الاخبار العالمية اوكامبو يخسر رهانه

ربما كانت أكبر مفاجآت القمة العربية التي تعقد اليوم في الدوحة، هي وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة القطرية، دون أن تطاله يد لويس مورينو أوكامبو، مدّعي المحكمة الجنائية الدولية، والذي أصدر أمره باعتقاله بتهمة ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية... وكان أوكامبو قد قال وهو يهدّد الرئيس عمر البشير، بأنه سيقع حتماً في يوم من الأيام في يد العدالة!
لقد كان حضور الرئيس السوداني عمر البشير بين أشقائه العرب في مؤتمر القمة العربية، قبل انعقاده بيوم واحد، هو انتصار للإجماع العربي الذي رفض جملة وتفصيلاً، إقامة الدعوى التي رُفعت ضدّه، وهو انتصار في ذات الوقت للقمة العربية ذاتها،

باعتباره حدثاً بارزاً يحدث لأول مرة في تاريخ المحاكم الجنائية الدولية، وذلك لأن الترتيبات التي أديرت بها خطة وصول الرئيس السوداني إلى الدوحة ليشارك في القمة العربية، تمت بكفاءة عالية وجدارة تستحق الإشادة بها!
هذا هو أوّل تحدّ تتخطّاه قمة الدوحة، وذلك بفضل تضامن وتكتّل جميع القادة العرب مع الرئيس السوداني عمر البشير، وهو ما يؤشّر، بأن هذه القمة، لن تكون كباقي القمم السابقة، والتي كانت تكرّر قراراتها، وتستعيد ذات أطروحاتها دون تغيير - إلاّ في الصياغة ربما - ولا تخرج قراراتها بما هو مفيد في تحريك المياه الراكدة في البحيرة العربية الآسنة هي الأخرى!
باختصار لا أملك إلاّ أن أتفاءل بقمة الدوحة، وإلاّ أن أستبشر بقرارات تتّسم بروح الممانعة، وبالتصدّي لتحدّيات صعبة في زمن صعب.. بعد أن شاخت بعض رموز الأمة، حتى لتبدو وكأنها فقدت وعيها وذاكرتها!