جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

عندمـآ بـدأت بآلـصـلآة .. فإذآ بشـآب يقـوٍل جملـة [ طيـَـرت

موضوع في 'القصص والروايات' بواسطة ابا يوسف الخلاقي, سبتمبر 5, 2008.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابا يوسف الخلاقي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 21, 2008
    عدد المشاركات:
    454
    عدد المعجبين:
    10
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    :36_2_25:[IMG] عندمـآ بـدأت بآلـصـلآة .. فإذآ بشـآب يقـوٍل جملـة [ طيـَـرت عقلـي ] ..!
    القصه منقوله من :

    شريط دمعة من هنا ودمعة من هناك

    ل ابراهيم المرواني




    قصه قرأتها فتأثرت بها جداً ..

    يقوووول صاحب القصه :

    كنا في جده في بيت الوالده حفظها الله في صباح الجمعه ...

    وعند الضحى سألت خالي

    إيش رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك و نرجع على طول

    قال فكره طيبة ... نشرب الشاهي ونطلع

    قلت له الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان ..

    ولك علي اشتري لك شاهي عدني ما حصل من الخط ..

    عشان نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه ..

    كل أهل مكه يصلوا هناك .

    وحنا في الطريق السريع ...

    لفت نظري قبل مكه بحوالي

    خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد قليلا

    في الناحية الأخرى من الطريق ..

    ( بيت أبيض ) من بيوت الله ... مسجد ..

    ولفت نظري لعدة اشياء

    لونه ابيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية نسبياً

    مبني على أسفل سفح جبل أو على تلة تقريبا ..

    مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلا ...

    خا صة على كبار السن ..

    وإن كان واضحاً أنه من بنى المسجد بناه على هذه الصورة

    لأجل أن يبين للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجد

    المسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح ..

    كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ...

    و الجزء الخلفي متهدم تماما ..

    و لا يوجد فيه أبواب أو حتى شبابيك ..

    وليس أكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض


    لا أعلم لما بقي منظر هذا المسجد في قلبي ...

    وصورته لم تفارق مخيلتي أبدا ..

    هل يمكن لشموخه و وقوفه كل هذه السنين ...


    الله أعلم


    وصلنا مكه ولله الحمد ...

    وأوقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام

    وصلينا وسمعنا الخطبة

    بعد الصلاة ..


    ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العودة



    للمرة الثانية ... ولا أعلم لماذا ...


    ظهرت صورة نفس ذاك المسجد في بالي


    ( المسجد الأبيض المهجور )


    جلست أكلم نفسي ... بعد قليل سوف يظهر لنا المسجد


    جلست التفت لليمين وأنا أبحث عنه


    اذكر أن بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني


    بحوالي خمسمائة متر


    و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه


    مررت بجانب المسجد ونظرت إليه ..


    ولكن لفت انتباهي شيء


    ( سيارة ) .. فورد زرقاء اللون تقف بجانبه


    ثواني مرت وأنا أفكر ..

    لماذا تقف هذه السيارة هنا ؟ ..

    وما هي قصة صاحبها ؟ ..

    ثم اتخذت قراري سريعا

    هدِّأت من السرعة

    وتوقفت عند اليمين من الخط الترابي ناحية المسجد ...

    ليقضي الله أمرا كان مفعولا ...

    وسط ذهول خالي وهو يسألني


    خير إن شاء إيش فيه ؟؟؟


    خير صار شي ؟؟؟


    اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني

    حيث الخط الترابي لحوالي خمسمائة متر .. ثم لليمين مرة أخرى ...

    ثم داخل أسوار لمزرعة قديمة ...

    حتى توجهت للمسجد مباشرة


    سألني خالي : خير .. إيش فيك ؟ رد علي


    قلت أبداً .. بأشوف راعي هالسيارة إيش عنده


    قال ... مالنا ومال الناس


    قلت : خلينا نشوف ..

    وبالمرة نصلي العصر..

    أعتقد أذن خلاص


    شعر خالي بأنني مصمم ومتجه بقوة للمسجد فسكت


    تركنا السيارة في الأسفل ...

    ومشينا حتى وصلنا للمسجد ...



    وإذا بصوت عالي ... يرتل القرآن باكياً ..

    ويقرأ من سورة الرحمن ...

    وكان يقرأ هذه الآية بالذات



    ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )


    فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة ..

    لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه

    لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد ...

    المهدوم ثلثه ... والذي حتى الطيور لا تمر عليه



    دخلنا المسجد ..



    وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ...

    في يده مصحف صغير يقرأ فيه ...

    ولم يكن هناك أحدا غيره


    وأؤكد


    لم يكن هناك أحداً غيره


    قلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نظر إلينا وكأننا أفزعناه ...

    مستغربا من حضورنا .. ثم قال :


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    سألته : صليت العصر ؟


    قال : .... لا


    قلت : طيب أذنت ؟


    قال : لا... كم الساعة ؟


    قلت : وجبت خلاص


    فقمت وأذنت .. وعندما بدأت بإقامة الصلاة ..


    وجدت الشاب ينظر بإتجاه القبلة و يبتسم


    غريبة ابتسامته !!!


    يبتسم لمن ؟ ؟


    وما السبب !!!


    وقفت لأصلي ...

    وإذا بي أسمع الشاب يقول ( جملة )

    طيرت لي عقلي تماما

    قال بالحرف الواحد

    ( أبشر ... جماعه مرة وحدة )


    نظر إلي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ...

    ثم كبرت للصلاة وأنا عقلي مشغول بتلك الجملة


    ( أبشر جماعة مرة وحدة )


    مع من يتكلم ؟؟؟ .. لم يكن معنا أحد !!! ..


    أنا متأكد أن المسجد كان فارغاً ...


    هل من الممكن أن يدخل أحد دون أن أراه ...


    هل هو مجنون ... لا أعتقد ذلك أبدا ...

    طيب .. مع من يتكلم !!!


    صلَّى خلفي ... وأنا تفكيري منشغل به تماما


    بعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم ..

    وحين أشار إلي خالي بالانصراف.. قلت له ..

    اسبقني أنت وانتظرني في السيارة


    نظر لي ... كأنه خائف علي من هذا الشاب الغريب


    الذي يتوقف عند مسجد مهجور


    الذي يقرأ القرآن في مسجد مهجور


    الذي لا نعلم من مع كان يتحدث ... حين يقول


    ( أبشر جماعة مرة وحده )


    أشرت إليه .. أني جالس قليلا


    نظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ...

    ثم سألته :

    كيف حال الشيخ ؟


    فقال : بخير ولله الحمد


    سألته : ما تعرفت عليك


    فلان بن فلان


    قلت : فرصة سعيدة يا أخي ...

    بس الله يسامحك ..

    أشغلتني عن الصلاة


    سألني : ليش ؟


    فقلت : ... وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول


    أبشر جماعة مرة وحده


    ضحك ... وقال : وإيش فيها؟


    قلت : ... ما فيها شيء بس .. إنت كنت تكلم مين !!!


    ابتسم ... ونظر للأرض وسكت لحظات ...

    وكأنه يفكر .. هل يخبرني أم لا ؟


    هل سيقول كلمات أعجب من الخيال ..


    أقرب للمستحيل ..


    تجعلني أشك بأنه مجنون


    كلمات تهز القلوب


    تدمع الأعين


    أم يكتفي بالسكوت!!!


    قال : لو قلت لك .. راح تقول علي مجنون


    تأملته مليا ... ثم ... ضممت ركبتي لصدري ...

    حتى تكون الجلسة أكثر حميمية ..

    أكثر قربا .. أكثر صدقا ..

    وكأننا أصحاب من زمان


    قلت له : .. ما أعتقد انك مجنون ...

    شكلك هادئ جدا ...

    وصليت معانا ولا سمعت لك حرف


    نظر لي ... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة ..

    جعلتني أفكر فعلا ..

    هل هذا الشخص مجنون !!!


    قال : كنت أكلم المسجد


    قلت : .. نعم !!!


    كرر ما قال : كنت أكلم المسجد



    سألته حتى أحسم هذا النقاش مبكرا :

    ... وهل رد عليك المسجد ؟


    تبسم ... ثم قال .. ما قلت لك ...

    راح تقول علي مجنون ..

    وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارة


    تبسمت ... وقلت كلامك مضبوط ..

    طالما إنها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!!



    فرد قائلاً : هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية الله



    سبحان الله ... كيف أنكر وهذا مذكور في القرآن



    طيب ... و قوله تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )


    قلت : ما ني فاهمك



    سأخبرك



    نظر للأرض فترة وكأنه مازال يفكر



    هل يخبرني ؟؟



    هل أستحق أن أعلم ؟؟



    ثم قال دون أن يرفع عينيه



    أنا إنسان أحب المساجد ..

    كلما رأيت مسجداً قديماً أو مهدماً أو مهجوراً ..

    أفكر فيه ...


    أفكر في الأيام التي كان الناس يصلون فيه


    وأقول .. الآن تلقى المسجد مشتاق للصلاة فيه ..

    تلقاه يحن لذكر الله


    أحس ... أحس أنه يشتاق للتسبيح والتهليل فيه ..

    يتمنى لو تقرأ فيه آية تهز جدرانه ..


    وأفكر .. وأفكر ..


    يمكن أن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنة مشتاقة ...

    و تتمنى أن تنادي ... حي على الصلاة ...

    وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب بين المساجد ..

    يتمنى ركعة .. سجدة ..

    أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله ..

    ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ


    ( الحمدلله رب العالمين )


    فقلت في نفسي .. والله لأطفئ شوقك ..

    والله لأعيد فيك بعض أيامك .. أقوم فأنزل ...

    وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآن


    لا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... أحب المساجد


    أدمعت عيني ...

    نظرت في الأرض مثله لجل ما يلاحظها ..

    من كلامه .. من إحساسه .. من أسلوبه ..

    من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد


    لم أجد كلام يقال .. واكتفيت بكلمة ..

    الله يجزاك كل خير


    بدأ خالي يضرب لي بوق السيارة ليستعجلني ..

    فقمت ... وسلمت عليه ... وقلت له ...

    لا تنساني من صالح دعائك


    وأنا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض


    تدري .. إيش أدعي دائما وأنا خارج


    نظرت إليه وأنا أفكر ..

    كنت أتمنى أن يطول الزمن وأنا أنظر إليه ..

    من كان هذا فعله .. كيف يكون دعاءه ...

    ولم أكن أتوقع أبدا هذا الدعاء


    اللهم



    اللهم



    اللهم



    إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ...


    وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم ..


    فآنس وحشة أبي في قبره وأنت أرحم الراحمين


    حينها تتابع الدمع من عيني ..

    ولم أستحي أن أخفي ذلك ..

    أي فتى هذا ؟؟ .. وأي بر بالوالدين هذا


    ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثله


    كيف رباه أبوه .. وأي تربية ..

    وعلى أي شيء نربي نحن أبناءنا



    هزني هذا الدعاء ...

    إكتشفت أني مقصر للغاية مع والدي رحمه الله ..

    كم من المقصرين بيننا مع والديهم

    سواء كانوا أحياء أو أموات


    أرى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجنازة

    أو حين دفن الأب ... أراهم يبكون بحرقة ...

    يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي ...

    يقطع نياط القلوب ... و أتفكر ..

    هل هم بررة بوالدهم أو والدتهم إلى هذه الدرجة ..

    أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم

    بوالديهم !!! ..

    أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ...

    لكلمة أب .. أو لكلمة أم .....

    وياليت شباب المسلمين يتأثرون ويتخذون من هذا الشاب قدوةً لهم



    منقووووول للفائدة



    وصلى الله وسلم على الحبيب المصطفى

انشر هذه الصفحة