عمر قاسم العيسائي ..كلمة وفاء في رمز العطاء

في أربعينية الراحل الكبير الشيخ عمر قاسم العيسائي ..كلمة وفاء في رمز العطاء
د. علي صالح الخلاقي:
الناس معادن، منهم الكريم وهو النادر، ومنهم النافع، وفقيدنا الكبير الشيخ عمر قاسم العيسائي، أحد كرام القوم وأنبلهم، وستمضي الأيام وتمر الأشهر والأعوام وتظل ذكراه متألقة في ذاكرة الأيام، لأن اسمه قد حفر مكانته في قلوب محبيه وفي صفحات الخلود بإذن الله بما تركه من أعمال خيرية مثمرة.

الشيخ عمر المولود في عام 1919م في قرية (القمع) بيافع، رجل عصامي لم يسع للمجد، بل جاء المجد إليه منقادا، بعد كفاح طويل، أخذ من سني عمره سبعة عقود، منذ أن بدأ نشاطه التجاري المتواضع وهو في ريعان شبابه في عدن مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، في حافة الشيخ عبدالله في حي كريتر التجاري الشهير حينها، عندما كانت عدن أحد أهم مراكز التجارة العالمية، وكان محله التجاري بجوار محل رفيق دربه الشيخ علي عبدالله العيسائي الذين ارتبطا بصحبة شخصية وشراكة في عدة أعمال تجارية، حتى أصبحا من أبرز رجال الأعمال والتجارة.

ويجدر بنا ونحن نتحدث عن الراحل (عمر) أن نبرز أهم صفاته التي أطلقها عليه الكتاب والشعراء في مرثياتهم، سواء في الصحف السعودية أم اليمنية، وتلك التي نشرت في الكتيب الذي أصدرته كلية التربية يافع عنه، حيث نطالع فيها كلمات وفاء تصفه بشيخ الصفقات التجارية الناجحة والرائدة في الأعمال التجارية والصناعية، والأهم من ذلك أنه علم من أعلام الكرم والإنسانية.. خير رمز للبر والتقوى والعطاء والمواقف النبيلة.. أمير الباذلين كثير البر والإحسان. أبو الأيتام.. إلخ.

إن الأعمال تثمر، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد جُبِل الشيخ الراحل على حب الخير للجميع، وما أحوجنا للتذكير بسمو خلقه وترفعه عن استغلال مكانته وثروته الكبيرة للاستحواذ على حقوق غيره، أو خطف الوكالات التجارية بفعل رموز الطمع والفيد من (حمران العيون) في يمننا السعيد اليوم، أين أخلاقياتهم من الموقف المشرف الذي وقفه الشيخ عمر حين اختلفت شركة يابانية مع أحد التجار في السعودية اسمه الدهلوي، فبدلا من أن يستغل الخلاف للاستئثار بثقة الشركة وإزاحة ذلك التاجر نجده يرسل نجله محمد للتوسط لإنهاء الخلاف، لولا رفض الشركة وعدم رغبتها بتجديد التوكيل للتاجر. نذكر بذلك لعل وعسى أن يتعظ ذوو الضمائر الميتة والأخلاق الجافة ويثوبوا إلى رشدهم، وأن لا يسعوا للثراء بطرق غير شرعية.

نعم والله، ما أنبله من إنسان! أحبه الناس لإنسانيته وخلقه الرفيع وشهامته وتواضعه الجم وطيبته، ولم تنل الثروة أو الشهرة من صفاته تلك، فاستحق بجدارة حب الناس، وهي ثروة لا تشترى ولاتضاهيها الأموال والثروات.

لقد اقترن اسم الشيخ عمر بالبر والخير والعطاء السخي، فكان وبحق نهر عطاء دافق بالخير ينهل من منبعه الفقير والمحتاج واليتيم والأرملة، وكل من قصده بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وسيتواصل نهر عطائه دوما في ثبات خلفه على نهجه، ولن يكونوا إلا خير خلف لخير سلف.

إنه لمن الصعب تناول سيرة شخصية عظيمة بحجم هذا الرجل، أو تلخيص تجربته ونجاحاته الممتدة على مساحة زمنية قدرها سبعة عقود في مقالة قصيرة، وكم سيكون رائعا تدوين سيرته وكفاحه لما تزخر به من عظات وعبر منذ ميلاده حتى وفاته، بما فيها من محطات هامة حتى وصل إلى ما وصل إليه من مجد وسؤدد. أشعر أن الوفاء يحفزني للقيام بمثل هذا العمل في المستقبل، وفاء لرجل يكفيه فخرا أن كلية التربية- يافع مركز إشعاع أكاديمي مرتبطة باسمه، حتى أن الناس بعفويتهم يطلقون عليها (كلية عمر قاسم) وهو شرف يستحقه بجدارة، ولهذا فإن كلية التربية يافع احتضنت فعالية الاحتفاء بأربعينية الفقيد في القاعة التي تحمل اسمه يوم أمس الجمعة 15 فبراير الجاري. . رحم الله الفقيد وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

بدايه نسئل الله سبحانه وتعالى ان يرحم عمر قاسم العسائي ويتغمده برحمته

ثانيا نشكر الاخ علي صالح الخلاقي على كتباته للموضوع

ثالثا اشكرك كل الشكر اخي ازال على نقلك المميز ودمت بالف خير