جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

دموع وابتسامات في حياة الرسول

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة ابو الأحمدين, إبريل 25, 2009.

    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي

    القرضاوي يواصل استعراض دروس السيرة النبوية

    قائد ومعلم الأمة كان أعذب الناس كلاماً ومنطقاً


    واصل فضيلة الشيخ الداعية الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حديثه عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كقائد عظيم للأمة ومعلمها من مشرقها إلى مغربها، بشخصيته المتميزة التي لم تر البشرية مثلها ولن ترى مؤكداً على عالمية الرسالة المحمدية الخالدة.
    وقال د.القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع عمر بن الخطاب إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أفصح وأبلغ الناس وأحلى الناس منطقاً وأعذبهم كلاما وكان يعطى لكل أمر حقه فلكل مقام عنده مقال وهذه هي البلاغة أن تراعي مقتضى الحال ، للترغيب مجاله وللترهيب مجاله ولبيان الأحكام مجاله ، حديثه مع الصبيان ليس كحديثه مع الكبار حديثه مع اهل البادية ليس كحديِثه مع اهل الحضر كان صلى الله عليه وسلم يراعي المقامات ، حتى القرآن الكريم أفسح الله له أن يقرأه بسبعة أحرف ليراعي القبائل ولغات القبائل وخصائص القبائل فكان أبلغ الناس في كلامه وكان لا يتكلم بغير حاجة ولا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم بما يؤذي أحدا ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سبابا ولا لعانا ولا صخابا في الأسواق ، ما سب أحدا قط ولم يلعن أحد قط حتى الأصنام الله تعالى نهاه ونهى الامة أن يسبوها ، قال تعالى (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم أصحابه عن السب ونهى أمته عن السب وقال صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الريح ولا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ولا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره).
    وأضاف: كان أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يضحكونه وكان اسمه عبد الله ويلقب بحمار ومبتلى بشرب الخمر مدمنا وكثيرا ما يؤتى به فيضرب ، فجيء ذات مرة به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعض الصحابة لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال صلى الله عليه وسلم ( لا تلعنه فإنه يحبه الله ورسوله) أي رغم شربه للخمر يحب الله ورسوله وفي رواية لا تكن عونا للشيطان على أخيه بدل أن تلعنه قل الله يهديه ، كان عليه الصلاة والسلام كلامه فصلاً مفصلاً ، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول لم يكن صلى الله عليه وسلم يسرد كلامه كسردكم هذا بل كان يتكلم كلاما فصلا لو عده العاد لأحصاه ، أي ممكن أن تعد كلماته كما كان كثير الصمت قليل الكلام ولكن إذا تكلم تكلم بما ينفع بالحكمة وفصل الخطاب وقال عليه الصلاة والسلام (أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الحكم اختصارا) أي انه أوتي الكلمات الجامعة والمعاني الكثيرة في الكلمات القليلة ، أحاديث كثيرة رواها الرواة عنه صلى الله عليه وسلم تدل على قوة ما كان صلى الله عليه وسلم يقوله مثل إنما الأعمال بالنيات ، إذا لم تستحي فأصنع ما شئت ، ليس الخبر كالعيان ،كما تدين تدان ، اعمل ما شئت فإنك ميت ، كلمات حكيمة جامعة سماها جوامع الكلم ، وروي من خصائصه عليه الصلاة والسلام أنه لا يتكلم إلا في ما يفيد ويتكلم بالقدر المناسب والقدر المطلوب ليس مكثارا ولا مهذارا ولا رغاء كان كلامه بقدر وكان يطيل الصمت ويطيل السكوت ، لأنه يعلم أن الإنسان مسؤول عن كل كلمة تخرج من فمه قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال جل وعلا (أمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرىء قال خيرا فغنم أو سكت فسلم) وقال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله فليقل خيرا أو ليصمت).
    وأشار د.القرضاوي إلى أهمية التعلم من صفات رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وقال هكذا يجب أن نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نطلق ألسنتنا لتتكلم في كل شيء ويتكلم الإنسان فيما لا يحسن ويدخل نفسه في أشياء ليس من أهلها ويتكلم في أعراض الناس عن فلان وفلانة ، فيملئ صحيفته بالسيئات ، وكان عليه الصلاة والسلام يوصي الأمة بخطر اللسان وأن الأعضاء تقول للسان اتق الله فينا فإنك إذا استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا ، ومن كلامه روى الصحابة أحاديثه صلى الله عليه وسلم التي ملأت الدواوين وأصبحت مجالا للدراسة ومصدرا للتشريع ومصدرا للتوجيه ومصدراً للدعوة والتربية فيها جواهر الكلم و فيها المعاني الكبيرة وفيها الحكم البالغة وفيها الكنوز النافعة.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم بشراً كالبشر يضحك ولكن لم يعرف عنه في حياته أن قهقه فكان أكثر ما يكون من ضحكه أن تبدو أسنانه الأمامية لذلك كان أكثر ضحكه التبسم وكان كثير التبسم ، وقال عبد الله بن الحارث بن جزل آخر من مات من الصحابة في مصر وهو دفين قريتنا في مصر قال ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ضحكه هو التبسم ، وسئلت عائشة رضى الله عنها عنه عليه الصلاة والسلام فقالت: كان أدين الناس وأكرم الناس وكان ضحاكا بساما ، ولم يكن عليه الصلاة والسلام عبوسا قمطريرا كبعض المتدينين الذي يقابلك بوجه مكشر وكأن الدين هو العبوس وكأن الدين هو الغضب في وجوه الناس ولم يكن هكذا صلى الله عليه وسلم بل كان يقابل الناس جميعا بالابتسام، ولقد سئل جابر بن سمرة أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم كان يصلي الصبح ويجلس في مكانه يذكر الله حتى إذا طلعت الشمس جلس مع أصحابه يتحدثون ويتناشدون الأشعار فيبتسم رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وسئل زيد بن ثابت حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا أحدثكم كنت جاره ، فإذا نزل الوحي يدعوني أكتب الوحي ، وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا ، كان عليه الصلاة والسلام يشاركهم في حياتهم يضحك لما يضحكون ويتألم لما يتألمون.
    وأشار الى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يمازح أصحابه ولكنه يمزح و لا يقول إلا حقا ، وفي إحدى المرات جاءته عجوز قالت يا رسول الله ادعو الله أن يدخلني الجنة ، فقال لها يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز ، فولت المرأة تبكي فقال اقرأوا عليها قوله تعالى (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا) ، أي انها قبل أن تدخل الجنة ستدخل مصنع التجميل الآلهي ليعيدها شابة كما كانت بكرا فلا يدخل الجنة عجوز بالفعل ، قال له رجل أعرابي جاء يستحمله يطلب منه أن يحمله على ناقته فقال له صلى الله عليه وسلم لا أحملك إلا على ولد الناقة قال له يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة فقال له عليه الصلاة والسلام وهل البعير أو الجمل إلا ولد الناقة ، وفهم الاعرابي أنه سيركبه على مولود جديد ، هكذا كان يداعب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين خصوصا العجائز والأطفال والرجال كذلك .
    وأضاف كان أنس بن مالك رضي الله عنه له أخ صغير طفل وكان عنده طائر يلعب به ثم مات الطائر فحزن عليه فحينما زار النبي صلى الله عليه وسلم أم أنس ورأى الطفل فقال له صلى الله عليه وسلم يا أبا عمير ما فعل النغير ، فرحه عندما كناه قال له ماذا فعل الطير ، ومن أصنافه أنه أفكه الناس خصوصا مع الصبيان ، هذا الرسول العظيم الذي يحمل هموم الدعوة والامة ويحارب في جبهات عدة ويحارب المشركين واليهود ويحارب المنافقين ومع أنها جبهات عديدة حارب فيها رسولنا العظيم إلا أنك لا تجد في نفسه إلا الحب والحنان ومداعبة الأطفال ، هذه هي العظمة المحمدية ، و كان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقا وكان له رجل صديق من البادية من الأعراب اسمه زاهر كان يأتي له بأشياء من البدو ويحمله صلى الله عليه وسلم أشياء من الحضر ، وكان يقول عليه الصلاة والسلام زاهر باديتنا ونحن حاضروه ، وكان يمازح النبي صلى الله عليه وسلم وفي مرة من المرات رأى هذا زاهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مصفرين الوجه من الجوع فقال لابد أن أطعمهم اللحم وذهب إلى أحد الاعراب وقال له أتبيعني اللحم قال نعم فذهب إلى الرسول وذبحها وأكل من اللحم الرسول والصحابة ، ثم قال زاهر لهذا الرجل اذهب إلى الرسول وخذ ثمنها منه ، فذهب الرجل يطالب الرسول صلى الله عليه وسلم فعجب الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له من قال لك أن تأخذ ثمنها مني قال له زاهر وبرر زاهر فعلته بالقول رأيتكم احوج إلى اللحم فاشتريت هذه الناقة لتطعموا وتشبعوا ، وضحكوا وضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان زاهر هذا دميم الوجه ولكنه كان محببا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وأكد د.يوسف القرضاوي أن الحياة لا تحتمل أن تكون كلها جدا فلابد أن يكون فيها لون من الترفيه كما قال صلى الله عليه وسلم لصاحبه حنظلة ساعة وساعة ساعة ربك وساعة لقلبك هكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتمازحون ويتضاحكون ، ولكن إذا جد الجد وواجهوا الاعداء كانوا فرسانا وأبطالا ورجالا، هذه هي الحياة المتوازنة وهذه هي حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، يجب أن تعطي للجد وقتا وللهذل وقتا ، ولابد أن يكون الجد هو الغالب ولا تكون الحياة اغلبها مزاحا لان الحياة لا تتسع لذلك ، كما قال علي بن أبي طالب أعطى الكلام من المزح بمقدار ما تعطى الطعام من الملح ، أي لو زدت الملح في الطعام لا يأكل ولو تركت الطعام بلا ملح لا يأكل ولايستساغ أعطى كل شيء حقه ، هذه حياة محمد صلى الله عليه وسلم حياة متوازنة يضحك ويمزح ولا يقول إلا الحق ويمزح مع أصحابه ، وأصحابه يمزحون أيضاً حتى إن أحدهم يقال له النعيمان كان كثير المزاح وصحابي آخر اسمه سويبط بن حرملة كان كثير المزاح مثله وكان نعيمان مع سيدنا أبي بكر في سفر وكان أمينا على الطعام فجاء سويبط وقال له أعطيني من هذا الطعام قال له لا أعطيك إلا أن يأتي أبو بكر فقال له سأدبر لك مقلبا ودبر له بالفعل فبينما بعض العرب يمرون عليهم قال لأحدهم لدي عبد أتشترونه قالوا له نعم قال لهم ولكنه هو كثير الكلام وسيقول لكم أنه حر قالوا سنشتريه وقبض الثمن وربطوا الحبل عليه وأخذوه، وبعد قليل جاء سيدنا أبو بكر يسأل اين سويبط قال النعمان بعته، فتعجب سيدنا أبو بكر والصحابة ولحقوا به و أدركوه وقالوا للأعرابي إن صديقه كان يمزح معه وهذا ليس عبدا ، واسترجعوا الرجل وظلوا يضحكون هذا المقلب الذي فعله النعيمان في سويبط ، وقد كان هذا المزاح متبادلا بينهم ولما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا له القصة ضحك كثيرا على هذه الحادثة وقال الراوي ظلوا حولاً كاملاً كلما ذكروها يضحكون.
    وقال د.القرضاوي كان صلى الله عليه وسلم يبكي مثل كل البشر في مناسبات معينة ولكن لم يكن بكاؤه بشهيق ولا بصوت مرتفع ، كانت تدمع عيناه ولا يسمع صوته، كان يبكي رحمة ورقة ، ولقد ارسل له ذات مرة ليحضر وفاة إحدى البنات فحضر صلى الله عليه وسلم ورأى البنت الصغيرة تفيض روحها امامه فدمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ، فقال له بعض الصحابة تنهانا عن البكاء وتبكي يار سول الله قال إنما هذه رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ليس هذا البكاء المنهي عنه، المنهي عنه النياح والعويل.
    وأضاف د.القرضاوي وحينما مات ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم وقد مات في أواخر حياته وقد شاء القدر ألا يبقى صبي ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مات ابنه عبد الله في مكة ابنه من خديجة وابنه القاسم من خديجة أيضاً رضي الله عنها ، وثم جاء إبراهيم الذي جاء من ماريا القبطية وفرح صلى الله عليه وسلم ولكن القدر أبى إلا أن يحرمه منه ولله في ذلك حكمه فإذا كان أولاد ابنته رأينا في التاريخ ما رأينا من أجلهم هناك من اعتبرهم أحق بالخلافة وقيادة الأمة وقامت معارك وفتن وفرق ومذاهب إلى اليوم ، فما بالك بأولاده صلى الله عليه وسلم فلم يبق له صبي من صلبه ومرض إبراهيم وتوفي إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يودعه إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإن بك ياإبراهيم لمحزونون ، كان من حقه أن يبكي على ولده فهو أب ، كان عليه الصلاة والسلام رقيق القلب رحيما يبكي من أجل الناس فكيف لا يبكي من اجل ولده ، ولكن تدمع العين ويحزن القلب ولكن لا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون إن لله ما أخذ وإن لله ما أعطى.
    ويضيف د.القرضاوي وكان يبكي إذا قرأ القرآن الكريم و يتأثر بهذا الكتاب العظيم ، وقد وصف الله عز وجل بعض أهل الكتاب بقوله (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا 109)) وقال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ، وإذا كان هذا شأن أتباعه فكيف على من أنزل عليه هذا القرآن وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود اقرأ علي القرآن يا عبد الله فقال أأقراء عليك وعليك أنزل يا رسول قال صلى الله عليه وسلم إني أحب أن أسمعه من غيري فتلى عليه سورة النساء إلى أن وصل إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال له ياعبد الله حسبك قال فالتفت فإذا بعينيه تذرفان ، هذا بكاء الفرح مما أتاه الله من فضله أن يكون شهيدا على الناس جميعا (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) وكان يبكي من خشية الله ويخشى الله عز وجل ، وكان يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله ، وكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ومرة بكى وطال بكاه حتى بللت دموعه لحيته فلما سئل في ذلك قال كيف لا أبكي وقد أنزل الله علي هذه الآيات من أواخر سورة آل عمران (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) إلى آخر الآيات قال عليه الصلاة والسلام ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ، كان يبكي ويقوم الليل ويبكي صلى الله عليه وسلم حتى تتورم قدماه من طول القيام ، وكان أصحابه يقولون له ما هذا كله يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبداً شكورا.
    ويختم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي لم يكن عليه الصلاة والسلام يبكي من خور أو ضعف أو من جزع ، كلا بل كان يصبر على الجوع والطوى ويصبر على الآلام والشدائد ويواجه المعارك في كل حين ولم يبك من خور أبدا لم يكن بكاؤة بكاء خور أو ضعف ولم يكن بكاؤة بكاء نفاق ، كبعض الناس فبعض الناس يبكون تمثيلا يمثلون الحزن كإخوة يوسف الذين القوه في الجب وجاءوا أباهم عشاء يبكون ، هذا النوع من البكاء والدموع يسمونه دموع التماسيح لم يكن عليه الصلاة والسلام من هذا النوع ، كان بكاؤه من قلبه إذا بكى يبكي فعلاً تأثراً بعاطفة من عواطف الحزن ، وهناك فرق يبن الحزن والخوف لأن الحزن يكون تأثرا بما أصابه من مكروه وبما فاته من محبوب في الماضي ، أما الخوف فيكون لتوقع ذلك في المستقبل ، هكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم ، لقد كان عليه الصلاة والسلام بشرا من البشر ولم يكن ملكا من الملائكة ، إنه يجري عليه ما يجري على البشر يأكل كما يأكل البشر كان يجوع كما يجوع البشر وينام كما ينام البشر ويستيقظ كما يستيقظ البشر ، ويحزن ويفرح ويتكلم ويصمت كما يفعل البشر ، ولكن في كل هذا كله كان بشرا متميزا تأخذ منه القدوة وتكتسب منه الأسوة ويتعلم منه الناس في مشرق ومغرب يتعلمون منه الذروة العليا ويتعلمون منه الكمال البشري الأعلى ، فأعلى ما يكون الكمال البشري تجده في حياة محمد صلى الله عليه وسلم الذي زكاه ربه فقال جل وعلا (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
    • :: الأعضاء ::

    صالح الحربي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 7, 2008
    عدد المشاركات:
    37
    عدد المعجبين:
    2
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    رد: دموع وابتسامات في حياة الرسول

    اشكرك بارك الله فيك
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: دموع وابتسامات في حياة الرسول

    هلا والله اخيو صالح الحربي بارك الله فيك على وتسلم على مرورك العطر

انشر هذه الصفحة