السعودية تفضح علاقة صالح بتنظيم القاعدة

تاريخ النشر : 24/2/2009 6:37 PM

السعودية تفضح علاقة صالح بتنظيم القاعدة 1

عبد الباسط الحبيشي

1

الكاتب / عبد الباسط الحبيشي
1

(الأسباب الحقيقية وراء تسليم الأرهابي محمد العوفي للسعودية)

أبت الصحافة السعودية إلا أن تهمز وترمز من طرف خفي لعلاقة نظام صالح المشبوهة مع عناصر القاعدة حيث ذكرت جريدة الوطن في عددها 3068 بإسلوب لا يخلو من توجيه التهديد لرئيس النظام اليمني بقولها (من لا يتعاون في مكافحة الإرهاب مع الآخرين فسيجد نفسه ونظامه ضحية لغول العنف).

وأضافت الجريدة (يتوجب تعزيز جهود البحث والتحري وتعزيز سلطة الدولة والقانون والقضاء على الجزر الأمنية التي يمكن أن تكون ملاذاً آمناً للإرهابيين والمتطرفين والمؤمنين بالعنف) ونوهت إلى أن مجرد تسليم محمد العوفي ليس بالعمل الكافي بل (ينبغي تواصل جهود السلطات الحكومية وتعزيز سلطة الحكومة المركزية، حتى لا يتحول اليمن العزيز إلى وزيرستان عربية، وحتى يتسنى للدول الاخرى أن تنظر إلى اليمن بإعتباره شريكاً فعالاً في مكافحة الإرهاب).

هذا يعني أن السعودية باتت تدرك خطورة عمل تنظيم القاعدة تحت إدارة صالح ولهذا فقد أتخذت بعض الخطوات العملية لممارسة الضغط عليه سنمرعليها لاحقاً في هذا السياق رغم أننا قد نبهنا في محطات عديدة بكل صراحة ووضوح بأن النظام اليمني برئاسة صالح هو من يقف وراء الجماعات الإرهابية وهو من يستقطبها ويمولها ويوحي وينظم لها عملياتها الإرهابية بهدف إبتزاز القوى المناوئة له في الداخل والدول المجاورة في الخارج لإحراز مكاسب خاصة من الحملة الدولية ضد الإرهاب التي دشنها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، كما قدمنا القرائن والأدلة في حينها عند كل حادثة إرهابية تقوم بسفك دمائنا ودماء أبنائنا وبناتنا ودماء ضيوفنا لتأكيد صحة ماذهبنا إليه.

وبرغم فتور الحملة ضد الإرهاب وتلاشي عهدها وزمنها نسبياً بعد مغادرة بوش البيت الإبيض إلا أن هناك من ينفخ في رمادها ويواصل إستثارتها وتأجيح جذوتها لإستثمارها وتحقيق مكاسب ضيقة على حساب دماء الابرياء وعلى حساب سمعة اليمن إقليمياً ودولياً.

بعد الإفراج عن محمد العوفي السجين السابق في معسكر جوانتانامو من قبل الولايات المتحدة الامريكية وتسليمه لحكومة بلاده في السعودية حيث تلقى هناك جلسات ما تسمى بالمناصحة لإعادة تأهيله وتقديم كل المساعدة له التي تمكنه من الاندماج في مجتمعه، لم تضيع عناصر القاعدة في اليمن، الذين يشرف على توجيه عملياتهم الإرهابية جهاز الأمن السياسي، في إستدراج العوفي إلى اليمن وإستقطابه من جديد مع آخرين حيث تلقى جلسات غسيل مخ تمحو وتتناقض مع تلك التي تلقاها في جلسات المناصحة في السعودية ليتم إعادة تأهيله بشكل معاكس وإستعادة برمجته السابقة عليها إلى تم الإعلان عن تشكيل قيادة القاعدة في الجزيرة العربية التي سمعنا عنها جميعاً حيث تم تسمية محمد عتيق عويض العوفي بالقائد الميداني لتنظيم القاعدة في الجزيرة.

في أثناء هروب العوفي إلى اليمن ظلت السعودية تطارده وتطالب نظام صالح بتسليمه لمعرفتها أن العوفي أصبح يعمل تحت مظلة صالح لكن طلباتها المتكررة قوبلت بالتجاهل. فما كان منها إلا أن إتبعت أساليب عدة للضغط على نظام صالح كان أهمها وأقواها هو التلويح بالقضية الجنوبية وذلك من خلال سفر اليمنيين الذين يدخلون إلى السعودية أو يخرجون منها عبر المناطق الحدودية الجنوبية حيث كانت شرطة الحدود تختم على جوازاتهم بالختم (يمني جنوبي) كرسالة لنظام صالح أنه بإمكان السعودية أن تلعب على العديد من الأوراق من ضمنها قضية اليمن المركزية وهي القضية الجنوبية إذا لم يقوم بتسليم العوفي وزملائه.

كما قامت السعودية برفض إستقبال الصادرات اليمنية لاسيما السمكية منها، حيث رفضت إستقبال ألاف الاطنان من الأسماك عبر الحدود اليمنية السعودية مما أضطر سلطات الحدود على إتلافها.

بعد إرسال هذه الرسائل العملية القوية وغيرها لم يكن لدى نظام صنعاء للحفاظ على مصالحه الشخصية سوى الإستسلام والإستجابة لتسليم العوفي الذي لم يُسلم نفسه طواعية كما حاول النظام أن يدّعي من خلال تسريباته الإعلامية.

سيقول قائل وماالذي يُجبر السلطات اليمنية على الإعتراف بإن العوفي سلم نفسه طواعية، بمعنى ما الذي سيمنعها من الإدعاء بإنها هي التي قبضت عليه في سياق إستمرار كذبها على الجميع بما يسمى حربها على الإرهاب؟! حقيقة الأمر أن العوفي لم يسلم نفسه طواعية؟ آن له ذلك بعد الإعلان مباشرة عن تنصيبة القائد الميداني لتنظيم القاعدة؟! كما أنه لم يستسلم بالقوة أيضاً !! لأن السلطات اليمنية اعترفت بإنه قد سلم نفسه طواعية.

إذاً هناك تنسيق واسع سري إستخباراتي بين الطرفين. ولتغطية هذا التنسيق المكشوف الذي يصل لدرجة الجزم بكل إطمئنان بأن ما تسمى القاعدة إنما هي فرع أساسي من فروع الأمن السياسي في اليمن أو الفرع العسكري للقيام بتنفيذ العمليات العسكرية بغطاء سياأمني إذا جاز لنا التعبير.

تقوم عناصر الجيش بتوجيه من الأمن السياسي بين فترة وأخرى بتوجيه ضربات عسكرية لقتل بعض عناصر القاعدة التي لا تلتزم بالتعليمات الرسمية أو التي تكتشف أنه قد تم خداعها من خلال تنفيذها بعض العمليات الارهابية دون أن تعرف الدوافع السياسية الحقيقية لهذه العمليات وبإنها تنفذ أجندة النظام اليمني دون علمها فيتم تصفيتها بإسلوب إستعراضي درامي يظهر فيه النظام كأنه فعلاً يحارب الإرهاب.

ولتغطية فضيحة تسليم العوفي للسعودية وإنكشاف التنسيق الأمني السياسي/ الإرهابي قام الفرع العسكري للأمن السياسي اليمني (القاعدة في اليمن) بإعلانه المشبوه في الأيام الأخيرة الماضية أنه سيتولى قيادة {الثورة} ضد النظام اليمني!!!! وذلك في محاولة بائسة ومفضوحة من النظام اليمني نفسه تنصلاً من علاقته بتنظيم القاعدة في اليمن أو تورطه بالتشكيل الجديد لتنظيم القاعدة في الجزيرة الذي تم الإعلان عنه مؤخراً.!!

أصبحت عناصر القاعدة تشكل أهمية كبيرة للنظام اليمني لا سيما في ألآونة الأخيرة وذلك للقيام بإعمال إرهابية يعجز هو إلإتيان بها من خلال إستخدام الجيش الذي باتت تحركاته غير مقبوله على المستوى الدولي حتى لا يتورط في قضايا حرب ضد الإنسانية كتلك التي حدثت في صعدة وفي الجنوب اليمني لذلك نجد أنه في الوقت الذي تتجه إحدى عيني صالح إلى قضايا الحراك الجنوبي وسيطرة الحوثيون على مناطق صعدة والجوف في شمال اليمن تنظر العين الأخرى لتطورات قضية المحكمة الجنائية في موضوع الرئيس حسن البشير من مسألة درافور.

رد: السعودية تفضح علاقة صالح بتنظيم القاعدة

ابوصالح الصوره صورتك متى ركبت السكسوكه