جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الاندلس من الفتح السقوط 4

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة ابوحسام الخلاقي, اكتوبر 23, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    ابوحسام الخلاقي

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    مايو 29, 2008
    عدد المشاركات:
    86
    عدد المعجبين:
    6
    الوظيفة:
    كاي جنوبي
    مكان الإقامة:
    ارض الجنوب
    وادي برباط ، هذا العيد فتحت فيه مدينة مردة العظيمة و صالح أهلها على الجزية.



    يرسل موسى بن نصير إبنه عبد العزيز ليفتح مناطق أكثر ناحية الغرب فتوغّل في الغرب و هو رجل تربّى على الجهاد، فهو كأبيه و فتح كل غرب الأندلس في فترات قليلة معدودة و هذه المناطق هي دولة البرتغال الآن و لشبونة و شمال لشبونة.
    إذن دخول موسى بن نصير و دخول إبنه عبد العزيز كان دخولاً تكتيكيا لمساعدة طارق بن زياد.
    ذكرت بعض الكتب أنه لمّا التقى موسى بن نصير مع طارق بن زياد أمسك به و عنّفه و وبّخه بل قيدّه بل ضربه بالسوط و أبداً لم يحدث مثل هذا الكلام فلم تأتي هذه الروايات إلاّ في الروايات الأوروبيّة فقط. لكنّ الذي حدث بالفعل أنّ موسى بن نصير قد عنّف طارق بن زياد على معصيته في عدم البقاء في قرطبة. أو جيّان و الاستمرار حتى طليطلة. لكنّه كان نعنيفاً بسيطاً و كان لقاءاً حاراً بين الزعيمين منذ رمضان سنة 92 هـ و لم يلتقيا إلاّ في ذو القعدة سنة 94 من الهجرة.


    أي أن الحملة التي قادها طارق بن زياد أخذت عاماً كاملاً حتى وص إلى طليطلة و الحملة التي قادها موسى بن نصير أخذت عاماً كاملاً حتى وصل أيضاً إلى طليطلة ليقابل طارق بن زياد.
    اجتمعا سوياً و اتجها سوياً إلى فتح منطقة الشمال و الشمال الشرقي و الشمال الغربي.


    مرّا على سبيل المثال في الفتح بمنطقة برشلونة و فتحاها سوياً (نحن لا نعلم عن برشلونة إلا فريق كرة القدم)، و حكماها بحكم الله سبحانه و تعالى.


    انظر إلى الهمم العالية للأجداد السابقين للمسلمين. فتحوا مدينة سرقسطة أعظم مدن الشمال الشرقي و اتجها سوياً إلى منطقة شمال الوسط ثمّ إلى شمال الغرب.
    يرسل موسى بن نصير سرية خلف جبال البرينيه و هي الجبال التي تفصل بين فرنسا و الأندلس أي أنها تقع في الشمال الشرقي من بلاد الأندلس. عبرت هذه السرية جبال البرينيه حتى وصلت إلى مدينة تسمّى مدينة أربونة و تقع هذه المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط و أسّس نواة لمقاطعة إسلاميّة سوف تكبر مع الزمان كما سيأتي.


    أي أنّ سرية واحدة فقط هي التي فتحت بلاد فرنسا، ذهبت و فتحت مدينة كبيرة في جنوب غرب فرنسا. ( و من ضمن مناطق فرنسا التي فتحها المسلمون منطقة تدعى الآن الريفييرا تخيّلوا).


    اتجّه بجيشه إلى الشمال الغربي حتى وصل بجيشه إلى آخر مناطق الشمال الغربي، كل هذا و المدن تفتح للمسلمين حتى انتهى من فتح كل بلاد الأندلس في ثلاث سنوات و نصف.


    بقيت آخر منطقة من مناطق الشمال الغربي و هي منطقة الصخرة أو صخرة بيليه و هي تقع على خليج بسكاي و هو يقع على المحيط الأطلنطي.


    لم يستطع المسلمون أن يفتحوا هذه المنطقة في أقصى الشمال الغربي و حاصروها حصاراً طويلاً و كان موسى بن نصير رحمه الله يريد أن يكمل فتح هذه الصخرة، لكن وصلته رسالة عجيبة في هذه المنطقة !!!!!!!!!


    وصلته رسالة من أقصى بلاد المسلمين من دمشق من أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك يطلب أن يعود موسى بن نصير و طارق بن زياد أدراجهما إلى دمشق و لا يستكملا الفتح.


    حزن موسى بن نصير جداً من هذا الطلب العجيب في ذلك الوقت.


    كان الوليد بن عبد الملك هو المسئول عن كل هذه الأطراف الواسعة من بلاد المسلمين و كان يشغله هم هذه المناطق النائية، كان قد رأى أنّ المسلمين قد توغلوا كثيراً في بلاد الأندلس في وقت قليل. و خشي رحمه الله أن يلتفّ النصارى من جديد حول المسلمين. فإن قوة المسلمين مهما تزايدت في هذه البلاد فهي قليلة. فلا يريد أن يتوغل المسلمون أكثر من هذا.


    لكنّ هناك أمر آخر عجيب قد سمعه الوليد بن عبد الملك و هو أمر صحيح و لذلك أصّر على إستجلاب كل من موسى بن نصير و طارق بن زياد إلى دمشق. كان من الممكن أن يوقف الفتوح دون عودة موسى بن نصير و طارق بن زياد، لكن لماذا استدعاهما إلى دمشق؟


    لقد وصل إلى علمه أنّ موسى بن نصير يريد بعد أن يفتح بلاد الأندلس أن يفتح كل بلاد أوروبا حتى يصل إلى القسطنطينيّة من الغرب.


    كانت مدينة القسطنطينيّة قد استعصت على المسلمين من الشرق و كثيراً ما ذهبت جيوش الدولة الأموية إلى القسطنطينيّة و لم تفتحها.



    كان موسى بن نصير يفكر أن يفتح فرنسا ثم إيطاليا ثم يوغوسلافيا ثم رومانيا ثم بلغاريا ثم منطقة تركيا حتى يصل إلى القسطنطينيّة. يريد أن يتوغل بالجيش الإسلامي في قلب أوروبا منقطعاً عن كل مدد. أرعب هذا الأمر الوليد بن عبد الملك فلو احتاج هذا الجيش إلى مدد سيكون المدد على بعد شهور من الجيش و يفصل بينه و بين بلاد المسلمين بحار و جبال و أراضي واسعة فخشي الوليد بن عبد الملك على جيش المسلمين من الهلكة.



    لكن انظر إلى الهمّة العالية التي كانت عند موسى بن نصير و كان عندما يفكر في هذه الأفكار كان يبلغ من العمر 75 سنة و بالرغم من ذلك يركب الخيول و يجاهد في سبيل الله و يفتح المدينة تلو المدينة و يحاصر أشبيليّة شهوراً و يحاصر مرده شهوراً ثم يفتح برشلونة و سرقسطة و الشمال الشرقي ثمّ يتجه إلى الشمال الغربي و يتجه إلى الصخرة ثمّ يريد أن يفتحها و يتجه إلى فرنسا و إيطاليا و غيرها حتى يصل إلى القسطنطينيّة.. أي همّة هذه هي التي عند هذا الشيخ الكبير. كان قد بدأ فتح إفريقيا و قد تجاوز سن المعاش في زماننا هذا.


    يحزن موسى بن نصير حزناً شديداً على أمر الوليد بن عبد الملك له بتركه أرض الجهاد و كان متشوقاً جداً إلى الجهاد و كان يتعرض للشهادة. و كان حزنه شديداً لأنّ الصخرة لم تفتح بعد، و كان حزنه شديداً لأنه لم يستكمل حلم فتح القسطنطينيّة من قبل الغرب. و لكنّه لم يجد إلاً أن يسمع و يطيع الوليد بن عبد عبد الملك فأخذ طارق بن زياد و عاد أدراجه إلى دمشق و عندما وصل، وجد الوليد بن عبد الملك في مرض الموت و تولىّ الخلافة بعده سليمان بن الملك و كان من نفس رأي أخيه في استبقاء موسى بن نصير في دمشق خوفاً على هلكة جيش المسلمين.


    كان سليمان بن عبد الملك لعدها ذاهباً للحج و كان موسى بن نصير مشتاقاً للحجّ فقد عاش في أرض الجهاد في شمال أفريقيا و بلاد الأندلس أكثر من 10 سنين بعيداً عن دمشق. رافق موسى بن نصير سليمان بن عبد الملك إلى الحجّ عام 97 من الهجرة و في الطريق قال: (اللهم إن كنت تريد لي الحياة فأعدني إلى أرض الجهاد و أمتني على الشهادة و إن كنت تريد لي غير ذلك فأمتني في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم).


    ذهب موسى بن نصير إلى الحجّ و بعد حجه و في طريق عودته مات في في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم و دفن مع صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.


    انظر إلى حسن الخواتيم بحب الله سبحانه و تعالى و انظر إلى ما قدم في حياته حتى يصل إلى هذه المرتبة العظيمة أن يكون موصولاًَ بربه سبحانه و تعالى.


    انقطعت أخبار طارق بن زياد كلية عند هذه المرحلة عند عودته إلى دمشق مع موسى بن نصير و هل عاد مرة أخرى إلى الأندلس أم بقي في دمشق.



    لم تفتح منطقة الصخرة و ظل فيها طائفة من النصارى و تهاون المسلمون في فتحها و أغلب الظن أنّه لو كان موسى بن نصير و طارق بن زياد في هذا المكان ما تركوها. و من هذه المنطقة الصغيرة جداً في أقصى الشمال الغربي كانت نواة الممالك النصرانيّة التي سوف تنشأ بعد ذلك و يكون لها اليد في سقوط بلاد الأندلس.


    تنتهي فترة من فترات تاريخ الأندلس تسمى بعهد الفتح و يبدأ من سنة 92 من الهجة حتى 96 من الهجرة و تقسم الأندلس إلى عهود بحسب طريقة الحكم و بحسب نظام الملك في هذه الفترات.


    فالفترة الأولى سميت بعهد الفتح و هي ثلاث سنوات و نصف فقط و هذا بحساب كل العسكريين يعتبر معجزة عسكريّة بكل المقاييس أن تفتح كل هذه البلاد بكل الصعوبات الجغرافيّة التي فيها من جبال و أنهار و أرض مجهولة للمسلمين.



    يبدأ بعد هذه الفترة عهداً جديداً يسمى عهد الولاة.

انشر هذه الصفحة