جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

حرب القوقاز امتحان لتركيا هل تتجاوزه

موضوع في 'الاخبار العالمية' بواسطة ابا يوسف الخلاقي, أغسطس 21, 2008.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابا يوسف الخلاقي

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    يناير 21, 2008
    عدد المشاركات:
    454
    عدد المعجبين:
    10
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    مملكة البحرين
    :14_6_11[1]:حرب القوقاز
    امتحان جديد لتركيا‏..‏ فهل تتجاوزه؟
    رسالة أنقرة‏:‏ أسامة عبدالعزيز

    جانب من القوات الروسية داخل اراضى جورجيا
    وقفت تركيا خلال حرب الأيام السبعة بين روسيا وجورجيا كمن عليه الاختيار بين مسارين كلاهما مر‏,‏ إذ إن التحدي الخارجي الذي واجهته أنقرة منذ اندلاع الحرب في القوقاز كان الأصعب منذ احتلال العراق‏,‏ وأصبحت حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان في موقف لا تحسد عليه‏,‏ ومن ثم وجدت نفسها أمام اختيار جديد يحتم عليها ضرورة تجاوزه عبر آليات مغايرة لكل الأزمات التي تعرضت لها خارجيا بما فيها أزمة احتلال أمريكا لجارتها العراق‏.‏

    وتشير القراءة السريعة لما تحمله خريطة المنطقة التي تقبع بها تركيا والتطورات الاستراتيجية لعلاقات تركيا مع كل من محور الأطلسي أوروبا ـ جورجيا في مقابل علاقاتها الروسية المنتعشة منذ سنوات‏,‏ إلي الهم التركي في ضرورة الحفاظ علي علاقات متوازنة وجيدة مع الطرفين الروسي والأطلسي‏,‏ ولكل بطبيعة الحال أسبابه‏,‏ فأنابيب النفط عبر خطي باكو ـ تبليسي ـ جيهان وباكو ـ تبليسي ـ أرضروم لنقل الطاقة من منابعها في وسط آسيا دول الاتحاد السوفييتي السابق الي قلب أوروبا وأمريكا لا قيمة لها من دون مرفأي جيهان وارضروم التركيين‏,‏ وأي استهداف للخطين بعد تمكن خصوم روسيا من انشائهما لفك تبعيتهم النفطية عن موسكو وطهران سيفقد تركيا دورها المركزي في قلب الحلف الأطلسي سياسيا وكذلك كوسيط نفطي يؤمن نقله السريع الي الغرب الأطلسي‏.‏

    والشواهد تشير في مجملها الي أن تركيا الجديدة قامت منذ‏6‏ سنوات علي استعادة دور مميز مع أعداء الأمس وفي مقدمتهم روسيا‏,‏ واستطاع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وفريقه نسج أفضل العلاقات مع موسكو ابان فترة الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء الحالي بوتين‏,‏ حتي إن التبادل التجاري بين بلديهما بلغ‏28‏ مليار دولار سنويا لتكون روسيا الشريك التجاري الأول لأنقرة في الوقت الذي يبلغ فيه حجم تجارة تركيا السنوي مع جورجيا نحو‏945‏ مليون دولار سنويا‏.‏

    وبطبيعة الحال ومنذ فجر يوم الجمعة قبل الماضي‏,‏ لحظة إقدام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي علي قراره اجتياح أوسيتيا الجنوبية‏,‏ شعر المسئولون الأتراك بأن دورهم الإقليمي والعالمي الذي تحقق بعد جهد شاق بات مهددا الي درجة أن دعوات المحللين لحكام أنقرة انهالت عليهم منذ اليوم الأول لعملية الاجتياح لحثهم علي التدخل وتأدية دور الوسيط بين الطرفين المتحاربين قرب حدودهم علي نسق ما يفعلونه حاليا بين إسرائيل وسوريا وما يفعلونه في أزمة الملف النووي الإيراني عبر استضافتهم للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحثه علي إنهاء الأزمة‏.‏

    ولأن حكام أنقرة أدركوا أن القضية أكبر منهم فلم تخرج عنهم أي تصريحات تشير الي انحيازهم الي أي طرف وتمنوا فقط أن يسجلوا في رصيدهم نقطة تجعل منهم وسيطا ينهي الحرب وفهموا أن عليهم المحافظة علي حيادهم ليتمكنوا من تأدية دور العراب لتسوية جماعية للأزمة بما أن وقف اطلاق النار لن ينهي الصراع نهائيا‏.‏

    ومن ثم بات السؤال المطروح علي الساحة متمثلا فيما يمكن أن تقدمه تركيا لحل المشكلة والتحدي الخارجي الذي فرض نفسه عليها؟ وما إن طرح السؤال من قبل قادة الرأي العام حتي جاء الرد سريعا وحاسما وبشكل عملي وهو أن هذه الأزمة في حاجة الي تسوية جماعية وأن العلاج يستوجب أن يكون علي مستوي عالمي عبر المشروع الذي أطلقه رئيس وزراء تركيا من خلال ميثاق القوقاز‏,‏ أو التحالف من أجل القوقاز‏,‏ بعدما عرضه علي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون‏.‏

    وينص اقتراح الوثيقة‏,‏ حالما تهدأ النفوس وتبرد المدافع‏,‏ علي إنشاء منظمة دولية تهتم في الأساس بالسلم الإقليمي من بوابة الحفاظ علي الأمن النفطي علي أن تكون برعاية الأمم المتحدة وتكون شبيهة بمنظمة دول بحر قزوين‏.‏

    ويعتمد مقترح أردوغان علي أن تضم المنظمة الجديدة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وآخرين من الفاعلين في القوقاز‏,‏ بهدف تنسيق المصالح المشتركة وعقد قمم دورية للاتفاق علي سياسات موحدة علي الصعيدين الأمني والنفطي‏.‏

    غير أن السؤال الأهم في تلك اللحظة الفارقة هو‏:‏ هل ستقبل موسكو أن تقف كمجرد متفرج علي ما يحدث في منطقة البحر الأسود وعلي حدودها علي حد تعبير الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بنفسه قبل يومين‏,‏ سيما أنها تعلم بترحيب سريع من عواصم دول الحلف الأطلسي علي الاقتراح التركي؟‏!‏

    وكان رئيس الوزراء التركي قد بدأ يوم‏13‏ الحالي في زيارة مكوكية عاجلة برفقة وزير خارجيته علي باباجان شملت موسكو وتبليسي في محاولة لإنهاء الحرب الناشبة في جورجيا‏,‏ وأصدرت رئاسة الوزراء التركية تصريحا جاء فيه أن زيارة أردوغان تستهدف المساهمة في إحلال سلام واستقرار المنطقة‏,‏ ومن جانبه أوضح الرئيس التركي عبدالله جول أن تشكيل اتحاد يضم دول القوقاز سيسهم كثيرا في تطويق صراعات مستقبلية محتملة في المنطقة‏,‏ كما سيسهم في ترسيخ الاستقرار في دولها‏.‏

    ومهما يكن من أمر‏,‏ فإن تركيا تدرك جيدا أن الأزمة الناشبة بين روسيا وجورجيا أكبر بكثير من قدراتها‏,‏ ولهذا لجأت دون تفكير الي الحل الجماعي وتتمني أن يتحقق الحل سلميا حتي تحافظ علي دورها الإقليمي الذي تحقق‏,‏ في منطقتا‏,‏ وحتي لا تفقد دورها المركزي في قلب الحلف الأطلسي سياسيا وكوسيط يؤمن نقل النفط الآسيوي الي دول أوروبا وأمريكا‏.‏

    :14_6_13[1]:

انشر هذه الصفحة