عدن..عدن

عدن..عدن
نبيل حيدر
الثورة
الثلاثاء - 10 - فبراير - 2009

> إذا نزلت عدن فلا يمكنك إلا أن تضع أوزارك وإرهاقاتك عند مداخلها.
لا يمكنك ان تتهيأ بهذا النحو لدخول مدينة السحر وسيدة الزمان.. حيث عبق الوجود وقيثارة الخلود التاريخي.
> نعم.. إنها عدن صفاء الإنسان واسطورة المكان منها عرف الهواء اجمل نسائمة وفيها عانق الليل أقمار بحرها وخلجانها وسواحلها.
لا يعرف النسيم رقته إلا بها ولا يدري الليل عن العناق إلا معها..
هي عدن.. كون فسيح وحديقة مفتوحة على القلب الطلق.. هي عبير سيَّال وبلسم خيال.. هي لمعة الماس بشفافية الزجاج.
عدن أمواج ناعسة ومتّقِدة في آن واحد.. عند أفق رحب لا مكان فيه للغربان الناعقة بالبين والشقاق ولا للنسور آكلة الجيف مهما طال تحليقها.
لا مكان إلا لروح تستحضر حالة السلام مع النفس ومع المحيط ولا متنفس بها إلا لقلب تأتيه السكينة من حيث لا يحتسب.
> تلك هي طبيعتها وذاك هو شأنها وشأن سواحلها التي تتزين بمرتاديها والمفتوحة أمامهم باستثناء مناطق محدودة ذات طبع استثماري.. ولو غزت الخصوصية هذه السواحل وخلت من زوارها العوام لفقدت عدن نجمة غالية من نجوم سطوعها.. ولعل المار على الكورنيش في ساحل أبين يلحظ إشراقة منطقة الكورنيش المفتوحة وانطفاء المنطقة التي تسبقها حيث الفلل وبعض المعارض التجارية.. وهذا الانطفاء بات قلقاً يتردد مع تردد أخبار عن تحويل منطقة خليج الفيل إلى منطقة استثمارية مغلقة في وجوه عامة الناس وهم الغالبية والذين لا يقدرون على نفقات الدخول في المنطقة ذات الطابع الاستثماري.
> إضافة إلى ذلك خليج الفيل معلم أساسي بين معالم عدن ولا يتصور الكثير من الناس أن يضيع هذا المعلم بين تلافيف مشروع استثماري يمكن له أن ينعش أجزاء أخرى من سواحل عدن ويحقق فيها منتجاً سياحياً جديداً دون القضاء على المنتج السياحي الطبيعي الذي يمثله خليج الفيل والذي يتربع مكانه في برنامج أي زائر لعدن وهو كذلك أمر ملموس لدى الزائرين العرب والأجانب .
> نحلم بعدن وبأهلها الطيبين الذي يتبرأون من المطالب الرخيصة لمن ينصبون أنفسهم أوصياء مدافعين عنها، نحلم بعدن جميلة دائماً وقوية أيضاً بوحدة الارض والشعب.. ونحلم بها أرض الميعاد الاستثماري الذي نتمناه أن يتحقق ويحقق لها تجديد في الشكل والمعيشة والتنمية.. وعدن لا تستحق إلا أن تضم بين جنباتها استثماراً متميزاً كما يفعله «عدن موول» الآن والذي لم يأت على حساب موقع ذائع الصيت والتميز بل أتى ليضيف رقماً جديداً فصار وجهة يطلبها الزوار الخليجيون مثله مثل خليج الفيل.. وهذا المكسب الحقيقي.
> في عدن موقع آخر يستحق الاهتمام لأنه للأسف يعاني من الاهمال.. إنه حوض صيانة السفن حيث تستطيع السفن ذات أعماق كبيرة أن تدخله للصيانة والإصلاح ودون خوف بسبب توفر عمق مائي مناسب لها وطبيعي.
كان هذا الحوض يدر المال.. ويمكنه الآن بالاهتمام والعناية ان يدر الذهب من أعمال صيانة وإصلاح السفن واليخوت والمراكب التي تحتاج إلى هذا الأمر يومياً ودورياً واضطرارياً.. تخيلوا كم عدد السفن التي تعبر خليج عدن وتخيلوا ان عشرة بالمائة منها فقط تحتاج إلى أعمال الصيانة كم سيكون الدخل وكم ستشتغل أيدي؟ وكم سيصبح لدينا كادر فني محترف ؟ وكم ستستفيد السياحة في عدن من حلول أفراد أطقم السفن الراسية للصيانة مثلاً ونزولهم في المدينة ؟ وكم وكم؟
> إنها عدن.. منها انطلق أشهر التجار اليمنيين وكونوا ثرواتهم وتجاراتهم واليوم لا تجد تاجراً كبيراً أو متوسط الحجم إلا ويفرع نشاطاته نحوها.
واليوم كما هي مستمرة في عطائها الروحي للقلوب والنفوس ستستمر في عطائها المادي بل وستزيد وتزيد وتزيد، ولكن فقط وفق تفكير استراتيجي دقيق ومرتب يعقبه عمل منفذ ومراقب.
> عدن صندوق عجائب مدفون بما فيه من ثروات طبيعية واستثمارية فإما ان نتعامل مع محتويات الصندوق بتزامن واحد في التفكير والاستفادة وإما ان نترك الصندوق بعيداً عن متناول النبش والعبث.
> إنها عدن.. وذاك حديث قاصر عنها.

رد: عدن..عدن

الله عليك يا عدن والله ام الدينا

تسلم اخوي ازال على هذة المعلومات القيمة لعدن الحبيبة
تقبل مروري وتحياتي