جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

أحكام وفضائل يوم الجمعه ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, نوفمبر 9, 2007.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خطيب الأنبياء والمرسلين:
    أما بعد:


    أخي المسلم:

    أختص الله عز وجل هذه الأمة بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة، منها اختصاصه إياها بيوم الجمعة بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
    { أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد
    فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة
    نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق } [مسلم]



    يوم عبادة:

    قال الحافظ ابن كثير: ( إنما سُميت الجمعة جمعة لأنها مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعاهد الكبار...
    وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله [الجمعة:9] أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها
    وليس المراد بالسعي هنا المشي السريع.. فأما المشي السريع إلى الصلاة فقد نُهي عنه.. )

    قال الحسن:
    ( أما والله ما هو بالسعي على الأقدام، ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار
    ولكن بالقلوب والنية والخشوع )

    [تفسير ابن كثير:4/385، 386] وقال ابن القيم:

    ( فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور
    وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان ) [زاد المعاد:1/398]



    من فضائل يوم الجمعة:

    1- أنه خير الأيام . فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال:
    { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها
    ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة } [مسلم]


    2- تضمنه لصلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الاسلام ومن أعظم مجامع المسلمين
    ومن تركها تهاونا ختم الله على قلبه كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم


    3- أن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
    { إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه
    وقال بيده يقللها } [متفق عليه]


    قال ابن القيم بعد أن ذكر الاختلاف في تعيين هذه الساعة:
    ( وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتها الأحاديث الثابتة:


    الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، لحديث ابن عمر أن النبي قال:
    { هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة } [مسلم]. والقول الثاني أنها بعد العصر
    وهذا أرجح القولين ) [زاد المعاد:1/390،389]


    4- أن الصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام. قال ابن القيم:
    ( والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور ) وفي حديث كعب:
    (والصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام ) [موقوف صحيح وله حكم الرفع]


    5- أنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة
    فعن أنس بن مالك في قوله عز وجل: ولدينا مزيد [ق:35] قال: ( يتجلى لهم في كل جمعة ).


    6- أنه يوم عيد متكرر كل أسبوع، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
    { إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل }
    الحديث [ابن ماجه وهو في صحيح الترغيب:1/298]


    7- أنه يوم تكفر فيه السيئات فعن سلمان قال: قال رسول الله :
    { لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه
    أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له
    ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى } [البخاري]


    8- أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها لحديث أوس بن أوس قال:
    قال رسول الله :
    { من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت
    كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة، وقيامها، وذلك على الله يسير }
    [أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة]


    الله أكبر كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها؟

    فأين السابقون إلى تلك الهبات، أين المتعرضون لتلك النفحات ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
    والله ذو الفضل العظيم [الحديد:21]


    9- أن جهنم تسجر - أي تحمى - كل يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة
    وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم. [أنظر: زاد المعاد:1/387]


    10- أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
    ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر )
    [أحمد والترمذي وصححه الألباني]




    الجمعة أحكام وآداب:


    أخي المسلم: يجب على كل مسلم أن يعظم هذا اليوم ويغتنم فضائله وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات والعبادات، فإن للجمعة أحكاماً وآداباً ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم

    قال ابن القيم: ( وكان من هديه تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره
    وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة ) [زاد المعاد:1/375]

    فانظر - يا أخي - كم جمعة مرت عليك مرور الكرام، دون أن تعيرها أدنى اهتمام
    بل إن كثيراً من الناس ينتظر هذا اليوم ليقوم بمعصية الله عز وجل فيه بأنواع المعاصي والمخالفات



    ومن تلك الأحكام والأداب:

    1- يستحب أن يقرأ الأمام في فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان كاملتين، كما كان النبي يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة

    2- ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي ، لحديث أوس بن أوس رضي الله عنه، عن النبي قال:
    { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض
    وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ }
    [أحمد وأصحاب السنن وصححه النووي وحسنه المنذري]

    3- صلاة الجمعة فرض على كل ذكر حر مكلف مسلم مستوطن ببناء
    فلا تجب الجمعة على مسافر سفر قصر، ولا على عبد وامرأة، ومن حضرها منهم أجزأته
    وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض والخوف [الشرح الممتع:5/7- 24]

    4- الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي لقوله عليه الصلاة والسلام:
    { إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل } [متفق عليه]

    5- التطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب من آداب المسلم في يوم الجمعة، فعن أبي أيوب قال: سمعت رسول الله يقول: { من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب إن كان له
    ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع إن بدا له
    ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما }
    [أحمد وصححه ابن خزيمة]. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال:
    { غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه } [مسلم]


    6- ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها


    عن أبي هريرة عن النبي قال: { إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد، فيكتبون الأول فالأول، فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة
    ثم كالذي يهدي كبشاً، ثم كالذي يهدي دجاجة، ثم كالذي يهدي بيضة
    فإذا خرج الإمام وقعد على المنبر، طووا صحفهم وجلسوا يسمعون الذكر } [متفق عليه]



    تنبيه:

    إخواني: أين المتنافسون في الخيرات؟.. أين المبكرون إلى الصلوات؟
    أين أصحاب الهمم والعزمات؟

    7- ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام
    وحديثا سلمان وأبي أيوب السابقين يدلان على ذلك


    8- ويجب الانصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال:
    { إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت } [متفق عليه]
    وزاد أحمد في روايته: { ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء }
    وعند أبي داوود: { ومن لغا أو تخطى، كانت له ظهراً } [صححه ابن خزيمة]


    9- ويستحب قرآءة سورة الكهف في يوم الجمعة لحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله :
    { من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين }
    [الحاكم والبيهقي وصححه الألباني]


    10- ولا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها [زاد المعاد:1/382]

    11- ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال:
    { لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام
    إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم } [مسلم]


    12- والواجب على من أراد صيامه أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده
    لحديث أبي هريرة عن النبي أنه قال:
    { لا يصومن أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده } [متفق عليه واللفظ للبخاري]


    13- أما سنة الجمعة فقد ورد أن النبي كان يصلي بعد الجمعة ركعتين [متفق عليه]

    وورد أنه أمر من كان مصلياً بعد الجمعة أن يصلي أربعاً [مسلم]

    قال اسحاق: ( إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعاً، وإن صلى في بيته صلى ركعتين )
    وقال أبو بكر الأثرم: ( كل ذلك جائز ) [الحدائق لابن الجوزي:2/ 183]


    14- وإذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس
    لحديث جابر بن عبد الله قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، والنبي يخطب، فجلس
    فقال النبي : { إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليصل ركعتين، ثم ليجلس } [مسلم]


    15- ويستحب أن يقرأ الامام في صلاة الجمعة بسورتي: الجمعة والمنافقون، أو الأعلى والغاشية
    فقد كان النبي يقرأ بهن [مسلم]

    _________________________________________________________________________


    فقد روى ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله)
    عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال:
    (تعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء)
    وروى عنه أيضاً أنه قال:
    (كن عالماً أو متعلماً أو محباً أو متبعاً، ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن : وما الخامس؟ قال:[] المبتدع[])
    _________________________________________________________________________




    10- أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال:
    قال رسول الله :
    { ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر }




    وجمعة مباركة على الجميع ..






    خالد بن محمد آل عشيـش .. ( QATAR ) ..
    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    حديث وفوائـــد ..

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..


    فهذا حديث نبوي نطق به
    أفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونذكر ما يُستبط منه من فوائد


    عن ابن عباس رضي الله عنهما
    عن رسول الله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى
    قال:{ إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك
    فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة
    وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
    وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة
    وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة }

    رواه البخاري ومسلم

    ففي هذا الحديث فوائد منها:

    1- أن الله كتب الحسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. وقد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها أي:
    تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً لقوله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ [النساء:100]
    وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة، قال:
    { وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة }
    إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله فإن الله
    يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
    وهذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه
    وقد تكون فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً

    2- أن من هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث { لأنه تركها من جرائي } أي: من أجلي

    3- هذا الحديث يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً

    4- أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء
    وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور

    5- أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف
    إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة

    6- بيان فضل الله العظيم على هذه الأمة لأنه لولا ذلك كاد لا يدخل أحد الجنة
    لأن عمل العباد للسيئات أكثر من عملهم الحسنات؛
    ويؤيد ما دل عليه الحديث من الإثابة على الهم بالحسنة
    وعدم المؤاخذة على الهم بالسيئة قوله تعالى ‏{‏لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت‏}‏
    إذ ذكر في السوء الافتعال الذي يدل على المعالجة والتكلف فيه بخلاف الحسنة

    7- فيه ما يترتب للعبد على هجران لذته وترك شهوته من أجل ربه رغبة في ثوابه ورهبة من عقابه

    8- استدل بالحديث على أن الحفظة لا تكتب المباح للتقييد بالحسنات والسيئات
    وأجاب بعض الشراح بأن بعض الأئمة عد المباح من الحسن
    وتعقب بأن الكلام فيما يترتب على فعله حسنة وليس المباح ولو سمي حسنا كذلك
    نعم قد يكتب حسنة بالنية وليس البحث فيه

    9- أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل العدل في السيئة والفضل في الحسنة فضاعف الحسنة ولم يضاعف السيئة بل أضاف فيها إلى العدل الفضل فأدارها بين العقوبة والعفو بقوله‏:‏ ‏"‏ كتبت له واحدة أو يمحوها ‏"‏ وبقوله‏:‏ ‏"‏ فجزاؤه بمثلها أو أغفر ‏"‏

    10- أن من سعى إلى المعصية ما أمكن ثم حال بينه وبينها القدر
    فقد ذكر جماعة من أهل العلم أنه يعاقب عليها حينئذٍ عقاب من فعلها
    بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين :
    ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
    قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟
    قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه )
    وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب ولا يساكنه
    بل ربما كرهه صاحبه ونفر منه ، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه
    بدليل قوله سبحانه :
    {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }
    ( البقرة 284) فإن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة
    فظنوا دخول الخواطر فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه :
    {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }(البقرة286)
    قال سبحانه كما في الصحيح ( قد فعلت ) ، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه
    أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
    ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم )

    11- عقوبة السيئة قد تعظم لأسباب عدة منها : شرف الزمان
    فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم ، قال سبحانه:
    {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض
    منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }( التوبة 36)
    فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع أشهر السنة
    واختص منها الأشهر الحرم ، فجعل الذنب فيها أعظم

    ومنها شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه :
    {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }(الحج 25)
    يقول عمر رضي الله عنه : " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة
    أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة "
    وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله ، قال تعالى :
    {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين
    وكان ذلك على الله يسيرا }(الأحزاب 30)

    12- لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك ، وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق
    مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه ، حيث جعل السيئة حسنة إذا لم يعملها العبد
    وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها ، وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه نواها
    فإن عملها كتبها عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
    فمن حُرِم هذه السعة ، وفاته هذا الفضل ، وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد
    وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك المحروم
    ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه "

    13- المعصية تشمل الصغائر والكبائر

    14- مضاعفة الحسنات زيادة على العشر إنما تكون بحسب حسن الإسلام
    وبحسب كمال الإخلاص ، وبحسب فضل العمل وإيقاعه في محله الملائم

    15- اطلاع الملائكة على ما يهم به الإنسان : وهذا يحصل لهم إما بإلهام
    أو بكشف عن القلب

    16- فضل الصيام : يمتاز الصيام عن غيره من العبادات بأنه لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (كل علم ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )
    ذلك لأنه أفضل انواع الصبر
    قال الله تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)

    17- على المسلم أن ينوي فعل الخير دائما وأبدا ، لعله يكتب له أجره وثوابه
    ويروض نفسه على فعله إذا تهيأت له الأسباب

    18- الإخلاص في فعل الطاعة وترك المعصية هو الأساس في ترتب الثواب
    وكلما عظم الإخلاص كلما تضاعف الأجر الثواب



    هذا ما تيسر والله تعالى أعلم ..

    من قو ل ..
    ___________________________________________________________________

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


    لإِيلافِ قُرَيْشٍ(1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ(2)
    فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3)
    الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ(4)
    ___________________________________________________________________






    خالد بن محمد آل عشيــــــــــــــــش ..

انشر هذه الصفحة