جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الاسلام دين المحبة والسلام

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة الخلاقي سالم علي الحربي, مارس 14, 2013.

    • :: المشرفون ::

    الخلاقي سالم علي الحربي

    • المستوى: 4
    تاريخ الإنضمام:
    فبراير 29, 2012
    عدد المشاركات:
    933
    عدد المعجبين:
    191

    بسم الله الرحمن الرحيم في هذا اليوم السعيد انتهيت من تسويد كتابي الجديد الذي يحمل عنوان ( الاسلام دين المحبة والسلام ) وقد اخترت لكم منه هذه الفقرة باسم الوسطية في الامور كلها ومما جاء في مقدمة الكتاب (فقد تضمنت هذه الرسالة المعنونة (الإسلام دين المحبة والسلام )بعض من الأوامر التي أمرنا الله تعالى القيام بها وبعض من النواهي التي نهينا عنها وأمرنا باجتنابها مدلل عليها بالدليل الصحيح الصريح من القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة وهي من الأوامر والنواهي والتي تبين تبيان واضح وصريح بان الإسلام دين المحبة والسلام وليس دين العنف والإرهاب الفاسد والمضل والتي كتبتها على عجل لمقتضيات الحالة حيث جمعتني بإخوة أعزاء مدربين ومتدربين ورشة تدريب خاصة بمهارات التعامل مع النزاعات ونبذ العنف ونشر ثقافة الوئام الاجتماعي للقيادات والشخصيات الاجتماعية والشباب في مديرية المنصورة محافظة عدن للفترة من 3/3—10/3/2013م وبفضل وتوفيق وعون من الله تعالى تمكنت رغم قصر المدة من الخروج بهذه الرسالة ولله الحمد والمنة فمن وجد شيئا من الخطأ فليدلنا عليه لان القصد وجه الله تعالى ، هذا وأسال الله العلي القدير أن يتقبّل عملي هذا وان يجعله خالصا لوجهه الكريم كما أسأله تعالى أن يهدي جميع المسلمين لما يحب ويرضاه وما ابتغيت سوى الحق ، فان اخطات فمن نفسي والشيطان وما كان صواباً فمن توفيق الله ، والحمد لله أولا وأخيرا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين وحسبي الله ونعم
    الوكيل وأفوض أمري إلى الله.


    -الوسطية في الأمور كلها
    الإسلام يوافق الفطرة الإنسانية السليمة فانه يدعوا إلى التوازن والاعتدال والتسامح قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا )ومن بين مظاهر الاعتدال دعوة الإسلام إلى التوفيق بين المطالب الدنيوية والواجبات الأخروية قال الله تعالى ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)القصص(77) ثم يرغب في تحقيق التوازن بين العبادات والعمل قال تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الجمعة 10 والتوازن بين الكسب والإنفاق قال تعالى ({ وَاَلَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } الفرقان 67)
    فالوسطية هي المنهج الرباني ، والنظام الكوني الإلهي ، وسنة اللَّه في خلقه ، وهي تنسجم مع الفطرة الإنسانية ، ولذلك فالخير كلُّه في الوسطية التي جاء بها الإسلام للأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء ، في كل زمان ومكان . وقد بلغت الوسطية الإسلامية
    هذا المقام في حضارتنا ، لأنها بنفيها الغلو الظالم والتطرف الباطل ، إنما تمثل الفطرة الإنسانية الطبيعية في براءتها ، وفي بساطتها ، وبداهتها ، وعمقها ، وصدق تعبيرها عن فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها ، إنها صبغة اللَّه (1) .
    فالوسطية تمثل الاعتدال والتوازن والبعد عن التشدد والتهاون، وهذا المنهج نابع من فهم الإسلام فهما طبيعيا كما ارتضاه لنا الله تعالى وبلغه لنا نبي الرحمة ورسول الإنسانية، محمد صلى الله عليه واله وسلم والوسطية صفة هذه الأمة المحمدية وشعارها قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً” (البقرة 143) . وهي من ثمار التوازن بين الإفراط والتفريط . وقد وُصف المسلمون بها لتوسّطهم في الدّين وبعدهم عن الغلو والتقصير فيه، لذا كانوا خير الأمم،كما وصفهم الله تعالى فقد قال تعالى “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (آل عمران 110)، ولا تزالُ الأُمَّةُ بخَيْرٍ ما حافَظَتْ على هذه الخَاصيَّةِ التي تتميَّزُ بها،والتي أمرت بالعمل بها فإِذا خرَجتْ عن الوسَطِ إلى أحَدِ جانِبَيْه ففرّطَتْ أو أَفْرَطَتْ فقد هلَكت، فالَّذِي يتطَّرف متزمت يُوجِبُ على الناس ما لَيْس بواجب، ويُحَرِّم عليهم ما لَيْسَ بمحرَّم، وربما يكفِّر المسلمينَ ويُفَسِّق الصَّالحين، فيسْتَحِلُّ دِماءَهم وأمْوالَهم، ويضاف إلى ذلك أن الإفْرَاطَ والتَّفريطَ مذمُومانِ وقد نهىَ اللهُ عنهما وذمَّ أهلَهما،
    قال الله تعالى “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا” (هود 112
    والوسطية يقابلها التطرّف، وهو مجاوزة حد الاعتدال والبعد عن التوسط، وهو مشتق من الطرَف أي الناحية، أو منتهى الشيء . وغالباً ما يستخدم ليعبر به عن التشدد وتجاوز الحد في الدين . ويرتبط بالتطرف مفهوم الغلوّ، ويعني الزيادة والارتفاع ومجاوزة الحد في القول والعمل والاعتقاد . والغلوّ في الأمر أو الدين أمر مذموم،
    قال تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل” (المائدة 77
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة العقبة . وهو على ناقته ( القط لي حصى ) فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف . فجعل ينفضهن في كفه ويقول ( أمثال هؤلاء فارموا ) ثم قال ( يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) . رواه ابن ماجة وصححه الألباني :وقال صحيح
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم (فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) رواه ابن ماجة وصححه الألباني وقال صحيح
    فمتى ابتعدَ الإنسانُ عن الإفْراطِ والتَّفريط فقد اعتدلَ وسار على الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا الله تعالى ، فالوسَطِيَّةُ تعني إتباع الصِّراطِ المُسْتَقيم والثَّباتَ عليه والحَذَرَ من المَيْلِ إلى أَحَدِ جانِبَيْه .ويرتبط بالوسطية مفهوم التسامح، وهو من السماحة والاعتدال، وسهولة التعامل مع الغير وهي من سمات الإسلام، فكثيراً ما توصف العقيدة بالعقيدة السمحة والدين السمح .فالحق أن تفعل ما أمر الله على قدر الطاقة والاستطاعة والإمكان، وترك ما نهى عنه على وجه الإجمال، وهذه هي الوسطية والاعتدال تُحَمِّلْنَا مَا لاَ بين الإفراط والتفريط .
    قال الله تعالى “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ” (البقرة 286)، والإسلام دين اليسر والسماحة والوسطية والاعتدال ويؤكد مبدأ التيسير،
    قال الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6 ) الشرح
    وقال تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78
    وقد جاء الفقه الإسلامي ليؤكد ضرورة تمثل روح التيسير والسماحة، ونجد ذلك من خلال القواعد الفقهية التي أكدها العلماء، فمنها مثلاً: المشقة تجلب التيسير، لا ضرر ولا ضرار، الضرورات تبيح المحظورات . حتى التكاليف الشرعية ذاتها تقوم على اليسر ورفع الحرج عن العباد، بدليل الرخص التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتخفيف المشقة عليهم أثناء القيام ببعض العبادات التي تكون في حالات محدده مثل التيمم، ورخصة الجمع والقصر في الصلاة، وإباحة الفطر في رمضان للمريض والسفر ، والشيخ ، والحامل والمرضعة وغير ذلك من الحالات
    قال الله تعالى(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)وقال تعالى ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )والإسلام دين التسامح والتعايش مع أصحاب الشرائع الأخرى لان التعايش مع الآخرين من فطرة الإسلام وشرعه، وما كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، ليظلم أحدا أو يجبره على الدخول في دينه والله تعالى يقول له: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99) وقال تعالى (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة
    وقال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) ) فقد كفل الإسلام للإنسان حرية الاعتقاد. وجاء ذلك في وضوح تام في القرآن الكريم: (لا إكراه في الدين ). فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه واعتناق دين آخر. فحرية الإنسان في اختيار دينه هي أساس الاعتقاد. ومن هنا كان تأكيد القرآن على ذلك تأكيدًا لا يقبل التأويل في قوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
    ويدعونا الله تعالى إلى مجادلة غير المسلمين بالحسنى قال تعالى { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاَلَّذِي أُنْزِلَ إلَيْنَا وَأُنْزِلَ إلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } وقال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ). أي جادلهم بالخصال الجميلة الحسنة إي ألطف وأرفق ، وهي إن تقابل الخشونة باللين ، والغضب بالكظم ، والمشاغبة بالنصح ، و إن تدعوهم إلى الله تعالى برفق ولين ، وتبين له الحجج والآيات والأدلة والبراهين ، من غير مغالبة ولا قهر، نقاشاً حر على أساس موضوعي بعيداً عن المهاترات أو السخرية أو الاستهزاء بالآخرين .
    وقال الله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) وجعل كمال الإيمان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى إيماننا وتصديقنا بالكتب المنزلة من توراة وإنجيل وزبور وصحف ، وكذا الإيمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام الجميع بدون استثناء فما أروع تسامح الإسلام وعدله الذي دعاء إلى احترام الجميع بدون تميز احترم الإنسان لإنسانيته دون النظر إلى دينه او لونه أو جنسه .
    و قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التو يجري في كتيبه( وسطية الإسلام وسماحته ودعوته للحوار ) ليس بخافٍ أنه لا قيمة للوسطية إن لم نكن نحن أمة وسطاً ، ولا اعتبار للسماحة إن لم يكن فكرنا مصطبغاً بها ، ولا جدوى من الحوار مع الحضارات والثقافات إن لم يكن في البدء والمنطلق حواراً داخلياً يجري فيما بين شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتها ، ويهدف إلى إزالة أسباب الفرقة والتمزّق وتشتّت الآراء والاختلاف في المواقف إلى درجة المشاحنة والمخاصمة والقطيعة . لأن من مصادر القوة والمناعة للأمة الإسلامية في هذا العصر ، وفي كل العصور ، أن تكون أمة وسطاً ، تعمل وفق مبادئ الشريعة السمحاء التي تكفل الحرية والمساواة للأفراد والجماعات ، وتضمن حقوق الإنسان ، وتنفتح على الحضارات والثقافات الإنسانية من دون استثناء ، وتقيم جسور التعاون والتعايش والتفاعل والتواصل والحوار معها . وفي ظلّ هذه المبادئ الوسطية السمحة ، يزدهر المجتمع الإسلامي ، ويتمتع كل إنسان فيه بحرياته الأساس ، مع أدائه لواجباته دون تفريط في أي منها ولقد جعل اللَّه الأمة الوسط شاهدةً على الناس ، والشهادة تقتضي المقام الأسمى والدرجة الرفيعة ؛ فالأمة التي هي دون ذلك ليست بمؤهلة لهذه الشهادة ، وغير جديرة بهذه الخيرية التي وصف اللَّه بها أمة الإسلام ، وجعلها مرتبطة بعد الإيمان بالله ، بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ، اللذين هما الركن الأساس في الإصلاح بكل دلالاته ومعانيه ، وفي كل مجالاته ومناحيه .
    ومن منطلق مبادئ الوسطية والسماحة والحوار والدعوة إلى اللَّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يبدأ العمل الذي يتوجّب علينا القيام به ، لإصلاح أوضاعنا في العالم الإسلامي كلِّه ، ولإعادة بناء نهضتنا على أسس جديدة ، بعيداً عن كل أشكال التزمّت والتشدّد والغلوّ والتطرف ، وفي دائرة القيم الإسلامية المثلى ومبادئه السامية التي تدعو إلى البناء الحضاري ، وإلى الإخاء الإنساني ، وإلى التقدم العلمي في جميع المجالات ، بجعلها طلب العلم فريضةً ، والتفكير في التغيير الإيجابي والبنَّاء واجباً ، والمبادرة إلى إنجازه ضرورةً مؤكدة إن الإصلاح الذي يُوجبه علينا ديننا لا بد أن يقوم على هذه المبادئ الثلاثة : الوسطية ، والسماحة ، والحوار ، ولا سبيل إلى الإصلاح بالغلوّ في الفكر ، والتطرف في الوسيلة ، وبالانغلاق في الموقف والنظر إلى العالم المائج بالمتغيّرات من حولنا نظرة المتردّد ، أو المتشكّك ، أو المقاطع الرافض للتكيّف مع التطورات وتوفيق أوضاعه مع ضروراتها ، وإنما الإصلاح والتوافق والانسجام مع النفس ومع العالم ، يتم بتفعيل هذه المبادئ جميعاً وفق مبادئ الإسلام مما يجعل من حوارنا مع الحضارات والثقافات حواراً هادفاً ومنتجاً ، ولا نترك أي فرصة أو حجة أو ذريعة لأي كان لاتهامنا بالتطرّف والإرهاب ، واتهام ديننا وحضارتنا بالتخلف والانغلاق.أ.ه-
    فليكن الحوار مرتكزاً على قول الله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )(64
    وعدم التنازل على الثوابت والمرتكزات الأساسية: والتي تشمل الأمور والثوابت الدينية وأوضحت الآية أن الحوار إذا لم يصل إلى نتيجة فلكل دينه الذي يقتنع به.ه

انشر هذه الصفحة