكر محمداً صلي الله عليه وسلم في أربع آيات من آياته أنه يعلم الكتاب والحكمة ويزكي الناس ، وسيدنا إبراهيم عندما دعا ربه في هذه الأمة المرجوة المنتظرة قال ابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزيكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ، فهو المعلم الأول محمد صلي الله عليه وسلم فلقد هيأ الله له من العلم ما يستطيع به أن يعلم الآخرين لأنه هو أيضاً علم من قبل جبريل الذي ينقل عن الله عز وجل ، الله تعالي يقول: (وإنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم) ، فعلمه من يعلم ما في السموات والأرض فضلاً مما عنده من خبرة وتجربة وحكمة ومواهب أعطاها الله له ، فقد كان أعقل العقلاء وأحكم الحكماء وأبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء عنده من اللغة وأدب اللغة وبيان اللغة ما ليس عند غيره لأنه قرشي من قريش واسترضع في بني سعد أرضعته حليمة السعدية في قبيلة علمته لغة البادية فجمع لغة البادية إلي لغة الحضارة لذلك كان أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء ومن عكف علي بلاغته صلي الله عليه وسلم ودرسها تبينت له فيها العجائب من الكنايات والاستعارات وضرب الأمثال ما لا يوجد عند غيره ، وكان صلي الله عليه وسلم عنده من العلم والأدب وجواهر الكلم والحكم وروائع التوجيه وعظائم التشريع ما ليس عند بشر من البشر لذلك كان أهلاً أن يعلم.
    أسلوبه في التعليم
    وتابع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: اليوم يشيدون بالقيم والمبادئ التربوية الحديثة ويظنون أن هذه القيم التربوية مما استورد من الغرب من أوروبا وأمريكا وأن المسلمين عالة علي غيرهم ، وهذا للأسف جهل بتراث هذه الأمة وما عندها من كنوز في الحكمة والمعرفة ومنها الكنوز التربوية ومن درس منهجه عليه الصلاة والسلام في التربية عرف أن هذه القيم التي يسمونها حديثاً هي قيم قديمة ، ومنذ حوالي 30 عاماً كتبتها في كتاب لي اسمه الرسول والعلم قدمته في المؤتمر العالمي للسيرة النبوية الذي عقد في قطر بمناسبة قدوم القرن الخامس عشر الهجري ، وذكرت في هذا الكتاب علم التربية فقد كان عليه والصلاة هو الأسوة للناس في حسن التربية في الطريقة المثلي في تربية المتعلمين وفي تربية الناس أجمعين فكان يربي الشخصية المسلمة الشخصية المتكاملة الشخصية المتوازنة لا يربي إنساناً للدنيا وحدها أو للآخرة وحدها ، إنه يربي لهذا كله للدين والدنيا للأولي والآخرة للفرد والجماعة للأسرة والأمة يربي هذه الشخصية المتكاملة إنسان صورة العصر الإنسان الناجي الذي ذكره الله في سورة العصر (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنو وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ، ولا يكفي للإنسان أن يكون مؤمناً ويعمل صالحاً في نفسه ولا يهتم بإصلاح غيره بل يجب أن يعرف أنه لبنة في هذا المجتمع ومسؤول عنه نفسه وعن غيره ، ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يربي المسلم بكل الأساليب التي تصنع من الانسان، إنسان متوازن متكامل، ولم يكن طريقته فقط الإلقاء أن يلقي الخطبة كما ألقيها لم تكن هذه طريقته ، بل أحياناً وهو يخطب يثير السائلين ويشركهم معه ، وفي خطبة حجة الوداع لم يلق عليهم الخطبة إلقاء بل سألهم أيها الناس في أي يوم يومكم هذا ، الناس حسبوا أنه سيغير اسم اليوم فسكتوا وقالوا الله ورسوله أعلم ، فقال أليس هذا يوم النحر قالوا بلي يوم النحر ، قال صلي الله عليه وسلم أي شهر هذا سكتوا قال أليس شهر ذي الحجة قالوا بلي ، قال أي بلد هذا سكتوا قال أليس البلد الحرام قالوا بلي ، ثم قال صلي الله عليه وسلم الله إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، كانوا في الجاهلية يعظمون حرمة البلد الحرام والشهر الحرام والأيام الحرام ولكنهم لا يحترمون الأموال والدماء ويستبيحونها بسهولة فأراد أن يعرفهم صلي الله عليه وسلم أن الذي حرم المسجد الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام هو الذي حرم هذه الدماء والأموال بهذا الأسلوب الحواري فقد كان يحوارهم في أكثر الأمور ، وأحياناً يسألهم وأحيانا يتيح لهم أن يسألوا ، وأحيانا يذكر اللفظة تثير السؤال وقال ذات مرة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) قالوا يارسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ، فقال تأخذ فوق يده تمنعه من الظلم فذلك نصر له ، وقال (إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار) قالوا يارسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال نعم إنه كان حريصاً علي قتل صاحبه كلاهما حمل السيف ويقاتل الآخر وحريصاً علي قتله.
    التدرج في التعليم من سنن الله الكونية والشرعية
    وأضاف د.القرضاوي: في ذات مرة قال صلي الله عليه وسلم لأبي بن كعب أي آيات في كتاب الله أعظم يا أبا المنذر قال الله ورسوله أعلم قال في أي آيات في كتاب الله أعظم وكرر عليه السؤال فقال (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) أي آية الكرسي فضرب في صدره ، يريد صلي الله عليه وسلم أن يحرك عقول أصحابه هل يفطنون لمعاني الآيات ، بهذا عرف أن أبي بن كعب التفت لمعاني الآيات التي فيها الثناء العظيم علي الله ، ومن طريقته أيضاً ان يثني علي من كان له موقف طيب أو جواب حسن أو علم نافع أو عمل صالح ، يثني علي النابهين وعلي من عمل خيراً منهم حتي يشجعهم قال لسعد بن أبي وقاص ارم فداك أبي وأمي وقال لعمر بن الخطاب إذا سلكت فجاً سلك الشيطان فجاً آخر وقال لخالد بن الوليد سيف من سيوف الله وقال لعلي بن أبي طالب أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي وذلك حتي يضرب به المثل لغيره ، ومن أخطأ منه ينبههم علي خطئه ولكن برفق وكان يصلي عليه الصلاة والسلام ودخل أبو بكرة رضي الله عنه ووجده في الركوع فأراد أن يدرك الركوع حتي لا تضيع منه الركعة فقال الله أكبر عند باب المسجد وظل يمشي وهو راكع حتي يدرك الصف فعندما عرف النبي صلي الله عليه وسلم ذلك قال له زادك الله حرصا ولا تعد أي لا تفعلها مرة أخري ، انظر كيف جاء بهذه المقدمة ، ومع هذا يشفق علي المخطئ إذا أخطأ خصوصاً إذا لم يكن من ممن دخلوا الإسلام من قديم إذا كان حديث عهد في الإسلام مثل الأعرابي الذي هم يبول في المسجد فهاج به الصحابة فقال لهم النبي صلي الله عليه وسلم لا تزرموه أي لا تقطعوا عليه بولته وصبوا عليه ذنوباً من ماء أي دلو من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين أي أن علاج هذه المشكلة ماء ، ومعاوية السلمي جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم ودخل الصلاة وكان حديث عهد في الإسلام فعطس أحد الصحابة في الصلاة فقال له يرحمك الله والصحابة رمقوه بأبصارهم فقال لهم ما بالكم تنظرون إلي هكذا ، وبعد الصلاة يقول جاءني النبي صلي الله عليه وسلم فوالله ما رأيت معلماً أحسن منه ولا أكرم ولا أرحم منه والله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني ولكن قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما التحميد والتكبير وقراءة القرآن ، وأيضاً رأي مع عمر بن الخطاب صحائف يقال إنها من التوارة فقال له صلي الله عليه وسلم ما هذا قال له صحائف من التوارة قال له عليه الصلاة والسلام أمتهوكون فيها يا بن الخطاب أي متحيرين فيما عندكم والله لو كان موسي حياً ما وسعه إلا اتباعي ويشتد إذا ما كان هذا يمثل اتجاهاً كما رأي بعض الصحابة سألوا عن عبادته فعرفوا أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم بعض الأيام وبعض الأيام ويقوم بعض الليل وينام بعض الليل قالوا وما لنا ولرسول الله صلي الله عليه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم أما انا فسأصوم الدهر ولا أفطر وقال الآخر وأما أنا سأقوم الليل ولا أنام أبداً وقال الثالث أما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبداً فعلم النبي صلي لله عليه وسلم بما قالوا فجمعهم وقال :(إنما أنا أخشاكم لله وأتقاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) لا يريد أن تقوم رهبانية في الإسلام ويدخل الغلو علي المسلمين شيئاً فشيئاً ، كان يربي أصحابه بالتدرج ويأخذهم شيئاً فشيئاً لا يشتد عليهم في أول الأمر ويعلم أن التدرج من سنن الله الكونية والشرعية.
    أصل الأصول وابن عليها الفروع
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: القرضاوي: خطاب أوباما لن يحل المشاكل

    تابع للخبر

    وأشار د.القرضاوي إلي أنه صلي الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه إذا أرسلهم إلي في بعثة إلي بعض البلاد كيف يهديهم ، وقال القرضاوي حينما أرسل معاذ بن جبل اليمن قال له إنك تأتي قوم أهل كتاب أي أنت ذاهب إلي جماعية ليسوا من الوثنيين أي عندهم شيء من الدين وقال له فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، أي أصل الأصول وابن عليها الفروع فينبغي للإنسان أن يبدأ بالأسس فإذا تأصلت العقائد بني عليها الفروع والأحكام التفصيلية الكليات قبل الجزئيات الأصول قبل الفروع ، قال له الرسول صلي الله عليه وسلم ادعوهم للتوحيد فإن شهدوا بذلك أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن أطاعوك في ذلك أخبرهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم لترد علي فقرائهم وهكذا ، أي يبدأ بالركن الديني الصلاة ثم بالركن المالي الاجتماعي خصوصا أن الصلاة تبدأ من أول ما يدخل الانسان في الاسلام ، ولكن الزكاة بعد أن يحول الحول أو بعد ان يأتي وقت الحصاد ، كان صلي الله عليه وسلم يؤمن بالتدرج ويعلم أصحابه كل بما يحتاج إليه في التربية الحديثة يقال رعاية الفردية المعلم الحق والمعلم الناجح هو الذي يراعي الفروق الفردية حتي وزارات التربية تعمل أحيانا مدارس خاصة للمتفوقين

انشر هذه الصفحة