جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

التفكير بالجسد..!!

موضوع في 'مجلس المواضيع المميزه' بواسطة بوخالد قطر, إبريل 18, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    بوخالد قطر

    • عضو جديد
    تاريخ الإنضمام:
    إبريل 2, 2008
    عدد المشاركات:
    530
    عدد المعجبين:
    1
    كما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ,
    فإن نعمة العقل إكليل يجمل رؤوس العقلاء , ويفترض ألا يراه إلا الحمقى !
    ولكن ..
    ولأن الحمقى لا يجيدون التفكير بالعقل , فإن نعمة العقل هي النعمة الوحيدة التي لايراها أحد
    لامالكوها .. ولا فاقدوها !
    برغم تشدقنا جميعا عقلاء وحمقى بأننا نعمل عقولنا في كل شيء , بينما الحق أننا (( نستأجر ))
    أجسادنا للتفكير , لتنوب عن عقولنا التي عقلناها وكبلناها حتى لا تتصدى لأجسادنا فتفسد
    عليها التفكير الجسدي الهادر الذي هو في مقابل التفكير العقلي الهادئ ,



    أقرب الأدلة الملموسة على أننا نفكر في الأغلب بأجسادنا وليس بعقولنا ,
    هو أن تكاشفوا أنفسكم بنوعية السلوكيات التي تصدر عنكم ثم تتبعوا مصدرها لتعرفوا إن كانت
    قد صدرت عن العقل أو مرت به , أم أنها لم تعرف طريقه يوماُ مــــا ,,


    الجسد ينزع دوما إلي تحقيق الشهوات فهو وسيلتها وهي غايته وبخاصة شهوتي الجوع والجنس ,
    بينما تقوم الحواس المختلفة بخدمة هاتين الشهوتين , فنرى ونسمع ونلمس ونشم ونذوق كل مايحركها ,
    بينما خلق الله العقل لتمر عليه كل من المثيرات التي تتلقاها الحواس المختلفة فيعقلها ,
    والأستجابات التي تصدر عن الأجساد فيحجمها ويخلصها مما لايتفق مع الدين والأخلاق
    والتقاليد والمنطق .. وكل ماارتضيناه حكما بيننا وبين سلوكياتنا ,,


    بهذا المنطق البسيط نستطيع أن نقرر بلا أدني (( تجمل أو كذب )) أننا نلعب دوما لعبة (( التفكير بالجسد ))
    ثم نجتهد بعد حدوث الفعل لا قبله كما يجب أن يكون , في أن نفلسف ماصدر عنا من سلوك جسدي
    لنقدم لأنفسنا كذبا وللأخرين تجملا مايبرر هذه السلوكيات ويثبت أننا قمنا بها عن تفكير عاقل لا عن رد
    فعل جسدي محض ,,

    إن معظم سلوكياتنا لا تخرج عن كونها ردود أفعال والقليل منها أفعال ويسهل أن ندرج النوع الأول
    تحت مسمى التفكير بالجسد ,
    فنحن نغار وننفعل إذا لم تتحقق مطالبنا ونغضب وننافس ونعادي ونشتهي ,
    ونحن نعلم علم اليقين أن الغيرة والأنفعال والغضب والمنافسة كلها شهوات لا عقلانية
    لو أنها مرت على العقل ماغضبنا لأننا مأمورون عقلاُ ألا نغضب , ولا نافسنا من دون شرف لأن عقولنا
    تعرف أن من أخذ من أخيه حقا من دون وجه حق فسيتبوأ مقعده من النار, وهذا كله لايعرفه
    العقل , لكننا نفعله في غفلة منه وبحضور كامل للجسد وشهواته ,
    ثم نفكر بعد ذلك بعقولنا لنبرر ونعلل مافعلناه , فمعظمنا لا يستطيع أن يقاوم القوة الشهوانية التي تحرك
    مصالحه وأغراضه الجسدية ,,


    ربما يكون من المجدي أن نجرب ألا نفعل شيئا إلا بعد تمرير الفعل على العقل أولا , لا بعد الفعل
    بالرغم من علمنا بإمكانياته التي تتفاوت من شخص لآخر , لكنها في أسوى الأحوال ستهذب
    السلوك لتجعله في حال أفضل من السلوك الجسدي الفج الذي يساوينا بخلق الله الآخرين ,
    ممن لم يكرمهم بنعمة العقل , وبالتالي لا ينتظرهم حساب ,
    لن يفلح إلا أولو الألباب الذين ليس لأجسادهم عليهم أدلة إدانه تنطق بها يوم تنطق أيديهم
    وأرجلهم بما كانوا يعملون ,


    تبادل المواقع بين الأجساد التي خلقت (( للإذلال )) والعقول التي خلقت (( للتكريم ))
    ليس في صالح كليهما ,
    وليس هناك صعوبة في وقف مهزلة التصدى بالأجساد لمتغيرات الحياة اليومية ,
    إلا لدى ذوي الأجساد التي تنزف عافية , بينما العقول عطشى منها لقطرة !

انشر هذه الصفحة