طوق آآآذى ع ـــــنقي ... ... ...لحظة إنتحار!!

زهور أيام .. طابت لحظاتكم بحلو الذكر و الإستغفار .. معي بضع جمل أود أن تشاركوني بها ..

طفق بي الحال ..

لم أعد قادرة .. لقد حاولت مرارا و تكرارا .. و لكن بلا جدوى .. و إنهـ ليزداد إلتفافا حول عنقي .. و إنني لأزداد تحمسا لفعل المحال ..


طوق آآآذى ع ـــــنقي ... ... ...

في مساء ليلة ساحرة .. وضعت كرسيا أسفل المروحة .. و أحضرت حبلا متينا لا يمكن أن ينقطع بسهولة .. و صعدت للأعلى .. و ربطت الحبل بعنق المروحة .. بشكل دائري .. حتى ألفهـ حول عنقي .. أبعد الكرسي .. فتنتهي حياتي ..

بعد أن وضعت الكرسي .. شعرت بالرغبة في شرب الماء .. ذهبت للمطبخ .. و فتحت الثلاجة .. و أحضرت كوبا .. سكبت بداخلهـ الماء..أثناء إنسكاب الماء داخل الكوب..لاحظت كم هو شفاف رقيق .. وسرحت بمخيلتي ..

تذكرت كم كنت شفافة .. لا يشوبني ذنب .. ولا تؤرقني معصية .. وأنا الآن على مشارف الموت .. وقد علقت حبلي بيدي ..قررت أن أتراجع و ألا أحرم نفسي من التوبة..

جلست على الكرسي ..فتحت التلفاز..ووجدت مشهدا يشنق فيهـ شخص ..لحظتها..تخيلت أن موتي لا محالة منهـ..

ذهبت للكرسي ..رفعت قدمي كي أصعد عليهـ..فانكشف شيء مني..فتذكرت أنني لم أستتر يوما..فقلت ربما أنهـا فرصة ..لأستتر و أصون نفسي..أصون ذلك الجسد الذي إستمتع بهـ الكثيرين..من نظرة و لمسة و .... إلخ

ذهبت إلى خزانة ملابسي و قررت أن أتخلص من ثيابي الضيقة و الفاضحة ..فوجدت بينها ثوبا أهدتهـ إياي والدتي قبل موتها .. فهي كذلكـ إنتحرت .. لأنها كرهت حياتها بكثرة المعاصي ..أقنعت نفسي بأنهـ لا محالة و لا بد من موتي ..

ذهبت للكرسي للمرة الثالثة..ولم أعر إهتماما لجسدي الذي ينكشف عندما أصعد حتى لا أتردد..وقفت على الكرسي..رفعت يدي بكل بطء..لأمسك بالحبل ..كانت يدي و كأنها مشلولة و في مرحلة الشفاء..تتحركـ ببطء عجيب..وبينما يدي ترتفع..شاهدت وشما بإسم حبيبي .. الذي هديتهـ كل ما يريد .. فقررت أن أعود لأمسح الوشم..وأطلب المغفرة من ربي ..

شعرت بالتعب ..وكيف أنني غير قادرة ان أثبت على حالة ..إما أن أموت وإما أن أعيش ..مر شريط حياتي على مخيلتي ..ليس فيهـ إلا اللهو و العبث .. لم أركع يوما لخالقي .. ولم أرفع يدي لأناجيهـ .. و لم يمس جبيني الأرض ساجدة بين يديهـ .. و لم أبر والدي..ولم أنفق مالي بالحلال..ولم أصن عرضي ..

يكفي!!

لا بد أن أمت..فأنا لا أستحق االحياة ..و عدت مرة أخرى للكرسي ..صعدت..وضعت الطوق حول عنقي ..وتبقى فقط أن أرفع قدمي من على الكرسي ..

كانت لحظة قاتلة ..لم أستتطع..لم أقدر أن أحرك قدمي ..وبينما أنا أقدم خطوة و أؤخر إثنتين ..سمعت ..اللهـ أكبر..اللهـ أكبر ..أشهد أن لا إلهـ إلا اللهـ..أشهد أن محمدا رسول اللهـ..حي على الصلاة..إرتعش جسدي عند الجملة الأخيرة ..إهتز الكرسي بقووووووة ..وكأنهـ يريد أن يوقعني بلا رحمة و لا شفقة .. سارعت دموعي نحو الخروج..تشجنت أطرافي..وأنا أسمح ذلكـ الصوت الشجي .. حي على الصلاة ..اللهـ ..كم هي عبارة جميلة .. هيا نصلي .. هيا ننظم وقتنا .. هيا نتركـ الكسل .. هيا لموعد مع اللهـ..هيا لتحقيق الأمنيات ..

رغبت حقا بعدها ..أن أشعر بكل تلك المعاني..نزلت من على الكرسي ..وتوجهت للصلاة..توضئت .. وكنت أشعر أن جلدي يتجدد..وتدب فيهـ الحياة من جديد..

لبست ثوب الصلاة..كان ثوبا ساترا..ليس كالذي أرتديهـ عندما أخرج..سبحانهـ..فإنهـ أمرني بأن أقف أمامهـ بكل تستر ..فكيف أعصى أمرهـ..إذ أنني في كل حين أقف أمامهـ..

كبرت للصلاة..لأول مرة!!..ودخلت بها ..أقرأ الفاتحة و سورة الإخلاص..نعم لا تستغربوا ..فلقد تعلمنا هاتهـ الأشياء في المدرسة و لم ننساها لأننا حفظناها عن ظهر قلب..ليس حبا بها..ولكن للحصول على درجة عالية في ورقة بيضاء عليها حبر أسود

ولم أرغب بالحصول على درجة عالية..عند ربي حبيبي .. كنت أنتقل في الصلاة بكل سلاسة و إطمئنان .. من ركن لركن .. من ركعة لركعة .. وسجدة لسجدة .. إلا أنني لم أغير سورة الإخلاص (( فأنا لم أكن أحفظ غيرها ))..

وصلت للسجدة الأخيرة..ووضعت رأسي على سجادة الصلاة .. و إنهمر الدمع من عيني

يارب ..سامحني..إغفر لي ..أدخلني جنتكـ..أنا مذنبة..لكنكـ غفور رحيم..تحب التوبة من عبادك..يا رحيم .......إلخ

جلست أدعي و أدعي .. ولم أنتبهـ للوقت و هو يمر .. و كنت أجهش بالبكاء ..ويرتفع صوتي .. مرت ساعة و أنا على ذلكـ الحال ..

ياللهـ راحة .من نوع غريب .. لا أظن أنني عشتها قبل ذلكـ .. كنت سعيدة للغاية..و انا أروي لربي قصة حياتي .. و أناجيهـ .. وهو يسمعني ..

إنهـ يسمعني..كم أنا آسفة على الوقت الذي لجأت فيهـ لعبد كي يسمعني .. و الغفور الرحيم لا أرأف منهـ بعبيدهـ..

أنا سعيدة .. و الآن .. قررت أن أرفع رأسي..لأحيا حياتي بقربهـ..بقرب ربي..ولكن شأنهـ أن جاء ملكـ الموت .. وقبض روحي .. وأنا..

تائبة ، ساجدة ، باكية ، مناجية ، و أنا بقرب ربي .. أنا الآن أسعد .. ولا أملك أن أصف سعادتي

و ها أنا في القبر .. وكأنني في الجنة .. بسبب توبتي .. نعم لا تتعجبوا .. فهو يغفر لمن يشاء .. و يعذب من يشاء ..

وودت أن أكتب رسالتي لكما ..

آدم و حواء

من عاش لحظة و هو بعيد عن اللهـ .. فهي لا تعد حياة .. وإنما هي سجن مظلم..من أرتكب ظلما و خاف من الناس و لم يخف من اللهـ فإنهـ لا يخاف اللهـ (( يا إلهي .. كم أنت بشع .. لا تخاف اللهـ .. لا أعلم حتى ما أقول .. )) و من ترك صلاتهـ أو لم يلتزم بها في وقتها ..

ومن فعل و من فعل ..

الذنوب كثيرة!!

ولكن غفران ربي أكثر ..

النفس تزل و تخطأ

ولكن عفو ربي أجل ..

القلب يموت و الجسد حي ..

و لكن ربي يرجو توبة عبدهـ ..

هي كلمة واحدة أود قولها ..

تخيل أنك معهـ في كل وقت .. و أنت نائم .. لن تحلم بشيء مزعج..وأنت تغسل ..لن تتضجر و ستصبر .. وأنت تشاهد التلفاز .. لن تفتح المحرمات..وأنت تحادث أمك..ستكلمها بكل تهذيب ..وأنت تخطو لتقوم بإثم ستتذكر أنهـ معك و لا يصح أن تقوم بالذنب أمامهـ

و هل لكـ أن تقوم بهـ من خلفهـ!!

أحبك ربي .. أحبك ربي .. أحبك ربي ..

لا أرجو منكـ إلا رضائكـ و عفوكـ و مغفرتكـ ..

بأصدق كلماتي نسجت لكم حروفا حاكت قصتي و رسمت تعابيرا تذهب همي و همكـ

أختكمـ المحبة للهـ و التي ترجو محبتهـ : الأجنحة المنكسرة ..

منقول

ومن فعل و من فعل ..

الذنوب كثيرة!!

ولكن غفران ربي أكثر ..

النفس تزل و تخطأ

ولكن عفو ربي أجل ..

القلب يموت و الجسد حي ..

و لكن ربي يرجو توبة عبدهـ ..

جزاك الله الف خير كلام جميل

بارك الله فيك وجزاك الجنه
اعجبني جمال موضوعك وتميز ذوقك
الف شكر

تسلم اخي العنيس على نقلك المميز
لاحرمنا من تواجدك معنا ياغالي
تقبل مروري