ماذا يجري في لودر ..

جنوبي · أغسطس 24, 2010

ماذا يجري في لودر .. قتل عشوائي من قبل جنود شماليين وإستفزازت لأصحاب المحلات

لودر - لندن " عدن برس " خاص : 24 – 8 – 2010
شهدت مديرية لودر بمحافظة أبين الجنوبية تداعيات لأحداث دامية جرت خلال ثلاثة أيام من الشهر الكريم ، هي التاسع والعاشر والحادي عشر من رمضان ، حيث بدأت تداعيات تلك الأحداث – بحسب شهود عيان – بعد أن تعرض أحد جنود الجيش التابع للوحدة العسكرية المرابطة في مدينة لودر ، والتي شهدت تعزيزات خلال الفترة القليلة الماضية لاعتداء من قبل مجهولين ، حيث قام المجهولون بضرب الجندي وتجريده من سلاحه (آلي كلاشنكوف) ، ثم طلب الجندي النجدة من وحدته العسكرية التي قامت على الفور بأرسال عدد من الأطقم العسكرية المعززة بالجنود الذين أخذوا بالانتشار واستفزاز عدد من أصحاب المحلات الواقعة في محيط حادثة الاعتداء على الجندي .

وعند اشتداد الملاسنة بين الجنود وأصحاب المحلات الذين رفضوا الاستجابة لأوامر العسكر قام عدد من الاخيرن باطلاق النار بكثافة وبصورة عشوائية في الجو مما دفع بعدد من مرتادي سوق المدينة ممن يحملون الأسلحة بالرد ليجبر العسكر على الانسحاب حتى موقع آخر يقع بالقرب من مستشفى المدينة حيث تحول الأمر الى تظاهرة شعبية غاضبة شارك فيها الكثير من الرجال معضمهم من الشباب يحمل العديد منهم أسلحة شخصية مما أجبر العسكر الى ترك آلياتهم العسكرية (الأطقم) لتكون فريسة لمن تسميهم السلطة عناصر تابعة لتنظيم القاعدة الذين تتهمهم السلطات بقتل اثنين من جنود تلك الحملة (الهجمة) ، حيث تم اشعال النيران في أثنان من الأطقم واحراقهما بالكلية وتشليح (تفكيك) أجزائها لتتحول الى غنائم فيد لمن أراد ذلك لتبدأ في اليوم الثاني مرحلة ثانية من الأحداث الدامية التي راح ضحيتها مدنيان وأربعة عشر جنديا وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين والعسكر ، قتل المدنيان وجرح العديد من المدنيين عندما أطلقت عدد من القذائف المدفعية الثقيلة من الدبابات ومدافع الهاون التي أطلقتها قوات الجيش بصورة عشوائية على المدينة أدت كذلك الى تدمير خمسة منازل لمواطنين ، بينما قتل الجنود الأربعة عشر عندما أطلقت جماعة مسلحة ممن تسميهم السلطة بعناصر تنظيم القاعدة صواريخ الآربيجي على أحدى المصفحات الناقلة للجند وأحراقها وعلى متنها ثمانية جنود تفحمت جثثهم ولم تنقل مع جثث سته جنود قيل أنه تم أعدامهم في نفس المكان بعد أن سلموا أسلحتهم لعناصر تلك الجماعة الا من قبل مواطنين في الساعات الأولى من فجر اليوم الثاني للحادثة .
وفي اليوم الثالث لتلك الأحداث وفي ظل أنتشار لعدد من المسلحين من تللك الجماعة في عدد من طرق وشوارع المدينة راقه نزوح عدد كبير من الأسر واخلاء المنازل تم قصف المدينة بعدد من القذاف المدفعية أدى الى تدمير أربعة منازل من منازل المواطنين وجرح العديد من المدنيين - لم يتم حصرهم بعد – ونشر حالة من الذعر في صفوف ساكني المدينة ومرتادي سوقها ، حيث أصبحت المدينة (لودر) تعيش فرض حالة عدم تجوال غير معلنة أدت الى نقص الكثير من الخدمات والسلع الغذائية .
مراقبون سياسيون ذكروا أن ذلك خلط للأوراق في ظل استحقاقات سياسية ملزمة السلطة على الوفاء بها ، منها حل قضية الجنوب وطرفها الحراك الجنوبي ، ومعالجة قضية صعدة وطرفها الحوثيون ، ومؤتمر الحوار الوطني الذي دعت له السلطة ويبدو أنها تريده حسب رغباتها وطرفاه السلطة والمعارضة ، ورجح مراقبون سياسيون آخرون أن ذلك - بحسب ما وصفوه - استمرارا لأساليب الابتزاز التي تعودت السلطة على ممارستها على دول الجوار ودول التحالف لمكافحة اارهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي قالوا : أن علاقاتها مع اليمن في مكافة الارهاب ستشهد تحولا غير عادي بحسب التقرير الذي أعده باحثون أمريكيون متخصصون في شؤن اليمن وتم تقديمة لمركز القرار السياسي الأمريكي وتم تناوله الشهر الماضي في أحد المنتديات المتخصصة في ندوة خاصة بالتحديات التي تواجه اليمن والتي قد تؤدي الى تحولها الى دولة فاشلة لافتقادها – بحسب التقرير الامريكي – الى الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي .
وعلى الصعيد ذاته أكدت مصادر في الحراك الجنوبي في لودر أن ذلك يأتي ضمن سياسة ما أسمتها - بسلطات صنعاء الاحتلالية – التي اعتادت على استخدامها كمبرارات لعسكرة مدن الجنوب وتحويلها الى ثكنة عسكرية ، مؤكدة رفض الحراك الجنوبي لعسكرة المدينة وتحويلها الى ثكنة عسكرية من خلال استقدام السلطة لعدد من الوحدات العسكرية المسلحة بكافة أصناف الاسلحة ولمعززة بالجنود والآليات العسكرية المختلفة مؤطدة في الوقت ذاته الى مقاومة ذلك بالطرق السلمية مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس بكافة الطرق والأساليب والوسائل المتاحة .
الجدير ذكره أن هناك أنباء عن انسحاب الجماعات المسلحة ممن تسميهم السلطة بعناصر تابعة لتنظيم القاعدة بعد جهود لوساطات لم تحدد هويتها ، غبر أن مصادر أمنية أكدت - عبر اتصال هاتفي بها – عدم معرفتها بذلك مما يجعل المشهد حتى لحظة كتابة هذه السطور يبدو مريبا .