جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الثأر.. ظاهرة قضي عليها الإسلام وشرع مكانها القصاص

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة الخلاقي2, نوفمبر 9, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    الخلاقي2

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    اكتوبر 10, 2008
    عدد المشاركات:
    255
    عدد المعجبين:
    5
    الوظيفة:
    طالب جامعي
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    الثأر.. ظاهرة قضي عليها الإسلام وشرع مكانها القصاص

    [IMG]
    الثأر... ظاهرة من أبشع الجرائم وأخطرها، ومن الملاحظ تفشى هذه الظاهرة في المجتمع وأينما انتشرت أوردت أهلها موارد الهلاك، فهى تفتح أبواب الشر، وتحوّل حياة الناس إلى صراعات لا تنتهي .

    وظاهرة الثأر من بقايا الجاهلية التي كانت منتشرة بين الناس قبل الإسلام، ولما أشرق الإسلام بتعاليمه السمحة، قضى على هذه الظاهرة وشرع القصاص، حيث يطبق بالعدل، ويقوم به ولي الأمر، وليس آحاد الناس حتى لا تكون الحياة فوضى.
    ولانهاء هذه الظاهرة لابد من التعرف إلى أسبابها والتى منها وأهمها ضعف الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ولا شك أن ضعف الإيمان يكون بسبب ضعف الأعمال الصالحة وقلتها، وتعتمد قوة الإيمان على زيادة الطاعات والقرب من الله سبحانه وتعالى، فمن سمات المؤمنين الكاملين ما ذكره الله تعالى في قوله في وصف الكاملين في إيمانهم {إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر اللهُ وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زداتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون• الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون• أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} الأنفال.
    وعن الأسباب المؤدية لانتشار هذه الظاهرة أيضاً يحدثنا الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة والفلسفة -جامعة الازهر- والذى يؤكد ان رواسب الحقد والضغائن وحب التشفِّي والانتقام من الاسباب الرئيسية للأخذ بالثار ، وقد نهى الإسلام عن هذه الرذائل التي تشعل نار البغضاء والانتقام، عن أنس رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) رواه البخاري ومسلم.

    فالشحناء التي تندلع في نفوس الكثير من الناس هي التي تشعل نار الثأر عند البعض ، ولذا كان الوعيد الشديد لأهل الشحناء، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال أَنْظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم، ويقصد النبى الكريم بكلمة (أنظروا) أمهلوا، اى اعطوه فرصة لعله يراجع نفسه .

    ولا ننسى وساوس الشيطان وما تلعبه من دور فى تغيير القلوب ، والانسان اليوم اذا اساء له أخوه في شيء فى الحال يكيل له الصاع صاعين، ويثأر للماضي، ويسلك سبيل الظلم والعدوان.
    ويقدم الدكتور السايح نصيحة لكل من تحدثهم أنفسهم إلى البعد عن ظاهرة الثأرقائلاً : أدعوهم إلى أن يتوبوا إلى الله تعالى حتى لا يموتوا على شعبة من شعب النفاق وضعف الإيمان لأن الثأر يخرج صاحبه من حظيرة الإيمان، ويلعب برأسه وساوس الشيطان ،ولننظر إلى رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة الحسنة نجده ما انتقم لنفسه قط، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أ [IMG]الدكتور عبد المعطي بيومين تُنْتَهك حرمة الله فينتقم لله تعالى) رواه البخاري ومسلم.
    ويفسر لنا الدكتور عبد المعطى بيومى استاذ العقيدة جامعة الازهر ، المقصود بقوله تعالى : {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ} [البقرة :194] ، تلك الآية التى قد يستند اليها من تسول له نفسه للأخذ بالثار بحجة انها تدعو للاعتداء على من اعتدى علينا ، يقول الدكتور بيومى :
    معنى الآية أن مَنْ قام بالبغي عليكم، فردوا عدوانه وبغيه، ودافعوا عن أنفسكم، وليس في الآية على الاطلاق تحفيز للمسلم على الاعتداء، والذى يؤكد كلامنا هذا ان الآية التي قبلها تدعو المسلم إلى ضبط ميزان القتال والعدل فيه، بأن يكون القتال في سبيل مبدأ درأ الفتن، لا للانتقام ، بل وتدعو ايضاً أن يقتصر على الظالمين لردعهم عن العدوان، يقول المولى جل وعلا : {وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة193].
    ثم إن الآية تزجر من يتوجه إلى الأخذ بالثأر؛ لأن الأخذ بالثأر ليس فيه عقاب بالمثل، فهو مجرد عادة جاهلية تقتضي بأن يقتل واحد من أهل القتيل واحدا من أهل من يظن أن فيهم القاتل، دون أن يلتفت إلى أنه هو القاتل الحقيقي أو لا، ودون أن يجري في ذلك تحقيق، ففى الآية أمر بالتحقق من أن العقاب مساوٍ للجرم، لا أزيد منه .
    ولا نفهم من ذلك ان الأمر برد الاعتداء في الآية الكريمة لا يعنى الوجوب، وإنما هو للإباحة، ولكن من أراد التسامح في حقه فالشرع الشريف يجيز له ذلك وله على هذا العفو جزاء عظيم، قال الله تعالى لنبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم- عند قتل عمه حمزة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} النحل، وقال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الشورى.
    أما أن يكون الانسان مظلومًا ويأمره الشرع الشريف بأن لا يرد الأذى عن نفسه، فهذا لا يناسب سائر النفسيات البشرية، فقد لا يقبل هذا القول كثير من الناس، فإذا ألزمتهم بذلك، وقلت: إن هذا هو أمر الله، فهي مصيبة عظيمة قد تخرج الناس من دين الله أفواجًا .

    فالإسلام شرع القصاص ، فمن قتل غيره بغير حق فلورثته القصاص من القاتل ولكن بالشروط المعترف بها شرعاً عن طريق ولاة الأمور كما يوضح لنا الدكتور طه الدسوقى حبيشى استاذ العقيدة جامعة الازهر ، : أما أن يتعدى هذا على هذا وهذا على هذا بغير نظام شرعي وبغير أمر شرعي فهذا لا يجوز؛ لأنه يؤدى إلى الفساد والفتن .
    فلابد في القصاص من شروطه المعتبرة أولاً : ثبوت القتل ثانياً : ثبوت المكافئة القاتل للقاتل ، ويكون ذلك عن طريق ولاة الأمور في البلد حتى لا يحصل الفساد والفتنة. أما ان يأخذ البعض الثأر من البعض اللآخر ، ويقتل بعضهم بعضاً من دون بصيرة ومن دون ولاة الأمور و ضبط للواجب فهذا لا يجوز ، وهذا يفضي إلى فساد كبير.
    فقد جاء الاسلام وامرنا ببطلان هذه العادة الممقوتة وهى أن يطلب الإنسان بدم قريبه القتيل، لكن لا عن طريق الشرع وتنفيذ حكم الله عز وجل ، ولكن تأخذه الحمية الجاهلة إلى أن يقتل من يدركه من أبناء عشيرة القاتل ، وقد كان العرب يفعلون ذلك في الجاهلية قبل الإسلام، الى ان جاء الإسلام وحرم ذلك فجعل المؤمنين كلهم منزلة النفس الواحدة قال تعالى {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَة} الحجرات ، وقال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} المائدة، وقال - عليه الصلاة والسلام -: عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره ).
    فقد حرم الإسلام أن يؤخذ المرء بذنب غيره قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}فاطر، والواجب على الدولة وعلى أبناء المجتمع التعاون على القضاء على هذه الظاهرة التي استبيحت بسببها الدماء والأموال .

انشر هذه الصفحة