مميز مساجلة شعرية للشاعر المحبوش

اليوم نقدم لكم من كتاب اعلام الشعر في يافع للدكتور علي صالح الخلاقي

قصيدة للشاعر الشعبي محمد سالم المحبوش الخلاقي رحمه الله شاعر من خلاقة والقصيدة عبارة عن مساجلة شعرية بين الحمار والبقرة كلالحمار يشكي حاله الى البقره ويرى ان البقرة تحاط بعناية فائقة بينما هو يتحمل اعباء ولا ينال اي رعاية من اصحابه بل على العكس يعامل معاملة قاسية وترد عليه البقره وتفند له الميزات التي تتوفر له وهي محرومه منها وتوضح له ان ما في احد مرتاح كل طرف لديه متاعب ومصاعب وهموم هنا يتدخل الشاعر المحبوش للحكم بينهما هذه المساجلة بين الحيوانات لها مضمون انساني عميق عند الشاعر صحيح هو اخرج قصيدته على لسان الحيوانات لكنها تعبر عن مكنونات للمعاناه البشرية ايضا

المهم لا نطيل عليكم نقدم لكم هذه المساجلة الشعرية

ألا قال الحمار المتعوب ذي هو طول عمره مسبوب

قم يالتيس شل المكتوب شله لا بقرة الجيران

قل جاش الحمار ابيشكي من جور العناء كم يبكي

وانتي يا المنيحه دكي واخو الصّعب يمسي سهران

يصبح يشتغل من باكر والله ما سلي لي خاطر

وادوني الصميل الجاسر وامسوا دان ودانه دان

واروح قدني يائس وانتي بالحوية جالس

وايدوا العشاء لي يابس قالوا كل وما له قبلان

وانتي بالحوية قاعد والماء تشربينه بارد

ويجي الليل وانت راقد بالراحة وداخل ديوان

ما نا صبل سوو لي دقدوق قد نصف الخشب به مفلوق

والديكي بجنبي قق قُوق ما خلاني اغمض لعيان

ما انتي قد معش خيرة مال حبوش المرة والرجال

حتى لو تبين العطال ما حد بايقولش غلطان

ما نا لا ركضت أدّوني بالصّمول لما يعموني

ويش ذا البخت لي ذلوني عاشي قبيلة يا لاخوان

ما نا ما لقيت المخرج شوفيني صراحة محرج

شي قالوا حمار اتزوج ما نا واصدقائي عُزبان

ما نا بس سووني حّمال واتعبني الثقل والمِيّال

ما هل بالطرق يا تقلقال ليرهد وحمره وإقطان

وان قلت اشتغل واصابر باظلي زماني خاسر

وان شيّبت وارجع فاتر قالوا ما يبوني الخلان

ويقولون قوموا شلّوه لاراس الشفا ولا ارموه

والا بالمواهر يدوه ذي با يكسروا له لسنان

وان مات ابيسوا له مهره بيسوا له برجله شتره

ويجوا يسحبونه كِبره يا نكراه ويش ذا العدوان

والا درجوه العجمه ذي بيصل وقد هو رضمه

ابن ادم مع به ذمه او رحمه معه بالحيوان

ما الانسان كوده يسهر عالقات الرطب والسكر

وان عاشي مداعه سبّر لعاد يشوف حد من ما كان

ذا قول الحمار المظلوم وانتي الرد منّش ملزوم

هو انتي بالتعب او منعوم منعش جاوبي عالقيفان

واختمها بطلقة زانه لبن آدم تلّج اذانه

وانتي ورد راوي اغصانه ذي ريحه يداوي لبدان

وترد البقرة على الحمار بهذه الابيات

لاقاله بقرة ابن الثور، من ضيقي ونفسي مكدور

بشرح للحمار المقهور ، عن حالي وقلبي حزنان

ياساري عزمنا عالشّد، قم يالكبش واسرح بالرد
واحذر لاتصل تتمدد، ماهل صل وقل له عجلان

قل للصّعب ويش ابلانا ، بانشكي على مولانا
خايف لاحدا بيرانا، با يقولون عني بِختان

لا انت الصدق تبغى مني ، شوفك انت احسن منى
لا يضحك عليك الجني، شوف الجن عندك لعوان

انته طول عمرك مّزاح، بتسافر وقلبك مرتاح
مانا بالسفل يا نباح، يااتسِماع صوت الجرذان

وان هو صاحبي تعبني، لاادى لي علف يحلُبني
ماخلوا قُطيره لبنى ، ذي هو بالحويه جيعان

وانته قلت سوولي ديوان،سوولي صبل نصفه قِردان
بتمُص الدماء من لأذان، والنامس معي والذبان
اما الحوش بابه مصنوج، بيسوو لي المشاجيح العُوج
ماخلوني اشم الفوج، والله مامعّيا اطمئنان

شوقي بنطلق لا الوادي،با اتولّه انا واولادي
ويظلون يا عرادي، ليكن ماسمح لي السبحان

ما انته يا الحمار اضحك لك،لاتشكي ولا بشكي لك
إثريض وطول بالك،واصبر عالتعب والعصيان

عندك يوم سر لاحمره، بين الماء وتاك الخُضره
والضحكة وتاك السمره ، تسوي قصر شيخ الرومان

وانته قلت عادك محرج، قلت انك تبا تتزوج
احذر لا يقع لك مدرج،لايضحك عليك الشيطان

شوفك انت احسن منا، لاني مثلكم بتمنى
لاقالوا سرحنا سرنا، وانعمل بتاك الوديان

واخرج عالتراب اتمرا، احسن لي من اكبر قصرا
وادكي عالعُضاه الخضراء، وا كل لي شجر من لودَان

وان قولي خطا قم وانذُق، لي بندق وانا اطرح بندق
والمحبوش هو ذي يصدق، يحكم بيننا بالميزان

اخترناك يابوسالم، سيناك القضاء والحاكم
ذي انته طول عمرك صارم،وانته ذي ابتقادي العُوجان

وانته قلدك قع نقاد،مانبغى جوابك فِنّاد
واسمح لا قصر والا انزاد، رعنا يامحمد خُجفان

واختمها بعطر الوردي، والكادي وشم الندى
للسامع ومن هم عندي ، او من كان خارج لوطان

ويرد الشاعر على طلبهم التحكيم بهذه الابيات

قال المولعي من ساسي من قلبي وراسي القاسي
بانشرح لكم يا ناسي والغلطان قد هو بايبان

ها والسّاع حيا آلاف مني يا بقرة الشرياف
وانته يالحمار المستاف ما امسى سيل يرهد حنان

يا حيا بريح الجاوي واغصان الورود الراوي
والأُزاب ذي بيداوي ذي هو اعور وذي هم صُوران

كلفتوني احكم واشهد في ذا اليوم يوم الاحد
قلنا والنبي ما اتردد لو نخسر بلدنا والضان

وانتوا اتسمعوا بو سالم ليكن لا تقولوا ظالم
شوفوني مصلي صايم ما عمري ظلمت انسان

بالفعل ابداع في اختيار الكلمات كما اعتدنا من الشاعر الكبير المحبوش رحمة الله
وانا اقراء الشعر كنت اضحك على الحالتين فالكل ماهو مرتاح
وهذا طبع الانسان يصعب علينا بان نقتنع بما نملك ونريد ما لا نملكه
ولاكن كما يقال القناعة كنز لا يفنى

تشكر عبدالحميد على مرورك الكريم

كلام جميل لتحليل معاني المساجلة ليس هناك كمال الكمال لله فقد تجد غني عنده مصائب لا تعد ولا تحصى وتجد فقير يعيش حياته بسعادة
سؤل حكيم عن الانسان وطباعه فكان مما اجاب
غريب هذا الانسان تذهب راحته في جمع المال لكنه في النهاية يصرفه على الامراض التي لحقت به من متاعب جمعه
اذن القناعة فعلا كنز عظيم لمن يتصفون بها

اشكرك صوت عدن عل التعقيب يعطيك العافية