المرحاض المليونير

المرحاض المليونير

هناك محطة فضائية سوفيتية هي الوحيدة من نوعها في العالم والتاريخ، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي صار الأمريكان شركاء للروس في تلك المحطة، وصار هناك برنامج روسي - أمريكي مشترك لعلوم الفضاء.. المحطة بيت يعيش فيه حاليا 3 أشخاص.. وتم حتى الآن إنفاق 100 مليار دولار على تلك المحطة.. وفجأة «باظت« دورة المياه في المحطة (والله وحده يعلم ما إذا كانت الأشياء الرطبة التي كانت تلامس وجهك خلال تلك الفترة ناتجة عن رطوبة الجو أم بسبب «عمايل« الطيور التي لا تستحي من قضاء حاجتها وهي متحركة، أم بسبب بوظان دورة المياه الفضائية تلك!)، المهم تحركت مؤسسة الفضاء الروسية روسكوسموس بسرعة وشحنت الى ولاية فلوريدا الأمريكية معدات إصلاح دورة المياه تلك بالحقيبة الدبلوماسية تفاديا للجمارك،
وهناك التقطت وكالة ناسا الأمريكية المعدات ووضعتها على متن مركبة الفضاء ديسكفري ومعها سباك مستهبل، ويوم الأربعاء 4 يونيو الجاري، جاءت مكالمة هاتفية من السباك: كل شيء تمام والحمام شغال مزبوط، ولن يعاني الجماعة من الإمساك الإجباري بعد اليوم.. إصلاح الحمام كلف الطرفين 450 مليون دولار.. دبليو سي بـ450 مليون دولار.. مرحاض يستخدمه ثلاثة أشخاص، وحصة كل واحد منهم من عملية الصيانة هذه 150 مليون دولار.. أليس هذا هو الاستهبال بعينه؟ هذا هو العلم الذي لا ينفع.. هذا هو السفه.. لا تقل لي ان مقتضيات البحث العلمي تحتم ذلك.. كم ستكون كلفة ذلك البحث العلمي اذا كانت كلفة الدبليو سي وحده تكفي لبناء عشرين مستشفى بمواصفات عالية؟ وهل سمعت أبدا أن التريليونات التي تم إنفاقها على غزو الفضاء خلال خمسين سنة عادت بفائدة واحدة على البشرية حتى الآن؟ أكثر بلد تضايق من حكاية الدبليو سي «المليونير« كانت اليابان، فقد تزامن إصلاح ذلك الحمام مع اكتمال تشييد مختبر بتمويل ياباني قدره مليار دولار على متن المحطة الفضائية ولكن علماء الفضاء ووسائل الإعلام انشغلت بالمرحاض ونسيت أمر المختبر وهناك خطط تجري على قدم وساق في روسيا والولايات المتحدة لإطلاق مركبات مأهولة تهبط على كوكب المريخ انطلاقا من المحطة الفضائية الدولية، وما لا يعرفه هؤلاء الدراويش هو أن مواطنين يمنيين رفعا في عام 1998 مذكرة الى السفارة البريطانية في صنعاء يؤكدان فيها بالمستندات ان المريخ مسجل باسم جدهما الأكبر، وتحمل توقيع نبي الله سليمان - عليه السلام - وأن على كل من ينزل على المريخ أن يدفع «الإيجار« بواقع 10 آلاف دولار لليوم الواحد (أليس هذا أجرة ليلة واحدة في بعض فنادق العولمة التي شيدت في منطقة الخليج مؤخرا؟) .. إذن يا بلاش على الأمريكان ان يقيموا في المريخ نظير أجر رمزي! فقط نتمنى ان يشيدوا على ذلك الكوكب دورات مياه بنظام صرف متقن حتى لا تنزل بلاويهم على رؤوسنا ونحن مش ناقصين بلاوي مصدرها الأمريكان. :36_1_42: