اليمن السعيد والكويت الحزينة

مـقـالات الـيـسـار

اليمن السعيد والكويت الحزينة
كتب:أحمد بودستور
تعيش البلد هذه الايام عرساً ديموقراطياًَ ولكن تفسده بعض المشاهد الحزينة فالحيرة ترتسم على الوجوه والكآبة تلف المدينة وهناك انطباع لدى الكثير من المواطنين ان الكويت مختطفة ورهينة بيد بعض المتنفذين من اصحاب المصالح الذين تحركهم مصالحهم الشخصية واحقادهم الدفينة.
نريد ان نستعرض بعض المشاهد الحزينة والمزعجة للمواطنين مثل جرافات البلدية التي تدهم وتزيل الدواوين والسطحات التي تجوب شوارع الكويت وهي تنقل الدواوين التي تم تفكيكها وتم بيعها بتراب الفلوس.
هناك الكثير من المواطنين تضرروا من جراء تطبيق هذا القانون المجحف والظالم فهذه الدواوين كلفتهم الكثير من الاموال وتحفظ ابناءهم من الضياع وتوثق الروابط الاجتماعية بين الاهل والاصدقاء وهنا أود ان أذكر قصة مواطنة كبيرة في السن وام لشهيد امام بيتها ديوانية كان يلتقي فيها ابنها الشهيد وأصدقاءه وبعد استشهاده استمر اصدقاؤه في الاجتماع في الديوانية بطلب من ام الشهيد وفاء لذكراه وهي ديوانية متواضعة.
حاولت هذه المواطنة بشتى الوسائل مع فريق الإزالة ولكن دون جدوى ولم يرحم هؤلاء القساة توسلات ودموع هذه العجوز وهناك الكثير من القصص الانسانية التي تثبت تعسف الحكومة في تطبيق هذا القرار الظالم بصورة انتقائية على اهل الكويت وتركت تجاوزات في الشاليهات والشويخ الصناعية وغيرها.
من المشاهد الحزينة منظر المدرعات والطائرات والقوات الخاصة وهي تدهم الدواوين بحجة مكافحة الفرعيات فروعت الناس الآمنين واثارت الكثير من التساؤلات لانها مارست التفرقة العنصرية فهى تركت تكتلات وتجمعات سياسية تختار مرشحيها واستهدفت بعض المناطق بطريقة انتقامية سواء لمكافحة الفرعيات او شراء الاصوات.
قبل ايام وخلال انعقاد المنتدى الاسلامي حدثت ازمة وزحمة خانقة في المرور وعانى المواطنون والمقيمون الامرين بسبب هذا التخبط في وزارة الداخلية حيث غرقت القيادات الامنية في شبر ميّه!! ولا ندري كيف يمكن تحويل الكويت لمركز مالي وتجاري والتي تتطلب اقامة معارض وعقد مؤتمرات بهذه الامكانيات المتواضعة في وزارة الداخلية التي تستعرض عضلاتها على المواطنين وخاصة في تطبيق قانون المرور الجديد المثير للجدل لانه يعتمد على زيادة كبيرة في قيمة الغرامات وكأنها تريد ان تشفط زيادة الرواتب الجديدة من جيوب المواطنين وتغطي على عجزها في حل المشكلة المرورية التي من أهم أسبابها غياب التخطيط وسوء الادارة والفساد الاداري والمالي حيث ان %80 من مباني الوزارة مستأجرة ودورياتها مكسرة ومخافرها خاوية على عروشها بسبب غياب الخوافر وتطفيش رجال الامن ولهذا نعتقد ان قانون منع استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة سيكون مصيره مصير استخدام الطفايات وحزام الامان.
ايضا من المشاهد الحزينة انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق قبل ايام مما جعل المواطنون يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من انقطاع الكهرباء في موسم الصيف رغم حملة الترشيد!! التي ذهبت تكلفتها والبالغة عشرة ملايين دينار لتغطية مصاريف الحملة الانتخابية لاحدى الجماعات الاسلامية التي كشفت ذمتها المالية التي تتغنى بنظافتها الفضيحة المدوية في الدائرة الثالثة!!
هناك مشهد حزين فيه اهدار لكرامة المواطنين ويتمثل في طوابير المحتاجين منهم امام بيت الزكاة بسبب تورطهم بقروض سببها تجاوزات البنوك الجشعة وايضا غلاء الاسعار الذي تسبب فيه جشع التجار ولكن الحكومة تتجاهل معاناة المواطنين وتبخل عليهم حتي بصندوق المعسرين.
على النقيض تماما نجد اموال وخيرات الكويت تبعثرها هيئة الاستثمار على دول كانت مواقفها مشينة وضد الحق الكويتي ايام الاحتلال فقد صرح سفير الكويت في اليمن ان استثمارات الكويت في اليمن خلال اربعة اشهر بلغت ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار وهذا المبلغ يكفي لبناء مدينة جامعية مدينة طبية واخرى رياضية علاوة على محطات لتوليد الكهرباء وتوفير حياة كريمة للاسرة الكويتية ولكن للاسف فالحكومة لايهمها ان تكون الكويت حزينة ولكن يهمها ان يكون اليمن سعيدا.
نأمل ونتمنى ان تكون نتائج الانتخابات البرلمانية في مستوى الطموحات وان يصل الى البرلمان اعضاء حريصون على كرامة المواطن الكويتي كحرص الحكومة على كرامة رعايا الدول الاخرى.
aldostor@alwatan.com.kw

تاريخ النشر: السبت 3/5/2008