من اليمن

عثرت على قصيدة طويلة جدا وهي للشاعر اليمني احمد الشامي وتعود الى عام 1960 م وما لفت انتباهي حقيقة لماذ اليمني فعلا يهرب من حقيقة انه يمني ويحاول طمسها امام الاخرين نحن نرى الشعوب الاخرى تعتز بأصلها وتراثها وتعكس للآخرين هويتها بينما اليمني يندمج ويعمل على اخفاء هويته مثلا نرى السوداني يتحدث بلهجته ويلبس الزي الشعبي ويمارس مراسم الزواج والمناسبات كما هي في بلده بينما اليمني يتنصل من ذلك فيحاول تقليد ما عند الاخرين حتى وان لم يريده ويحاول ان يغالط نفسه فيتنكر لكل شيء ينتمي اليه هذا الامر محيرني اليمن أصل العرب ومنها خرج رجال عظام عبر الازمنه ومنها ظهرت لغة العرب وهي جذور الامة من أقصاها الى أقصاها اذن ما الذي جعل اليمني اليوم يتهرب من واقعه ويغالط نفسه ويعمل على التنكر من هويته اريد منكم وجهة نظركم في الاجابة على هذا التساؤل ؟
هذه الابيات للشامي قديمة اخذتها من قصيدة طويلة توضح بعض اسباب هروب اليمني من الافتخار بهويته والتستر منها بأي شيء حتى ولو كان اقل منزلة


من اليمن


كان يُكنّى باسمه
كان يقول انه من الجنوب او من الشمال
وتارة من جنوا
وقد يقول انه من أسمره
من أي أرض لايُبالي عنه ... ان يقال !
وكل ما يخشاه أو يكرهه
وكل ما يخيفه
بأن يقال ، انه من اليمن
في المسجد الكريم
في مجمع الغوغاء او في المحفل العظيم
يغير اسمه
يحرّف اللهجة والكلام
يلوي لسانه
يود أن يمحو حتى سحنَة الجدود
من وجهه الكريم.
ولا يبالي ان يقال انه من الهنود
او من جبال ((التبت))او من ((كينيا))
لانه يخاف ان يقال ((شافعي))
او يعرفون انه من فرقه ((الزيود))
جاء من ((اليمن ))
حيث الظلام نائم منذ عصور،
حيث الانام كهياكل القبور ،
حيث القيود والسياط والسبُح ،
والقات والإمراض والترح،
والعسكري ومحصل الزكاة ،
والخادم الأثير ،
والتاجر الكبير,
وزمرة الوشاة والمخدرون ،
والعبد والسيّاف والمخزنون،
لاهون عابثون ،
لايعقلون أي قبر يحفرون لليمن،
كمم صارع الرياح ،
كم قاوم الاشباح،
كم داس اشواك وعاشر الذئاب ،
كم شارك الوحوش وعقارب اليباب،
مفارش التراب ،
اكل الجوع وشرب الظمأ،
وعانق الاخطار هائما ،
يخشى مراصد العسس ،
والعُكفة الحرس ،
فغير اسمه وهيئته ،
وسمته ولهجته ،
وود انه ليس من اليمن ،
ليس من الارض التي ،
كانت لبلقيس وذو يزن
وتبع مليكها
واسعد الكامل والإقيال
في ظفار ويحصب الخضراء
ومأرب وسدها العتيق
والناس ذو بأسا شديد
يفاخرون بالعلا ويفخرون باليمن
ليس من الارض التى انجبت أئمة الهدى
ونبلاء العلم والأدب
والفن والجمال
وكان فيها للصليحي علم
تعنو له الابطال
وللمظفر العظيم صولة
يهابها الرجال
ارض ازال
وتعز وعدن
وهبت العواصف الهوجاء في ازال
وهاجت الفتن
واستعمرت نوازع الشرور
واستكلبت دوافع الغرور
وخافت الرؤوس ان تطير
وزحف الخوف على سقم وجوع
ولم يجد من وزرٍ إلا الفرار الي عدن
وغير اسمه وود لو يستطيع
ان يمسح سحنه الجدود
او ان يعرف لغة العجم
او لهجة الهنود
لأنه يخاف ان يعرف انه من اليمن

الله سبحانة وتالى انزل عليها غضبة لانهم كفرو بنعمة لو كانو صبرو على النعم لافتخرنا كلنا بهذة الهوية المهمشة عالمياً اخوي ابو عبد العزيز
وزاد الطين بلة حكامنا لابارك الله فيهم هم من خلونا نبتعد لانة لاتجد فيهم رشيد يسعى لنصرة اصحابة
بارك الله فيك يابو عبد العزيز ودمت على نقلك القصيدة القديمة لشامي
لك خالص الود

اشكرك ابو الاحمدين الاوائل صنعوا تاريخ مشرق من الاف السنين وهو ما نعتز به لكن رجال اليوم هم من انزلوا من قيمتنا ووضعونا في هذا الحال

اشكرك عزيزي مواطن على كلامك الجميل اسعدتنا بمرورك الكريم لك اجمل التحايا