خطبة الجمعة للشيخ القرضاوي

دعوت الله أن ينصر قطر على أمريكا في معركة المونديال

• أوباما كشف عن حقده وإحباطه بانتقاداته لـ "الفيفا" بعد فوز قطر
  

  • العرب مصرون على التفاوض مهما فعلت إسرائيل وهذا مؤسف
    

    • نحن عالة على الأمم علميا وبعض الخطباء يغرقون الناس في الجهل
      

      • قطر تملك العزيمة والإرادة التي قادتها للفوز وتشريف العرب
        

        • لو كان هناك علاج بالقرآن لفتح الصحابة عيادات خاصة

• • • • 
        كتب - السيد عبد السلام :
        هنأ د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين قطر على فوزها بتنظيم كأس العالم للعام 2022 منتقداً التصريحات الغاضبة للرئيس الأمريكي أوباما الذي أعرب فيها عن حزنه بفوز قطر بتنظيم المونديال حيث اعتبر أوباما ان أمريكا هي الأحق بتنظيم المونديال وأن " الفيفا" أخطأت في قرارها .
        وأكد د.القرضاوي أن قطر نجحت في معركة المونديال لأنها كانت تملك العزيمة والإرادة لإسعاد شعبها، فقررت أن تتفوق على الجميع فهزمت أمريكا بعدة مراحل وحظيت باحترام وتقدير العالم وهو ما أعتبره درسا يجب أن يستفيد منه العرب الذين يتشككون دائما في قدراتهم ويسلمون بالأمر الواقع ويقبلون بتفوق أمريكا دائما عليهم.
        واشار إلى أن تصريحات أوباما المتشنجة ضد فوز قطر تكشف عن حالة الإحباط والعجز عن المواجهة والحقد الدفين من تفوق العرب على أمريكا حتى لو كان في معركة شريفة من أجل تنظيم مونديال لكرة القدم واسترداد المكانة التي يستحقها العرب والمسلمون. ولفت إلى أن العرب مصرون على التفاوض مع اسرائيل بالرغم منمكل مايحدث من هدم للمقدسات وتغيير في المنطقة بأكملها وهذا شيء مؤسف.
        وقال إنني لم أهتم بكرة القدم لأن الناس اهتموا أكثر مني وأكثر مما ينبغي لكني جلست أمام التلفزيون في انتظار نتيجة هذا الحدث متمنيا وداعيا الله عز وجل أن ينصر قطر على أمريكا حتى تعم الفرحة قلوب كل العرب والمسلمين، وأن تعيش قطر قيادة وشعبا فرحة الانتصار بنصر تستحقه قطر المعطاءة وقيادتها الحكيمة التي تملك إرادة وعزما لا يلين.
        وقال إنني فرحت بفوز قطر لأن أعداءنا لايريدون لنا أي انتصار أو أي ظهور بالرغم من أننا أساس الحضارات وأساس وجود العالم وبالتالي أغضبهم قرار الفيفا الذي مكن قطر من استضافة كأس العالم 2022 لافتا إلى أهمية التعليم في الأمة وماينبغي أن تبذله من جهود لكي تعود إلى سابق عهدها الذي كانت فيه معلمة العالم موضحا ضرورة الاهتمام بالنوابغ من الأبناء الأذكياء .
        وسخر من التجهيل الذي يحدث في بعض المساجد في البلاد الاسلامية مشيرا إلى حادثة سرقة العديد من ملايين الريالات عن طريق النصب باسم الجن حتى أقيمت محكمة وجلسة استماع لرواية هذه الحادثة الغريبة والتي حضرها بعض الرقاة معتبرا أن هذه الأمور تسيء إلى الإسلام والمسلمين .
        كما سخر أيضا من بعض الخطباء الذين يؤكدون للناس أن الله سخر الأوروبيين والأمريكان لخدمتنا تكنولوجيا وسخرنا نحن لعبادته معتبرا أن هذا من التجهيل الذي اكتملت حلقاته وضرب بجذوره في الأمة الاسلامية.
        وأكد د. القرضاوي أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ومن المفروض فرض عين على كل مسلم ان يتعلم من دينه ما لابد منه من عقائده وعباداته وأخلاقياته وتشريعاته ومن سيرة نبيه ومما لابد منه تعلم الثقافة العامة وأن تزيح الأمة وصمة الجهل عنها وهذا فرض عين على المسلمين وعلى أغنيائها بصورة عامة حتى تتبوأ أمة القلم مكانتها.
        واعتبر أن العلم المطلوب علم الدين والدنيا موضحا أن الذين يُقْصرون حض الدين على العلم الشرعي مخطئون لأن العلم المطلوب علم الدنيا أيضا مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم".
        ولفت القرضاوي إلى أن القرآن الكريم أفاض في جانب علم الدنيا مسترشدا بقوله تعالى "وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الايات لقوم يعلمون" وهذا يدل على علم الدنيا من نجوم وفلك وغيره وايضا يقول الله تعالى " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ماخلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون" وهذا يلفت إلى العلم الكوني "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" وهذه علوم اجتماعية .
        وبين ان العلم هو ما ينكشف به الحقائق على اختلاف ألوانها من اجتماعية وكونية ومن هنا برز الاوائل في هذه العلوم لمدة 8 قرون كانوا أساتذة العالم ومن المهم للمسلم ان يبرز في هذه العلوم .
        واكد اننا الان عالة على غيرنا ونأخذ من الغرب كل شيء والغرب اخذ كل ذلك منا حتى ان روجر بيكون وغيره كانوا رسلا لتحصيل هذه العلوم ومن هنا فهم نهضوا ونمنا واجتهدوا وغفلنا .
        ولفت إلى ان الجويني امام الحرمين رضي الله عنه أوضح حينما كان يعلم أحد تلامذته عدد له 6 من الامور منها الذكاء وهناك موهوبون ولابد ان تهيئ لهم الامة برامج خاصة ولفت إلى ان الامم الغافلة لم تلتفت إلى هؤلاء الموهوبين لكن المطلوب من الذكي ألا يضيع حياته .
        وقال خلال السنوات الماضية حاولت إنشاء مؤسسة لرعاية الموهوبين من ابناء المسلمين غير المستطيعين ماديا من الهند أو من غيرها البلدان حتى ينشأ هؤلاء الطلاب في مستوياتهم التعليمية والبرامج الخاصة بهم .
        وطالب اهل الخير بتبني فكرة دعم هؤلاء الموهوبين ماديا حتى يكملوا مسيرتهم التعليمية معتبرا أن هذا باعث على طلب العلم مستدلا بأحد النابغين منذ صغره وهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه حينما كان يذهب إلى بيوت الانصار ليتعلم ماكان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
        طلب العلم
        ولفت إلى ضرورة الاجتهاد في الحصول على العلم من مصادره الاساسية و الوصول إلى العلم بأي من الوسائل موضحا "ان العلم لايعطيك بعضه إلا ان أعطيته كلك " "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".
        وقال د.القرضاوي ان الظن بنهاية العلم هو الجهل بعينه ومن موروثاتنا أطلب العلم من المهد إلى اللحد ولنا خير مثال في علمائنا حينما كانوا يطلبون العلم وهم على فراش الموت .
        وقال انا الان في الخامسة والثمانين ومازلت أتعلم من تلاميذي الذين يعملون في مكتبي "وفوق كل ذي علم عليم" لافتا إلى قصة الشيطان مع أبي بكر الصديق وهو يسرق يوما والثاني والثالث وهو لايعلم انه شيطان فقال في اليوم الثالث اتركني واعلمك شيئا مهما وهو ان تقرأ آية الكرسي قبل نومك فما يزال عليك من الله حافظ فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي "صدقك وهو كذوب مؤكدا على تحصيل العلم حتى لو كان عن طريق ابليس لان الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها.
        الاسناد العالي
        وذكر ان الغربة في طلب العلم امر مهم وهذا شأن الاولين من العلماء حتى رحل طلاب العلم خاصة اهل علم الحديث وهم اهل الاسناد العالي وهو الأوثق في المصادر ويذهبون إلى البلاد المختلفة وبدا ذلك أبو أيوب الانصاري الذي ذهب إلى الفسطاط وهي القاهرة ليسمع حديثا واحدا ثم جاء التابعون لطلب علم الحديث من الكوفة إلى المدينة ويقول سعيد بن المسيب انه كان يسير الايام والليالي في طلب حديث واحد .
        واكد ان الامة الاسلامية امتازت بالاسناد بخلاف الامم الاخرى التي لم تاخذ بهذا الامر موضحا ان طلاب علم الحديث كانوا يشرحون البعض في معرفة الرواية والراوية موضحا ان الناس مازالوا يسافرون إلى طلب العلم في الازهر والسعودية .
        واكد على اهمية وجود المعلم لطلب العلم موضحا ان الذي بدا قراءة القران من المصحف دون معلم لايتقن القراءة بأصولها المعروفة من مد وغنة وباقي الاحكام موضحا انه لايصح ان ناخذ القران من مصحفي اي من المصحف ولا العلم من صحفي وهي الصحف لافتا إلى أن هناك مفاتيح للعلم .
        وقال ان هناك فارقا كبيرا بين التعلم والعلم فالعلم موجود في المكتبات موضحا اهمية المعلم الذي يبني الامم بعلمه موضحا ان العلم رسالة سامية والرسول يقول انما بعثت معلما.
        عملة نادرة
        وأكد د.القرضاوي ان المعلم الناجح عملة نادرة في هذا الزمان ومن هنا نشكو قلة المعلمين المميزين واصبح الطلاب يكرهون العملية التعليمية حتى وصل الامر إلى تمزيق الكتب والقائها في الشارع والمهملات.
        وتساءل كيف وصل حال الأمة إلى هذا الحد وهي الامة التي كانت تعلم الناس كل فنون العلم وتنهل من معينها جميع الثقافات مطالبا الجميع بالنهوض بركب العلم.
        وانتقد بعض الخطباء الذين يجهلون الناس وكذلك الاخرين الذين يعالجون بالقرآن مؤ كدا ان الامر لو كان بهذه الصورة لفتح الصحابة عيادات للعلاج بالقرآن موضحا ان رجلا ذهب إلى الرسول وكان يشكو معدته فقال اذهب إلى الحارس بن كلدة ولم يعالجه بالقرآن وكان أولى من يعالج به.
        وسخر من بعض خطباء المسلمين الذي صعد المنبر خلال يوم من أيام الجمعة قائلا الحمد لله الذي سخر لنا الامريكان والأوروبيين للصناعات والتكنولوجيا وخلقنا لعبادته موضحا ان هذا تجهيل بحقيقة الدين الذي يدعو إلى العلم بشتى صوره ولا ينبغي أن يصدر من المسجد لأن المسجد هو المدرسة الحقيقية الأولى، مؤكدا وجود العلم والفهم وكيف أن التابعين كانوا يحفظون من القصائد والعلوم الأخرى ما لم تستوعبه أي من العقول في العصر الحالي.