- التحذير من الطعن بالأنساب والتفاخر بالاحساب:

.- التحذير من الطعن بالأنساب والتفاخر بالاحساب:

الإسلام دين الإخاء والعدل والتسامح والمساواة ومبدءا المساواة في الإسلام عام وشامل دون قيود واستثناءات،فقد أذاب عصبيات الجاهلية وحميتها،واسقط فوارق النسب والتفاخر بالحسب،واللون والقبيلة،والوطن،وجعل وشائج العقيدة الصحيحة وأخوة الدين أعلى من رابطة النسب والقرابة،فلا يتقدم أحد،أو يتأخر إلا بمروءته وعلمه،وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه واله سلم: "من أبطا به عمله لم يسرع به نسبه"أخرجه مسلم ضمن حديث طويل(4867).
فقد ألغى الإسلام الطعن بالأنساب ،والتفاخر والتعاظم بأحساب الآباء والأجداد،
وألغى كذلك التفرقة العنصرية،والتمايز بالألوان،والعصبية القبلية،فلم يفرق في الحقوق والواجبات،والمعاملات،بين ابيض واسود وأحمر،ولا بين حر ومولى،الكل سواء أكرمهم عند ربهم اتقاهم .
الحسب: هي مكانة الإنسان في المجتمع،وعلو مقامه فيه،وشرف ومجد الإباء والأجداد،وما يعده الناس من مفاخرهم.
الفخر بالأحساب: هو التعالي والتعاظم وما يعده المرء من مفاخر،ومآثر آبائه وأجداده،وقيل الفخر بالا حساب والأنساب على سبيل المفاخرة ، وقصد الترفع على الغير، يفخر بحسبه لإظهار تعاليه على غيره.
أما ذكر الحسب للإيضاح والتبيان ونحو ذلك دون ترفع على غيره ولا افتخار ولا تعالي فذلك ليس من أمر الجاهلية.
الطعن بالنسب: هو التنقص لأنساب الناس وعيبها على قصد الذم والقدح،كقوله:"آل فلان ليس نسبهم جيد،أودعوى النسب الكاذب،والتبرؤ من نسب وأن دق،أو تعظيم نسبه،والتنقص بأنساب الآخرين،أو الطعن بنسب الغير بأنه ليس ابن فلان،أو ليس من آل فلان،أو ليس من قبيلة فلان،وكل ذلك ذماً وقدحاً،وتعييباً وتنقيصاً،فلا يفخر المرء بحسبه ولا يطعن في نسب غيره، لان الله سبحانه وتعالى قال:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات 13.
فجعل الله تعالى التكريم وعلو المكانة بالتقوى والعمل الصالح لا بالحسب والنسب والتفاخر بهما،وقدوة المتفاخرين بالاحساب والطاعنين بالأنساب إبليس الرجيم فقد بين الله سبحانه خبره و تكبره،وتفاخره،وقياسه الفاسد.
فقال الله تعالى:{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}الأعراف 12 .
فإبليس أول من أفتخر بحسبه " أنا خير منه خلقتني من نار" وهو أول من طعن بنسب غيره "خلقته من طين".
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم عن مساوئ التفاخر بالاحساب والطعن بالأنساب وأن ذلك من عمل الجاهلية المذموم الفاسد .
فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه واله سلم:" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالاحساب،والطعن بالأنساب،والاستسقاء بالنجوم والنياحة" وقال "النائحة أذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" رواه مسلم(29/934).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:أن رسول الله صلى الله عليه واله سلم قال:"قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالإباء،مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم من تراب"أخرجه الترمذي(4337)وحسنه الألباني في صحيح الترمذي(3101)وقال حسن.
وعنه رضي الله عنه قال : فال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:"اثنان في الناس هما بهم كفر، الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت".رواه مسلم (121/67).
وعن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه واله سلم:" أن ربكم واحد وأباكم واحد ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى"
أخرجه الطبراني في الأوسط(4749)وأحمد(23489)وحسنه الألباني في غاية المرام تخريج أحاديث الحلال والحرام(308)وقال حسن.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أن رسول الله صلى الله عليه واله سلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال:"يا أيها الناس أن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله،والناس بنو آدم وآدم من تراب،قال الله: {ياأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليم خبير} أخرجه الترمذي (3193) وصححه الألباني في صحيح الترمذي(2608) وقال صحيح.
فإذا كان الفخر بالحسب والطعن في النسب من أمر الجاهلية فيجب علينا التخلي والابتعاد عنهما ولا يجوز فعلهما لان كل ماكان من أمر الجاهلية محرم ومذموم ومنهي عنه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في مجموعة فتاوى ورسائل بن عثيمين (10/703) الطعن في النسب هو عيبه ونفيه ، وهو من الكفر،لكنه لايخرج من الملة "انتهى كلامه رحمة الله".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية (113)كل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن من نسب ، أو بلد ، أو جنس ، أو مذهب ، أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، انتهى كلامه رحمه الله.

تم نقله من كتابي (التحذير الشديد من بدع ومحدثات العادات والتقاليد )

تسلم ابو قاسم كلام مهم ونسأل الله الرحمة والمغفرة تهّيجنا العصبيات في بعض الامور ونخرج عن نطاق الشريعة الى عصر الجاهلية وهذا من اعمال النفس التي تهوى التعالي واتباع الأهواء والرغبات
على من تحركة العصبيات فيتعالى على غيره ان يعرف انه لا يدخل الجنه من به مقدار ذره من كبر مات عليها ولم يتب ويندم على ما بدر منه

بارك الله فيك يا ابو قاسم موضوع مفيد لمن يعرفة ويعمل بة من الذين يدعون انهم احسن الناس وهم جهلة
بارك الله فيك وجعلة في ميزان حسناتك ياغالي

الاعزاء المبجلين الكرام الشيخ عبدالحميد وابوالاحمدين والفاتح وابو عبدالعزيز وابوعلي الطيبين الطاهرين الاكارم سعيد بمروركم العطر واطلاعكم المهم وملاحظاتكم القيمة فجزاكم الله خير الجزاء ووفقكم الى طريق الحق والصلاح .

اخي ابو احمد احترمك واقدرك واحترم رئيك واشرفه ولكني لا أرى ان ذكر ماذكرته مكانه هنا لاني ادعوا الى نبذ امور نهانا عنه ديننا الحنيف ولانود اثارتها هنا لك تحياتي وتقديري ودمت في رعاية الله وحفظه .