جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الفيدرالية و''معلامة الفقي عولقي'' ( بقلم : محمد أحمد البي

موضوع في 'مجلس المواضيع المميزه' بواسطة ابو الأحمدين, إبريل 18, 2008.

    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    قرأت ما ذكره الأستاذ والسياسي السيد عبدالله سلام الحكيمي ، حول مشروع الإمام يحي بن حميد الدين، وعدة أراء سياسة أخرى، وكانت كلها آراء عظيمة ومفيدة ، وأنا شديد الاحترام لرأيه وعملة السياسي وثقا فته، وله أيضا تاريخ سياسي حافل، وفترة كفاح مهمة. يا سيدي .. لقد وضعت النقاط على الحروف، وتكلمت عن علم وفهم وثقافة، والتي تكتسب عبر التجارب والسنين، وليس وليدة يوما أو بعض يوم، ومثلك غني عن تعريفي. أود أن أشير هنا، هو هذا الموضوع التاريخي الهام، وهو مشروع الإمام يحي عام 1924 ، حول الفيدرالية وتأسيس نظام فيدرالي لعموم اليمن. بكل أدب أختلف معه في الرأي كليا، حول هذا الموضوع، وسأشرح وجهة نظري.

    كان الإمام يحي، إمام ديني يعتنق مذهب ديني وهذا المذهب هو المذهب الزيدي ،كما يعتقد يعطية الحق الإلهي ، في امتلاك الأرض والبشر ، وكان الإمة طوال السنيين يسيروا حول هذا المنهاج المقدس ، وكان في اعتقادهم ، أن أي فرد أو جماعة في الدولة تخالف المذهب الزيدي ، يعتبرون "كفار تأويل" أو "فساقا" ، ، وسأرفق ما أقول بالوثائق والمراجع التاريخية، من أمهات الكتب. لقد صارع الإمة الأتراك، ليس من أجل اليمن وألإنسان، بل الوصول إلى الحكم والخراج، وكان الإمة يحاربوا الأتراك، بمنظور أنهم "كفار" ، منذ عصر الإمامة حتى يومنا هذا ، عصر دولة عصابة صنعاء ، كلاهما يحمل هذا الهم التاريخي "شمللت" الجنوب ، وتحويلة إلى مخلاف شمالي، إن الجنوب العربي وطن وهوية وأرض عبر العصور، وعجز الجميع عن طمس هذه الهوية.


    من خلال ألإطلاع على ما جاء في بنود المشروع الفيدرالي الذي ذكره أستاذنا الكريم عبدالله، ويبدو لي وفي رأي إنه لا يمت بأي صلة للفيدرالية، من نصوص أو حتي طريقة كتابته، أنه يبدو لي وكأنه أمر أمامي للسلاطين وحكام الجنوب ، ويتحدث فية الإمام يحي بطريقة وكأنه يملك الجنوب، بطريقة إمامية متعالية ، وكأنه في أمر مفروض منه ولا جدال فيه، يخاطب الإمام يحي سلاطين وشيوخ ، قد سبقوا منطقته بتقدم عمره ما يقارب 85 سنه ، من الوثيقة وصياغتها ونبرتها ، كأن السلاطين والحكام ، عيال في "معلامة الفقي عولقي" في حافة حسين ، ، وكأن الإمام أصبح ، الفقي حامد عولقي معلم الأطفال المشهور ، رحم الله هذا المعلم العظيم ووالد أستاذ أبناء عدن محمد حامد عولقي، إن ما يدعو إلى الدهشة ، أن تكون الأمور بهذه البساطة والسطحية عند الإمام، كان في حينها لا يملك محطة كهرباء أو جهاز دولة أو جيش أو شرطة أو ميناء ، أو مطار ، لا يملك شيئا من مقومات الدولة مطلقا ، أي فدرالية أو وحدة هذه التي يتحث عنها في خطابه الموجه إلي سلاطين الجنوب العربي. هل نسى الإمام يحي أن سلاطين الجنوب ، قد وقعوا وثائق حماية ومعاهدات رسمية وشرعية مع الإمبراطورية البريطانية، والتي تعتبر عدن ، أكبر قاعدة استرتجية لها في الشرق الأوسط ، والغريب الذي وجدته في إطلاعي على بعض الوثائق ، من إرشيف الوثائق البريطانية ، إن كل وثيقة مذيلة بعبارة غريبة، تقول ، أن مدة هذة الوثيقة إلى الأبد، كانت هذه العبارة في كل وثيقة حماية، ها كان لإمام يعرف ذلك ؟


    أود هنا من القارىء الكريم ، الإطلاع إلى هذه المرفقة الغربية في فحواها وأسلوب صياغتها الغريب ، الذي يدعو إلى الدهشة والأبتسام ، تقول هذه الفقرة : ثانيا :( الاعتراف بالسيادة الإمامة على كل جزء من أجزاء اليمن. ,يجب إن تكون الإمامة الرمز الأعلى لقوات البلاد الدينية والسياسية والعسكرية، بيدها إعلان الحرب، وإبرام الصلح وعقد الاتفاقات التجارية والاقتصادية والبريدية والمواصلات ، وغير ذلك مما يدعو لإيجاد صلة بين اليمن وغيره) أنتهى . وكأن الإمام يقول للسلاطين ، تعالوا إلى هذه الوحدة ، وسلموا بلادكم وجيشكم وتطوركم وأهلكم وبريطانيا العظمى وكل ما تملكون، هل سلاطين وحكام الجنوب العربي ، بسطاء إلى هذه الدرجة ، أن يقبلوا كلام الإمام يحي ، الذي لا معنى له .






    هل كان الإمام يفكر بهذه السطحية ،إضافة إلى نوع من "شطحات الخيال" المتكبر ، بدون أي فهم أو قواعد ولكن في اعتقادي إن إلامام ليس بهذه السهولة والسطحية ، إنه رجل في غاية الذكاء والفطنة، وأراد أن يعطي الثائر السيد عبدالعزيز الثعالبي ، انطباعا جيدا عن الوحدة والكلام البيزنطي المعروف في علم الكلام وبدلا من أن يناقشه الثعالبي في مشاكل بلاده ، سرح به الإمام إلى المشروع الخيالي ، وأدخله في علم اللغة ، كان أجدى بالإمام أن يصلح أرضه
    أولا، والتي مزقها الفقر والتخلف والمرض ، بدل من الجري وراء السراب ، في مشروع غير منطقي ، لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يقبله العقل ولا المنطق.


    إن تاريخ الإمامة خلال العصور المظلمة ، كانت تنظر إلي الإنسان والأرض ، أنه حق من حقوقهم ، إن ا لإمامة وخلفائها قاموا بتحويل أرض المشرق واليمن الأسفل إلى أرض خراجية بأجلى صورها من خلال نظرنا لأنواع الزكاة التي فرضتها الإمامة عبر العصور المظلمة من تاريخ المنطقة، كانت الإمامة تنظر إلى الإنسان بكل استعلاء وإلى أرضه ، التي يجب عليه أن يعمل بها ، ويسلم الخراج إلى الإمام ، أي فيدرالية أو إصلاح يؤمن بها بيت حميد الدين ، لقد تصرف الإمام بكل دهاء مع الثعالبي. أتمنى يا سيدي وأستاذي، أن تتكرم بإطلاع على هذة الفقرة التي أوردها ، الأستاذ الدكتور عبدالعزيز قائد المسعودي ، في كتابة ، اليمن المعاصر من القبيلة إلى الدولة ،إصدار القاهرة ، مكتبة مدبولي 2006، صفحة 107 - :" كانت عملية الضم القسري لنواحي مختلفة من أرض اليمن ، قد أتسمت بردود الفعل الرسمية في كلآ من صنعاء وضوران، بالانتقام من الخصوم السياسيين. وكان إمام العصر المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم قد أصدر حكما يقضي بتحويل معظم أراضي اليمن الأسفل، من أرض عشرية تعطي الزكاة، إلى أرض كفرية تقدم الخراج؛ والحجة التي أستند عليها في حكمه- الفتوى - ، أن العثمانيين، الذين حكموا جزء يسيرا من هذة الأقاليم خلال هذه الحقبة التاريخية "كفار تأويل" أو فساق. وهذا واضح بشكل بارز من هذا المصطلح الفقهي الذي أطلقة الإمة على العثمانيين، وعملية إسقاط هذا المصطلح وتعميمه بشكل فج على رعايا اليمن الأسفل والمشرق، باعتبارهم سُنة أو بمعنى آخر ينطبق عليهم كذلك بحكم مخالفتهم مذهبيا لمذهب الدولة الرسمي؛ وبالتالي تقصيرهم في تطبيق الشريعة المطهرة، بما في ذلك إقامة الصلاة بدون إمام " . أنتهي


    في تعريف الفيدرالية،أود هنا ، أن ألخص للقارىء الكريم، تعريف الفدرالية ، حسب ما ورد في موسوعة اليكوبيدية، وقد حملت هذه الكلمة، نوع من نظام الحكم، لا يصلح لهذه المنطقة .


    (الفيدرالية شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر (الأقاليم والولايات) ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدوهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة، ويمكن للفدرالية أن تتضمن :
    شكل الحكومة أو التركيب الدستوري الموجودين في الدولة الفدرالية.
    الفلسفة السياسية لمناصري الفدرالية) .
    الفيدرالية و الديمقراطية
    الفدرالية في النظرية الفدرالية توفر نظاماً دستورياً قوياً تستند عليه التعددية الديمقراطية، وبأنها تقوم بتعزيز الديمقراطية النيابية عبر توفير مواطنة مزدوجة في مجمع جمهوري. و بالإمكان العثور على هذا التصريح الكلاسيكي في الوثيقة الفدرالية (The Federalist Paper) والتي تقول بأن الفدرالية تساهم في تجسيد مبدأ العدالة القضائية و في الحد من الأعمال التعسفية للدولة. وذلك لأنها، اولاً: بإمكانها الحد من قدرة الدولة على انتهاك الحقوق، طالما أنها تضمن بأن البرلمان الراغب في تقييد الحريات فاقد للصلاحيات الدستورية و بأن الحكومة القادرة على ذلك فاقدة للرغبة فيه. و ثانياَ: أن العمليات القانونية لصنع القرار في الأنظمة الفدرالية تحد من سرعة الحكومة على التصرف. إن مقولة أن الفدرالية تساعد على تأمين الديمقراطية و حقوق الإنسان قد تأثرت بالنظرية المعاصرة حول الاختيار الشعبي. ففي الوحدات السياسية الأصغر بإمكان الأفراد الاشتراك بشكل مباشر في حكومة عمودية وحدوية. و زيادة على ذلك فإن لدى الأفراد الساخطين من الظروف السائدة في إحدى دول الإتحاد خيار الإنتقال إلى دول أخرى- و هذا طبعاً بافتراض أن الدستور يكفل حرية الانتقال بين دول الإتحاد الفدرالي. لا تزال قدرة النظام الفدرالي على حماية الحريات المدنية محل جدل، إذ غالباً ما يكون هناك خلط بين حقوق الفرد و حقوق الدولة. ففي أستراليا على سبيل المثال يعد سبب العديد من الخلافات داخل حكومة البلاد خلال العقود الأخيرة مباشرة إلى تدخل سلطات المركز لحماية حقوق الأقليات، وهو ما


    استدعى وضع القيود على صلاحيات الحكومات المحلية. ومن الضروري تفادي الخلط بين القيود التي تفرضها المرجعية القضائية – الصلاحية الدستورية الممنوحة للبرلمان لتجاوز البرلمان- وبين الفدرالية نفسها.
    خصائص الفيدرالية


    كان لكتابات إثنين من المراقبين السياسيين الإنكليز (ألبرت دايسي و جيمس برايس) تأثير كبير على بدايات نظرية الفدرالية. لقد حدد دايسي شرطان لتشكل الدولة الفدرالية. أولهما هو وجود عدة دول "وثيقة الإرتباط ببعضها محلياً و تاريخياًَ وعرقياً او ما شابه يجعلها قادرة على ان تحمل- في نظر سكانها- هوية وطنية مشتركة. و الشرط الثاني هو "الرغبة الوطنية في الوحدة الوطنية و التصميم على المحافظة على استقلال كل دولة في الإتحاد".
    من الملامح الأساسية للفدرالية توزيع السلطات. يطلعنا البروفيسور ك.س. وير في عمل كلاسيكي حول موضوع الحكومة الفدرالية: "هل يجسد نظام الحكم تقسيماً كبيراً في السلطات بين المركز والأقاليم و تنسق كل واحدة من تلك الحكومات في إطار صلاحياتها مع الأخرى وتعتمد عليها؟". النتيجة الرئيسية لتقسيم السلطات تتمثل في عدم قدرة أي من الحكومتين (المركز- الأقاليم) على ممارسة نفس القدر من السلطة التي كانت ستمارسها في ظل دولة موحدة غير فدرالية.
    الدستور في النظام الفدرالي هو السلطة العليا التي تستقي منها الدولة سلطاتها. ومن الضروري وجود قضاء مستقل لإبطال أي قانون لا يتماشى مع الدستور. والشرعية هي التي تعيق الفدرالية. إذ ينبغي أن يكون الدستور "صارماً" و غير "فضفاض = inexpansive". ويجب ان تكون القوانين الواردة في الدستور المذكور غير قابلة للتغيير إلا من قبل سلطة أعلى أو هيئات تشريعية. وغالباً ما تؤدي صعوبة تغيير الدستور إلى نشوء مشاعر محافظة. أنتهى – الموسوعة
    جاء السيد عبدالعزيز الثعالبي ، هذا السياسي الرومانسي الحالم، صاحب النوايا الطيبة، وقابل هذا الداهية المغوار والإمام الذي يعيش خلف أسوار باب اليمن، في صنعاء ، فبدلا من أن يناقشه ويناقش الإمام حول تطوير وتحديث البلاد، سرح به الإمام إلى مشروع بيزنطي خيالي، لا يغني ولا يسمن من جوع ، مشروع خارج عن المنطق والعقل ، لا يقبل فيه ، حتى عيال "معلامة الفقي عولقي" ، فكيف يقبله سلاطين وحكام ، قد وقعوا مع بريطانيا إتفاقيات حماية وجوار وتطوير ، لقد أطلعت على بعض هذه الوثائق البريطانية، المذيلة بعبارة غريبة عند نهاية كل اتفاقية، وتقول هذه العبارة ، إن مدة هذه المعاهدة إلى الأبد ، إن السلاطين والحكام ، كانوا يتقاضوا مرتبات وهبات سنوية من الإمبراطورية البريطانية، وهل ستتخلى بريطانيا ، عن جوهرة الجزيرة العربية عدن، اكبر قاعدة في تاريخ الإمبراطورية البريطانية ومركز إدارة العمليات للجيوش البريطانية .. هل الأمور بهذه البساطة والعفوية. لقد ضحك الإمام على الرجل الطيب، ذو النوايا المخلصة في الوحدة والقومية، إن الإمامة تنظر إلى اليمن كمزرعة لبيت حميد الين ، والبشر مجرد عمال في المزرعة ، وليس بشعب يملك الأرض ، والأرض هي الوطن .
    عاد السيد عبد العزيز الثعالبي ، إلى مقرة ، بعد أن لعب به بيت حميد الدين ، هل كان الثعالبي يعرف تاريخ بيت حميد الدين واليمن، إنها مقبرة الغزاة ، لقد هزمت كل الإمبراطوريات عبر عصور التاريخ ، هزمت الرومان ، والأحباش ، والفرس ,المصرين والأتراك ، ولم ينجح فيها إلى بريطانيا العظمى، كيف حدث ذلك ؟ لقد دخلها الجميع ، بالجيوش الكبيرة ، والمدافع الثقيلة ، التي ضاعت في الجبال ، ولكن بريطانيا دخلتها "بقوة العلم والمعرفة" ، قبل أن تدخلها بريطانيا أرسلت العلماء والمستشرقين من بداية القرن السابع عشر، منهم كارستن نيبور 1733 -1815 و جوزف هاليفي 1827 -1917 ، أرنو ، وجلاسر وآخرون، كانوا هولاء العلماء المستشرقون من عدة دول، ولكن تقاريرهم تكتب ويقرأها الجميع، وجاء عبقري، مستشرق بريطاني من جامعة هافارد ، وقاد بلادة إلى استعمار عدن، لا أتذكر أسم هذا الرجل الآن، غزت بريطانيا المنطقة بعقل وبفضل أستاذ جامعي ، الذي ذكر في تقريره ، أن الغزاة جميعا ، كانت سياستهم هو : توسع بغير نفوذ:Expansion without influence - والصحيح : نفوذ بغير توسع Influence without expansion
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    رد: الفيدرالية و''معلامة الفقي عولقي'' ( بقلم : محمد أحمد ال

    إن الإمام والإمامة ودولة صنعاء الحالية، الغارقة في أحلامها وحقدها ، لم يكن لديهم سوى هاجس واحد ولا سواه، وهو "شمللت الجنوب" ، وهي خطة كانت لتحويل أرض الجنوب العربي ، إلى أراضي شمالية، إن عامل الحقد والصراع النفسي ، طوال العصور قد جعل الشمال يغرق في تخيله ،وأوهامه ، أن الصدق والإحساس نحو الآخرين قد انتهى، حدث تطور في الجنوب منقطع النظير، وكان أمامه تخلف في الشمال ، يدعو إلى ألآسف، حدثت هوة عميقة وفرق اجتماعي واقتصادي ونفسي ، ، إن بناء الدول والمجتمعات ، لا يتم بالبساطة والعفوية ، واستعمال بلاغة اللغة ، والشعارات الوطنية البراقة، وقصائد الحماسة، والثوابت ، والخطوط الحمراء، هذه مفرادت اللغة، يجب أن يكن لها نهاية ، إن الأطفال في عدن ، لا يجدوا القوت الصحي النظيف ، ولا يوجد دواء في المستشفيات ولا حليب للأطفال. أنما يوجد كلام خطب وشعارات، عام 1965 شيدت بريطانيا "مسبح خليج حقات" للأطفال ، فكان تحفة معمارية فريدة من نوعها في الجزيرة العربية، وقد تذكرت طفولتي الجميلة ، يوم افتتاح المسبح، وكان يوم من عمري لا أستطيع نسيانه ، وإلى الأبد، كان كل أصدقائي من الحارة متواجدين ، كل الحارة ، والدخول بمبلغ بسيط ورمزي ، كانت فرحة غمرت قلب كل طفل ، وسعادة دخلت كل بيت ، هل كانت فيدرالية الإمام يحي ، يمكن أن توجد مثل هذا الإبداع الإنساني، الذي غمر قلوب الأطفال بالمحبة والسلام .
    عام 1956 ، حين أشتد ت عمليات الثورة في عدن، وسقطت القذائف في حديقة حاكم عدن البريطاني ، السير كنيدي تريفاسكس 1915 - 1990، لم يقم هذا الحاكم الشجاع ، بإغلاق منطقة ساحل جولد مور، في التواهي، لأنه كان يعرف ، إن هذه المنطقة يسبح فيها أطفال منطقة التواهي، وهي متنفس للفقراء من الناس في أيام الصيف الحار ، وتأتي هذه العصابة الشريرة من صنعاء ، وتغلق منطقة بكاملها ، من أجل عدة بيوت مسروقة ‘ وحتى من النواحي الأمنية ، لا داعي لذلك ، أن البيوت تقع في قمة جبل حقات العالي ، ونكرر مرة أخرى ، لا يوجد أي داعي أمني لذلك مطلقا ، ولا توجد حالة حرب أو غيرها
    إنه الهوس الجنوني الحاقد "بتضخيم الأنا" Inflated Ego ، ضد الأبرياء ، وضد الأطفال ، كان أجدر بهم ، بعد نصرهم المسعور ، أن يقوموا بترميم المسبح والملاعب ، وإعادة الأعمار لتلك المنطقة الجميلة ، متنفس الفقراء والمساكين ، ولكنهم أحضروا أطقم مدافع "الدتوتشكا" والدبابات ، ليشعروا أنفسهم المريضة ، بأحلام النصر والقوة. ومن المؤسف أيضا، وفي ساحل "أبو الوادي" ، يوجد ضريح ومسجد ولي الله الصالح ، المعروف "بأبو الوادي" ، وكانت تقام له زيارة سنوية، وكان الأطفال وألامهات يحضروا يوم الزيارة ، لقضاء يوما جميلا في السباحة واللعب . لقد أغلقوا مسجدا، كان يرتفع منه صوت الآذان يدعو إلى الصلاة لأكثر من 100 عام. في تلك البقعة الجميلة من أرض عدن ، وفي ذلك الساحل المسحور ، حيث تعانق الأمواج أطراف الجبال ‘ في نشيد سرمدي، وطيور البحر البيضاء ، تطير من صخرة ، إلى صخرة ، وعاشقا قد كتب أسمة على صخرة ، يؤرخ ميلاد حبه ، وزيارته إلى هذا المكان الساحر .. إنه ساحل المحبة والسلام ، سوف تفتقد الأمواج والجبال والساحل والرمال ، صوت الأطفال ، إنه صوت الموسيقى الأبدي. وخيم الصمت ، صمت القبور، وصوت الرياح الحزين، على ساحل أبو الوادي ، وأصبح الساحل المهجور، بعد أن كان يضج بالحياة والأمل.
    سلام قولٌُ من رب رحيم .. سلامٌُ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي .. وبلاد أمي وأبي .



    masada_1943@yahoo.co.uk

انشر هذه الصفحة