جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

وإذا الوحدة سألت

موضوع في 'الاخبار العالمية' بواسطة مراقب1, مايو 2, 2009.

    • :: الأعضاء ::

    مراقب1

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    إبريل 26, 2009
    عدد المشاركات:
    49
    عدد المعجبين:
    1
    الوظيفة:
    غير متوفر
    مكان الإقامة:
    غير متوفر
    وإذا الوحدة سألت
    سيف العسلي
    الجمعة - 1 - مايو - 2009
    [IMG]سيف العسلي
    إن من أعظم الظلم تخلص مرتكبي الأخطاء من تحمل مسئولية أخطائهم ورمي المسئولية عن تلك الأخطاء على من لا علاقة له بها فذلك ظلم مركب حيث وان عدم تحمل مرتكبي الأخطاء مسئولية الأخطاء التي ارتكبوها ظلم وتحميل هذا الوزر على الأبرياء هو ظلم ثان وقد ذم الله تعالى ذلك أيما ذم فقال تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء "وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا(112)".
    ويصدق هذا الأمر على الوحدة اليمنية والتي هي نتاج واجب ديني وطني تفاعلا عبر مرحلة تاريخية طويلة وبذلك فقد حض الله تعالى على التوحد فقال تعالى في سورة آل عمران "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)" فالوحدة نعمة من الله ونعمة الله لا يمكن أن تتحول إلى نقمة تحت أي ظرف من الظروف.
    ومع ذلك فإن المتتبع لما يجري على الساحة اليمنية من لغط حول الوحدة اليمنية وإقحامها في الصراعات السياسية وتحميلها مسئولية الأخطاء التي ارتكبتها بعض القوى السياسية هو في الحقيقة من أقبح الظلم، وكأني بالوحدة تسأل هؤلاء ما هي الذنوب التي ارتكبتها حتى أظلم هذا الظلم كله؟
    إن هذا المقال هو في حقيقة الأمر اعتذار مني للوحدة التي ظلمت و لم تجد من يدافع عنها إنني أقول لها أيتها الطاهرة إن ظلمك ظاهر وجلي وانك فعلاً لا تستحقين ذلك على الإطلاق إنني وبكل خجل وباسم اليمنيين جميعاً أتقدم إليك بصادق الاعتذار واسترحمك بكل الحب الذي تكنينه لأبناء اليمن أن تصفحي عنهم سواء أولئك الذين اتهموك زوراً وبهتاناً بالتسبب بالأخطاء التي ارتكبوها بأنفسهم إذا ما تابوا عن ذلك أو أولئك الذين تقاعسوا عن الذود عن طهارتك إذا قاموا بما يجب عليهم وإنني أقول لك إنه لا عذر ولا مبرر لتصرف الطرفين فطهارتك فوق الشبهات وإنني لواثق أنك سوف تلبين طلبي هذا منك وتسامحينهم وثقتي هذه مستمدة مما أعرفه من تاريخك المجيد.
    فعمرك في الحقيقة هو عمر الحضارة الإنسانية كلها وبالتالي فإنك تتمتعين بالنضج الكبير فقد وجدت عند أول لحظة من فجر التاريخ بل لقد كنت أول خطوة من خطوات الحضارة البشرية وربما لا يدانيك في هذا العمر الطويل سوى وحدة الصين.
    إن التشكيك فيك هو من قبل التشكيك في الحياة والحضارة الإنسانية فإذا كان من غير المعقول والمقبول القول بأنه لا وجد للبشر على وجه الأرض فإنه من غير المعقول والمقبول سماع من يقول بأنه لا يوجد شعب اسمه اليمن يمتد من صعدة إلى المهرة ومن حضرموت إلى حجة ومن الجوف إلى تعز ومن أبين إلى الحديدة ومن صنعاء إلى عدن.
    إن سماحنا بمثل هذا التشكيك كان تقصيراً كبيراً من قبلنا في حقك إننا نعترف أننا قد ظلمناك أو على الأقل ساهمنا في ذلك فقد قصرنا في حقك أيتها الوحدة عندما سمحنا لبعضنا أن يتلفظ بعبارات تؤذيك وعندما سمع بعضنا ذلك الكذب ولم يرد عليه بأقسى العبارات التي تليق به فمن حقك أن تسألي لماذا وقع عليك كل هذا الظلم.
    إننا لا نجد إزاء ذلك إلا أن نعتذر لك عن ذلك وأن نتبع ذلك بتصدينا الحازم لمن يردد ذلك فقد كان علينا أن نقول لكل من اتهمك بأنك سبب التدهور الاقتصادي وانعدام الوظائف والفقر والفساد بأنك مسرف كذاب، فهل كان الشطران قبلك متطورين اقتصادياً وهل كانت توجد في الشطر الجنوبي من اليمن وظائف حقيقية أم أن ما كان موجوداً هو وظائف وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع، وهل كان الشطران قبلك من أغنى دول العالم أم كانا من أفقر دول العالم إذن فإن اتهامك بذلك هو ظلم فادح.
    كان علينا أن نقول لمن يتهمك بأنك كنت سبباً في مصادرة الأراضي وإهدار الثروة إنكم دجالون فقد كان الشطر الجنوبي تحت سيطرتكم المطلقة وكانت كل أراضيه وثرواته المتباكى عليها ملكاً لكم وفي قبضتكم ومع ذلك فإن شعبنا اليمني في الشطر الجنوبي من اليمن كان يعاني الأمرين ونتيجة لذلك لم يكن هذا الشطر أغنى من الشطر الشمالي بل لم يكن حتى مساوياً له في الغنى والثراء.
    كان علينا أن نقول لهم بأنه لا معنى لأي قانون إذا كان ضد إرادة الشعب ويتعارض مع وحدته فما يتباهون به من قانون ما كان في الحقيقة إلا وسيلة لتقتيل الأبرياء، وتكميم الأفواه والفصل بين الأقارب وإشاعة الإرهاب.
    كان علينا أن نقول لمن ينشر الأوهام ويدعي بأن الانفصال سيجلب للشطر الجنوبي الغنى وسعة العيش إنك شيطان مريد فالشيطان يعد الناس بالأوهام ثم عندما تتبدد هذه الأوهام ينكر ما قاله فهؤلاء أشبه ما يكونون بالشياطين وقد ذم الله تعالى مثل هذه التصرفات إذ قال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأعراف "يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)"ويقول أيضاً في سورة إبراهيم "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)".
    كان علينا أن نقول لهؤلاء إنكم مفسدون في الأرض حتى ولو ادعيتم غير ذلك فالفساد يعرف من خلال نتائجه وليس من خلال الادعاء وبالتالي فإن ما يفرق بين أبناء الوطن الواحد هو فساد مهما كانت مبرراته وقد أوضح الله تعالى ذلك في كتابه العزيز أيما إيضاح إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ(14) اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ(16)" فأي فساد أكبر من زرع الفتن وتحريض المواطنين ضد بعضهم البعض.. وأي خداع أكبر من ادعاء مناصرة الوحدة وفي نفس الوقت عدم إدانة دعوات الانفصال.
    إن من يقول إننا شقينا بسببك فهو كذاب مهين، فقد كنت معنا منذ أن وجدنا على وجه الأرض وكنت سبب سعادتنا وتطورنا وعزتنا فعندما نجح البعض في فرض الانفصال لبعض الوقت شقونا وذللنا فاليمن كان دائماً قوياً وعزيزاً ومتطوراً عندما يكون موحداً وكان ضعيفاً وذليلاً عندما يفرض عليه التجزؤ والتشرذم لبعض الوقت فإثارة فتنة الانفصال لن تعمل إلا على زيادة معاناتنا حتى في حال فشلها، ولذلك فإنه عندما يفيق هؤلاء من سكرتهم فإنهم هم أنفسهم سيعملون على إعادة الوحدة مهما كان ثمن ذلك إنني أقول لك إننا قد تعلمنا الدرس وبالتالي فلن ننخدع مرة ثانية فلن نسمح بأي نوع من التجزئة مهما تطلب ذلك من تضحيات.
    لقد كان علينا أن نقول لهؤلاء بأنكم حتما ستفشلون فالأعمال التي يقومون بها هي عمل من الشيطان وقد أكد الله تعالى في كتابه العزيز فشل الشيطان وألويائه إذ يقول في سورة الإسراء "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا(64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً(65).
    لقد صمدت خلال هذا العمر المديد أمام كل صنوف التحدي والمؤامرات ولذلك لقد أثبت بما لا يدع أي مجال للشك بأنك لست عابرة ولا مؤقتة ولا تنصاعين لرغبات البعض وابتزازاتهم ومراهناتهم إنك لم ولن تكوني نتاج عاطفة فالعاطفة ناتجة عنك ولذلك فإنك لم تكوني منة ولا كرماً من أحد وبالتالي فإنه لا يستطيع أحد أن يتحكم بك بحسب هواه فيصفك بالعمل الوطني النبيل متى شاء وبالاحتلال والإقصاء متى شاء إنك أكبر من أن تكوني مطية لأي انتهازي فيبجلك متى يشاء ويستهجن بك متى يشاء لم تكن الايديولوجيا سبباً لوجودك في يوم من الأيام ولن تكون سبب موتك في أي يوم من الأيام لقد كنت القاعدة والتجزئة هي الاستثناء ولذلك فإن التجزئة لم تصمد لذاتها وإنما استمرت لبعض الوقت لوجود عوامل خارجية.. فحالة التشطير الحديثة التي استمرت خلال الفترة من 1839م إلى 1990م ما كان لها أن تبقى لهذه الفترة الطويلة لولا وجود الاستعمار البريطاني والحرب الباردة، ورغم طول هذه الفترة فإنك لم تغيبي عن الذاكرة وبالتالي فإنك لا تحتاجين اليوم إلى اندماج.. فالحروب لم تكن بسببك وبالتالي فإنها لن تنجح في القضاء عليك، فقد كنت موجودة قبل وجود مصطلح الشطر الشمالي والشطر الجنوبي وستستمر بعد اختفائه.
    إنك لم تكوني نتاج أي سلطة بل أن السلطة هي نتاج لك، ولذلك فإنك ستبقين وأن تعددت السلطات أو تغيرت، فقد كانت كل سلطة وجدت على أرض اليمن تدعي أنها هي وحدها التي تمثل مشاعر وتطلعات كل اليمنيين، لا توجد أي وحدة في العالم لها ما لك من صفات وخصائص.
    ولذلك فمن حقك ان تغضبي عندما يحاول البعض ان يستغلك لتحقيق مصالح خاصة، ومن حقك ان تغضبي حينما يحاول البعض أن يقحمك في الصراعات السياسية، ومن حقك ان تغضبي إذا ما حاول البعض ان يبيعك في سوق العمالة الخارجية، ومن حقك ان تغضبي اذ يصفك البعض بأبشع الصفات، ومن حقك ان تغضبي عندما يتنكر لك البعض لأتفه الأسباب.
    لكنني أقول لك لا تعبأي بكل ذلك فقد وقع لك مثل ذلك من قبل بل انك قد اتهمت بأسوأ من ذلك، فما عليك إلا أن تسامحي من تاب وان تؤدبي من استمرأ الغي، ففي حال قيامك بذلك فإن العديد من ابنائك المغرر بهم سيتوبون وان القلة المعاندة ستختفي، فقد وعدك بذلك الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الاعراف اذ يقول ("وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (202)".
    فلن ينجحوا في تمرير كذبهم وباطلهم، إن على هؤلاء ان لايغتروا اذا ما تحجوا في الاصطياد في الماء العكر، فالحقيقة لا بد وان تظهر وتفضحهم كما فضحت من سبقهم في الغي، وفي هذه الحالة فإن التاريخ سيسجل لهم الفشل ولك النجاح في سجل الإنجازات التاريخية، انك لا تزالين قوية وكأنك في سن الشباب، وكما خرجت في الماضي من كل هذه المحاولات منتصرة فإنك ستفعلين هذه المرة أيضاً، فقط سيخزى كل من تنكر لك.
    إنني لا اعتذر لك عن فعلة القلة المعاندة القبيحة فإن فعلت فإنني سأكون متنكراً لك مثلهم وانما اعتذر لك عمن غرر بهم، إنني اعتذر لك عن إهمالنا في الرد على هؤلاء وإسكاتهم، وربما أن عذرنا في ذلك هو التسامح الذي تعلمناه منك، إنني اعترف بأن بعضنا قد تمادى في التسامح إلى مستويات لا تقبلينها ولا ترضينها.
    نعم قد تتعدد الأحزاب التي ننتمي إليها وقد تتعدد الرؤى الفكرية التي نعتنقها وقد تخطئ الحكومات وقد يخطئ بعضنا تجاه بعضنا الآخر وقد يظلم بعضنا بعضا، نعم قد ننتقد بعضنا لذلك وقد نطالب بحقوقنا الحقيقية أو المتوهمة وقد نتنافس على السلطة أو على الثروة أو على أي شيء آخر، لكن ذلك لا يبرر هروب بعض الجبناء إلى الدعوة إلى الانفصال ولا سعي هؤلاء إلى اختطافك لجعلك وسيلة للابتزاز والضغوط، فالشخص لا يسمح بجعل عرضه ونفسه وسيلة للابتزاز، ومن يقبل بذلك فإنه يتخلى عن إنسانيته وكرامته فأنت كرامة كل يمني، وبالتالي فإننا لا نسمح لأي أحد كائنا من كان بأن يختطفك تحت أي مبرر كان، وعلينا أن نقف جميعا ضد من فقدوا كرامتهم وسعوا لاختطافك لتحقيق أي مكاسب بخيسة.
    فقد أدركنا الآن أنه إذا استبحت فلا مجال لأي اعتزاز لنا، وإذا أهدرت حقوقك فإنه لا معنى لإدعاء بأي حقوق لنا، وإذا افشلناك فلا قيمة لأي نجاح آخر ندعيه لنا، وإذا نكثنا في تعهداتنا لك فلن يصدقنا أي أحد نتعهد له.
    فمن الآن فصاعداً لن نسمح لكائن من كان أن يقحمك في أي صراع سياسي بهدف الكسب الرخيص فلنختلف في البرامج السياسية كما نشاء لكن في كنفك أنت، ولنختلف في المصالح التي نسعى لتحقيقها ولكن في ظل سمائك الوارفة، ولنسمح بالتمايز والتباين في ما بيننا ولكن تحت عباءتك الدافئة، وإذا أراد بعضنا أن يكيل السباب للبعض الآخر فليفعل ولكن دون الإساءة لطهارتك، ولنطالب بحقوقنا مهما كانت ولكن تحت رعايتك ومباركتك، ولنطالب بالتغيير في الحكومات والأشخاص ولكن بهدف حمايتك.
    إنني أعدك أننا من الآن لن نتمادى في هذا التسامح الذي يصل إلى حد التفريط بك، فقد كان التسامح وسيلة من وسائل تقويتك وبالتالي فإنه لا ينبغي ان يتحول الى وسيلة للإضرار بك ومحاولة لإضعافك، إنني أقول لك إننا قد أخطأنا وقد أدركنا أخطاءنا وإننا نرجو منك ان تسامحينا عن أخطائنا هذه التي سوف لن نكررها.


انشر هذه الصفحة