جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

رسالة مفتوحة للأستاذ عبدالباري عطوان

موضوع في 'الاخبار العالمية' بواسطة ابو الأحمدين, فبراير 16, 2008.

    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    ميتشغن – لندن " عدن برس " : 16 – 2 – 2008
    الرئيس عبدالناصر من مدينة تعز: على بريطانيا أن تترك عصاها وترحل من الجنوب العربي.
    كتب الاستاذ العزيز/ عبدالباري عطوان، موضوع كعادته مهم في القدس العربي بتاريخ 17/ 1/ 2008م، تحت عنوان (عزل الخليج عن العمق العربي)، من خلال إستعراضه لاوضاعنا العربية، ولما لموضوعه من أهمية قومية على مستوى الوطن العربي، فقد رأينا ضمن سياق حديثه، ما يستوجب لفت نظر شخصه الكريم عن ما يعنينا في نص حديثه مايلي:

    ( سوريا محاصرة، ومصر مهمشة كلياً، والعراق خاضع للإحتلال، والمغرب العربي معزول، وليبيا تتخبط، والسودان غارق في أزمات دارفور والجنوب، ولبنان يعيش فراغاً دستورياً على حافة الحرب الاهلية، واليمن يواجة خطر الانفصال والتفتيت).
    لذلك، نود بداية ان نتوجه بالتحية الحارة للأستاذ، الذي نكن له الاحترام والتقدير، كمناضل عروبي قومي، غيور على وطنه الكبير وأمته العربية، نجده على الدوام في مقدمة الصفوف للدفاع من أجل الحرية والكرامة والعروبة ومبادئ القيم والرجولة. ونقول له، أسمح لنا في مستهل هذه الرسالة المتواضعة بالقول، بإنها ليست رداً وإنما مجرد محاولة، لاستبيان جوانب محددة من الصورة الملتبسة، ربم لدى القارئ العربي، عبر هذه الصحيفة المحترمة، حول فهمه للأختلافات التاريخية والحضارية بين اليمن الجنوبية سابقا واليمن الشمالية، وإنعكاس هذه الاختلافات الجوهرية على مجمل الاوضاع في اليمن، مما أدى الى فشل مشروع الوحدة التي تمت في 22 مايو 1990م، بخروج الشعب في الجنوب مطالباً بتقرير المصير بعد (13) سنه، وهي محاولة لتسليط الاضواء في هذا الموضوع، و الذي هو ليس تحليلاً سياسياً وانما رايا حول وقائع تاريخية، بل هو وجهة نظر لا يجب النظر اليه بإعتباره هدفاً في حد ذاته، وإنما بإعتباره وسيلة لمعرفة صراع تاريخي طويل ومعقد، برز حول هوية الجنوب وتاريخه وحضارته وكيانه المعرض لمحاولة السرقة والمحو، كما قد يحتوي في بعض مقاطعه كلمات أو عبارات ذات دلالة تاريخية، مستندين الى مصادر تاريخية لكتّاب مشهود لهم بالصدق والامانة العلمية، كمراجع تاريخية قد لاتناسب الطرف الآخر.
    ولعل السؤال الكبير والمثير للجدل والبديهي المنطقي، الذي نتوجه به اليكم هو: ياترى هل يوجد في اليمن وحدة أصلاً حتى يواجه خطر الانفصال ياأستاذنا؟
    وأنطلاقاً من ذلك، نقول بإن الاحداث العظيمة في التاريخ البشري، لم تكن يوماً معزولة عن مقدمات وأسباب نتائج حدوثها.. والوحدة اليمنية التي تم الاعلان عنها في 22 مايو 1990م، كحدث عظيم، لم يكن إعلانها منفصلاً عن الوقائع التاريخية الحافلة بالنضالات والتضحيات والآلام التي سبقتها، وفي نفس الوقت، فإن فشل الوحدة اليمنية في 7/7/1994م، هي الاخرى لم تكن بمعزلاً عن تلك السياسات والاعمال العسكرية، التي الغت كل الاتفاقيات بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.. وكانت الحرب الظالمة ضد الجنوب في 27/4/1994م، من أبرز المقدمات والاسباب الجوهرية لتلك الحالات.
    إذن إن وضع الشعوب العربية تحت نير الاحتلال الاستعماري، الذي قهرها وصادر حقوقها، كان له الاثر البالغ في إيقاظ الوعي الوطني والقومي عند أبناء الامة العربية، مما حرك لديهم الشعور بإهمية الحاجة الى العمل من أجل الوحدة العربية الشاملة، تحقق للامة العربية المجد والعزة، وتمكنها من الدفاع عن ذاتها من مطامع الاخرين فيها، من خلال توحيد إستغلال كل عناصر إمكانات القوة والمنعّة المخزونة لديها.
    ففي خضم الشعور الوطني والقومي في تلك المرحلة.. مرحلة الامآل والاحلام الكبيرة.. إستعرت المقاومة ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب، على شكل أعمال سرية وحركات سياسية، وهبات شعبية في المدن والارياف، توّجت بإنطلاق الثورة الشعبية في 14 أكتوبر 1963م، بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل، لتشمل المدينة والريف.. بعد أربع سنوات من الكفاح التحرري، تحقق للجنوب إستقلاله الكامل، وقد تسلمت الجبهة القومية السلطة، وكان من ضمن أهدافها تحقيق الوحدة بين الجنوب والشمال، على طريق الوحدة العربية الشاملة، فكان ذلك هو المقدمة السياسية للوحدة اليمنية بين الدولتين كشرط لإعلانها.
    وتحت وطأة المد القومي، الذي ساد في المنطقة العربية، بفعل ثورة 23 يوليو 1952م، وفكر وخطابات خالد الذكر جمال عبدالناصر، في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، ذلك القائد الذي ترك علامة فارقة في تاريخ الامة العربية من المحيط الى الخليج، بإعتباره كان يمثل روح الامة وحلمها الكبير، أكبر وأشمل من التحرير، وهو حلم الوحدة العربية والعدل الاجتماعي.. ووفقاً لما ورد في مقال السفير أحمد عبدالله الحسني تحت عنوان (المخطط الجهنمي لنظام الاحتلال اليمني) بتاريخ 7 أغسطس 2007م: (فقد قام فصيل من فصائل العمل الوطني التحرري في الجنوب، ينتمي الى حركة القوميين العرب، وإنسجاماً مع ثقافته السياسية وقناعاته الفكرية، والتي تدعوا الى الوحدة العربية الشاملة، كسبيل لتحقيق عزة العرب وإستعادة مجدهم ودورهم التاريخي، قام بإطلاق تسمية اليمن الجنوبية بدلاً عن الجنوب العربي، وكان له القول الفصل في إطلاق هذه التسمية وترسيخها رسمياً، على أول قطر عربي، تصل الى الحكم فيه حركة القوميين العرب، وهذه المسألة هي حقيقة مطلقة، لان بعض الرعيل الاول من قادة الحركة في الجنوب، لازالوا أحياء يرزقون، وهم من شاركوا في صنع هذه التسمية وتجسيدها ثقافياً، ولم تات بها كتب التاريخ ولا الجغرافيا).. وبالامكان العودة والمراجعة لكتاب أول رئيس لليمن الجنوبية، المرحوم قحطان محمد الشعبي، تحت عنوان (معركتنا مع الاستعمار لتحرير الجنوب العربي)، كذلك العودة كمراجع تاريخية، للأخوان الذين لازالوا أحياء يرزقون وهم:
    1- الرئيس السابق لليمن الديمقراطية الاخ/ علي ناصر محمد
    2- الامين العام السابق للحزب الاشتراكي الاخ/ علي صالح عباد (مقبل)
    3- الامين العام السابق للحزب الاشتراكي الاخ/ علي سالم البيض
    4- رئيس الوزراء السابق الاخ/ حيدر أبوبكر العطاس
    5- نائب رئيس الجمهورية الحالي الاخ/ عبدربة منصور هادي
    6- الاخ/ الحاج صالح باقيس
    7- الاخ/ محمد علي أحمد
    8- الاخ/ أحمد عبدالله الحسني
    9- الاخ/ صالح أحمد مقبل
    10- الاخ/ محمد علي القيرحي
    11- الاخ/ عبدالرحمن الجفري
    12- الدكتور/ محمد حيدرة مسدوس
    13- الاخ/ محسن محمد بن فريد
    14- الاخ/ حسن أحمد باعوم
    وغيرهم كثير، كما إن الاخ/ نجيب قحطان محمد الشعبي، قبل دخوله المؤتمر الشعبي العام، كان يقدم عرضاً تاريخياً لكتابه، عبر صحيفة الايام الغراء، حيث كان بصدد إصداره.. وقد ورد نص ضمن أحد فصول كتابه يقول:" إن تاريخنا ليس تاريخهم، وتاريخهم ليس تاريخنا"... وفجأة توقف عن عرض الكتاب، وإستقر به الحال والترحال، الى عضو اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام، ولله في خلقه شؤون.
    هكذا أسهمت مختلف القيادات الجنوبية، وفي الاساس قيادات الحركة، في ترسيخ هذه التسمية عبر سنوات حكمها للجنوب، بدأ من الاستقلال عن بريطانيا، عندما أطلق على الكيان الجديد أسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ثم عدّل الاسم، ليصبح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
    كما إن غياب التوجه الوحدوي في الشمال.. وغياب ذلك عن أهداف إنقلاب 26 سبتمبر 1962م، وظهور النزعة الاستئثارية عند سلطة الشمال، فور إعلان الجنوب عن هويته اليمنية، بعد أن كانت بريطانيا قد أتفقت مع تركيا ثم مع الامام في الشمال، وبالتالي التزام النظام الجمهوري بذلك الاتفاق على هوية الجنوب الغير يمنية.
    فكانت هذه النزعة الاستئثارية، عامل من عوامل أسباب سقوط الوحدة في 7/7/1994م، فالوحدة اليمنية اليوم غير موجودة على الارض، وهي تمثل هدفاً عصرياً، وليس إرثاً تاريخياً، كما كان يعتقد البعض، لان اليمن عبر التاريخ القديم والوسيط، لا يعرف أي وحدة على الاطلاق، بل كان دولاً متجاورة متصارعة، كسمة من سمات تلك العصور، وكل دولة لها أسم، ولم يشار فيه الى الهوية اليمنية، كما كان محرك الصراعات فيما بينها يومذاك، هي الغنيمة والفيد، في عصر كان طابعه العنف والاستبداد، بالاستناد الى قوة البطش، للفوز بالغنائم وفرض الاتاوات السنوية على المهزوم، الذي لا يمكن إعتباره جزءاً من كيان الدولة الغازية، بل يستمر طرفاً مهزوماً، تسري عليه شروط المنتصر.
    لذلك فقد أستمر هذا الوضع في اليمن، الى أن غزاه الاحباش، ولم يذكر التاريخ أن هناك بلداً كانت موجودة أسمها اليمن.. اليمن تعني فيما تعني النعم و البركة و الخير الكثير.. ولا تذكر لنا كتب التاريخ القديم والوسيط اسم اليمن كتعبير عن بلد بعينه او مكون سياسي اداري بحد ذاته.

    هنالك أدلة واضحة جلية، تؤكد أن لا علاقة لليمن بإرض الجنوب العربي وهي كالتالي:

    أولاً: يقول الدكتور جواد علي،, في مؤلفه الواسع المتعدد الاجزاء، إن لفظة (اليمن) أستخدمت من قبل العرب، للدلالة على الجهة.. إذ أن العرب قد أطلقوا التوصيفات على جزيرتهم العربية بالاتجاهات، منطلقين من مركزهم الثقافي والاقتصادي والتجاري والديني في ذلك الزمن (الكعبة)، وسموا ما ياتي الى الجنوب منها بيمنت، أو ذي يمنت الى الجنوب، وما ياتي الى الشمال منها بشامت، أو الشام الى الشمال.. وسموا ما يقع بينهما بالحجاز، أي الحاجز بين الشمال والجنوب.

    ثانياً: إن العالم الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه يقول في كتابه (تاريخ اليمن القديم)، إن لفظة اليمن لم ترد في إي من النقوش المعروفة في بلاد جنوب الجزيرة العربية، الا بصفتها تحديداً جهوياً، إذ ترددت كلمة ذي يمنت فقط، ولم يجد ما يستدل على بلاد معينة إسمها اليمن كما هو معروف الآن.
    ونشير الى ما قاله المؤرخون من العصر الاسلامي والعصر الوسيط، لنسجل إن العلامة إبن كثير، قد ذكر في كتابه (الكامل في التاريخ)، إن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وسلم) قد عين الولاة التاليين على اليمن:
    1- عمر بن حزام / على نجران
    2- خالد بن سعيد بن العاص / على مابين نجران وزبيد
    3- عامر بن شهر / على همدان
    4- شهر بن باذان / على صنعاء
    5- الطاهر بن إبي هالة / على ملك الاشعريين (وهي تهامة اليوم)
    6- علي بن امية / على الجند (وهي في الشمال الشرقي بكيلومترات قلية من تعز الحالية).
    وهنالك أدلة أخرى من العصر الاسلامي، وهي واضحة جلية، أي لا علاقة لليمن بإرض الجنوب العربي، وإن تلك الممالك والدويلات، التي قامت في هذا الجزء من الجزيرة العربية، لم ترتبط بإي وحدة مع بلاد اليمن.

    ثالتاً: يقول العلامة المؤرخ أبو الضياء عبدالرحمن بن علي الشيباني، في كتابه (قرة العيون بأخبار اليمن الميمون):" واليمن يمنان، أعلا وأسفل، فاليمن الاعلى وقصبته صنعاء، وهي إحدى جنان الارض.. وأما اليمن الاسفل فقصبته زبيد".
    وبعد أن فرغنا من سرد حقائق التاريخ القديم والوسيط، التي تثبت فعلاً أن التسمية (اليمن)، لا تعني بلداً واحداً، وتكذب دعاوي الوحدة والتوحد.. فدعوا القارئ الى التمعن في قراءة التالي من الحقائق، التي تثبت أن ثوار سبتمبر، لم ياتوا على ذكر الوحدة اليمنية، وإن بيان إنقلاب 26 سبتمبر 1962م، المؤسس للكيان الجديد (الجمهورية العربية اليمنية)، لم يذكر الشعب اليمني، بإعتباره شاملاً من يقطن في الجنوب العربي، ولم ياتوا على ذكر أن الجنوب العربي جزء من اليمن لا من قريب ولا من بعيد.

    رابعاً: وفقا لما جاء في بيان 26 سبتمبر 1962م، حيث يرد بالنص:" وفي المجال الداخلي: إحياء الشريعة الاسلامية الصحيحة، بعد أن أماتها الطغاة الفاسدين، وإزالة البغضاء والاحقاد والتفرقة والسلالية والمذهبية... تنظيم جماهير الشعب، في تنظيم شعبي موحد، سيشارك في عملية البناء الثوري... أحداث ثورة ثقاقية وتعليمية، على مخلفات العهود البائدة، التي عمقت الجهل والتخلف". ثم ينتقل الى المجال القومي: الايمان بالقومية العربية والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة، في دولة عربية واحدة، على أساس شعبي ديمقراطي... التضامن الكامل مع جميع الدول العربية، فيما تتطلبه المصلحة القومية". هل هناك أكثر دليلاً لاسقاط دعاوي باطلة، بأن بلدنا كان جزء من اليمن، وبالتالي إسقاط أية دعاوي بقيام وحدة قبل هذا التاريخ.

    خامساً: أثناء زيارة الرئيس جمال عبدالناصر الى اليمن في عام 1965م، قال مقولته المشهورة من مدينة تعز: "على بريطانيا أن تترك عصاها وترحل من الجنوب العربي، من هذا القطر العربي الاصيل".

    سادساً: أكد المفكر والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه ( حرب الثلاثين سنة: الانفجار 1967م) أن الرسالة التي حملها السفير الامريكي في القاهرة (لوشيوس باتل) الى الرئيس (جمال عبدالناصر) من الرئيس الامريكي (ليندون جوسون) بتاريخ 18 مارس 1965م، كانت ترتكز على (6) عناصر، وكان العنصر الرابع منها، هو الحرب في اليمن، والعنصر السادس هو الثورة في الجنوب العربي (أنظر صفحة185)، وفي موضع آخر من الكتاب، أكد على تشجيع الجمهورية العربية المتحدة للثورة ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب العربي ( أنظر صفحة 188).

    فالوحدة اليوم، قائمة على الورق وفي الخطابات السياسية، بينما الواقع هو ضم والحاق الجنوب بنظام الجمهورية العربية اليمينة.. لقد حان الوقت لكي يدرك كل إنسان عروبي قومي- اذا كان يهمه ما يجري في اليمن- من ان كل مايعتمل داخل اليمن ليس وحدة، وبالتالي فان اليمن الجنوبية بمنزلة فريسة للأجهزة العسكرية والامنية التابعة لنظام الجمهورية العربية اليمنية، تدير الجنوب على طريقة عصابات التشليح، وصل الامر الى درجة الاستهانة بوطن وشعب، والعبث بمقدراته وسرقة ارضه وتاريخه، وتلك الحقيقة وما استتبعتها من ممارسات قمعية طيلة (13) سنة في حق الجنوب واهله، لتؤكد حسب نص البيان الصادر عن لقاء التصالح والتسامح والتضامن في مدينة عدن بتاريخ 13 يناير 2008م ( من ان الوضع القائم المفروض قسرا منذ 7/7/1994م لا يمت الى اي شكل من اشكال الوحدة بصلة، وانما هو وضع احتلال بدائي صرفا، وطالما والامر كذلك فليس ثمة ما يوصل قضيتنا الى ما نصبوا اليه سوى النضال السلمي المشروع في طريق الخلاص من هذا الوضع غير الشرعي، حتى يستعيد شعب الجنوب حريته وكرامته وتأكيد هويته، من خلال استعادته لدولته المستقلة ذات سيادة على كامل ترابها).
    فالجنوبيين ليسوا (سيزيف)، الذي حكمت عليه الالهة بالاشغال الشاقة، من آلهة تستمتع بتعذيبه وبربط مصيره الابدي بتلك الصخرة، بأن يظل يدفع الصخرة الى قمة الجبل كلما تدحرجت الى القاع، ومكابدة عذاب بلا أمل.. وطالما النظام في صنعاء عمل مع سبق الاصرار والترصد على خلع الجنوبيين من الهوية والتاريخ، عندئذ فإن الجنوبيين قرروا، بوعي كامل، التخلص من حكماً عبثياً، لآلهة إستمرأت لهم العذاب.. فقد أختار أبناء الجنوب طريق حق تقرير المصير، لانهم ليسوا (سيزيف)، ولن يتراجعوا عنه بعد اليوم.
    وهنا يهمنا التأكيد على انه ليس بمقدور احد ان يلعب بأوراق التاريخ، أعتماداً على تغيير التركيبة السكانية تحت ظروف الوضع الراهن، وبالذات من نوع الخطاب السياسي الرسمي للنظام، كون براهينه هي القوة والاكثرية، وهو الامر الذي دفعه منذ 7/7/1994م، ليقوم بحملة مسعورة ضد الجنوب، وكأنه يقود معركة استباقية وعمل على تغيير المعالم التاريخية في الجنوب، بفعل الاحساس المفرط بغرور القوة، التي تدور وتدور في جاهلية بلا شمس، وقالوا وحدة وكفى.
    وبناء على ما سبق نقول للأستاذ عبد الباري عطوان، نحن في حاجة الى استعادة قراءة التاريخ بعمق القريب والبعيد وفق ما قاله فقيد الوطن العربي الاستاذ احمد بهاء الدين في كتابه ( شرعية السلطة في الوطن العربي)، الذي أكد فيه، بإن التاريخ العربي القديم والحديث فيه الكثير من التزوير والتشويه، مما جعله يطالب بتشكيل لجنة شعبية، على مستوى الوطن العربي (من المثقفين) لا علاقة لها بالانظمة العربية، لإعادة كتابة التاريخ العربي.
    ومن أجل أن لا يذهب نضال وتضحيات الشعب في الجنوب سدى تحت وهم الشعارات الكاذبة، والكلمات الفارغة عن وحدة غير موجودة على الارض، وعن تاريخ واحد للشمال والجنوب، عندئذ لابد أن يدرك الاخوة العرب، من أن الوثائق التاريخية الموثقة في نصوص وثيقة الاستقلال وما قبله، أكدت على عروبة الجنوب وليس يمنيّته، نقول ذلك ولا نريد من هذه اللمحة التاريخية، أقرار حقاً أو محو باطلاً، لتبرير الدعوات القوية لحق تقرير المصير، خصوصاً والقطار قد تحرك ومن الصعوبة بمكان توقيفه، وسيصل محطة الاخيرة، شاء من شاء وأبى من أبلى، فمن المسؤول عما آلت اليه الامور اليوم في الجنوب؟ سؤال نوجهه الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
    ومن أجل الاطلاع على مجريات الاوضاع على الارض عن كثب، نرى إن الاتصال بالشعب في الجنوب صاحب الارض، الذي يعاني من القهر والظلم التاريخي، أمر ضروري تقتضيه المسؤولية القومية والاخلاقية، لذلك فإننا نوجه دعوة الى كل الشرفاء العرب المؤمنيين بالوحدة العربية، للقيام بزيارة الى الجنوب لمعرفة مايدور، من خلال الاتصال بابناء الجنوب (السكان الاصلين) لمعرفة أفكارهم وآراءهم حول الوضع القائم والذي هو عبارة عن محنة نتصبر عليها.

    الموقعين أدناه:
    1- العقيد عوض علي حيدرة – الولايات المتحدة الامريكية
    2- العقيد سعيد محمد الحريري – كندا
    3- العقيد أحمد عمر محمد – الولايات المتحدة الامريكية
    4- المقدم عمر سالم عبدالله بن هلابي – كندا
    5- محمد حسين الجرادي – الولايات المتحدة الامريكية
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    مشكور ابو احمد على نقلك الرساله

    كل الود والاحترام

انشر هذه الصفحة