علماء اليمن يفتون بجهاد أي غزو لبلادهم

حكومة صالح تؤكد تصميمها على طرد القاعدة
علماء اليمن يفتون بجهاد أي غزو لبلادهم
صنعاء - وكالات: هدد علماء دين رسميون امس الدعوة إلى "الجهاد" في حال تدخل أي قوى أجنبية في بلادهم اثر الإعلان عن دعوات للتدخل العسكري في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب.
وقال بيان علماء اليمن الذي تصدره رجل الدين عبد المجيد الزنداني، احد أهم المطلوبين للإدارة الأمريكية بتهم الإرهاب، في مؤتمر صحافي بمسجد المشهد " نرفض رفضا كاملاً أي تدخل خارجي سياسي او امني او عسكري والتدخل فى شؤوننا وقضيانا الداخلية". وأضاف البيان الذي وقع عليه نحو 150 عالما دينيا، جلهم محسوب على السلطة " نرفض وجود أي اتفاقية أو تعاون امني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد" إلا ان البيان استثنى الاتفاقيات التي يتوجب ان يتم مصادقة مجلس النواب والشورى وأهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء. وقال "نرفض رفضا مطلقا إقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية. وتحريم قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم و من ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي". وجرم العلماء العمليات التي استهدفت عناصر القاعده مابين 17 و24 ديسمبر وقال "ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في ابين وشبوة وأرحب وتجريم يعتبر قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة". وناشد علماء اليمن ابناء الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين "تأييد إخوانهم في اليمن والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات والتدخلات الخارجية".
وتابع البيان"وبعد هذا كله فإنه وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني فإن الإسلام يوجب على أبنائه جميعاً الجهاد لدفع عدوان المعتدين".
واستدرك البيان "وبينما هذا البيان يُعد للطبع تناقلت أجهزة الإعلام أخباراً إيجابية تفيد ان الرئيس الأمريكي وقائد قواته صرحا بأنهم لا يفكرون في احتلال اليمن او إرسال قوات عسكرية إليها".
وجدد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم الإرهاب اي تدخل امريكي مباشر في اليمن لمكافحة القاعدة ووصف تدخلا كهذا بأنه احتلال واستعمار. وقال"نرفض الاحتلال العسكري لليمن ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية" في إشارة إلى إمكانية تدخل واشنطن عسكريا لدعم جهود مكافحة تنظيم القاعدة. واعتبر ان "الحشود العسكرية الامريكية والأطلسية الموجودة على سواحل اليمن بذريعة مكافحة القرصنة لا تتناسب مع مطاردة القراصنة" في إشارة إلى قوات مكافحة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن. غبر ان الزنداني أبدى تفاؤله من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك اوباما حول عدم نية بلاده التدخل عسكريا فى اليمن او الصومال رغم زيادة حدة تواجد عناصر تنظيم القاعدة فى البلدين . وقال إن تلك الدول تتحجج بأن "هذه الأساطيل والحشودات هي لحماية مصادر النفط". وعارض بشدة المؤتمر الدولي حول اليمن الذي سيعقد في لندن في 28 يناير،قائلا ان الداعين للمؤتمر "يرون ان الحكومة اليمنية فاشلة" داعيا "أبناء اليمن إلى أن ينتبهوا حكاما ومحكومين قبل أن تفرض عليهم الوصاية".
الي ذلك اعلن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية الخميس ان اليمن مصمم على "تطهير اراضيه" من عناصر القاعدة، محذرا المواطنين من التستر على عناصر القاعدة وداعيا اياهم الى التعاون مع الاجهزة الامنية للقبض عليهم. وقال المصدر في بيان نشرته وزارة الدفاع على موقعها الالكتروني ان "اليمن مصمم على تطهير اراضيها من عناصر القاعدة، والعمليات ستتواصل بصورة مكثفة ولن يترك المجال لعناصر القاعدة ان تلتقط انفاسها". وحذر البيان المواطنين من "التستر على اي عناصر من تنظيم القاعدة"، داعيا اياهم الى "التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن اي عناصر" من القاعدة. وشدد البيان على ان "الحرب التي تشنها الاجهزة الامنية ضد عناصر تنظيم القاعدة مفتوحة اينما وجدت تلك العناصر وفي اي منطقة كانت".
وكانت الحكومة اليمنية اعلنت الاربعاء ان اجهزتها الامنية قتلت قائد تنظيم القاعدة في شرق اليمن حيث يعتقد ان كبار قادة التنظيم يتحصنون.وأفاد مصدر أمني يمني أن أكثر من 25 من عناصر القاعدة فروا إلى جبال ميفعة التابعة لمحافظة شنوه شرق اليمن أثناء الحملة الأمنية التي نفذتها الأجهزة الأمنية على منزل احد قادتهم ،عبد الله المحضار الذي قتل أمس الاول الأربعاء . ونقلت صحيفة"26 سبتمبر" الناطقة بلسان الجيش اليمني امس الخميس عن مصدر أمني أنه " تم الاشتباك مع عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الحوطة ميفعة من قبل الحملة العسكرية ،وتمت السيطرة على المواقع وتم ضبط 4أشخاص واثنين من الجرحى منهم وكان بحوزتهم أسلحة وقذائف ومتفجرات". وذكرت الصحيفة "ان المحضار كان يحتضن عناصر التنظيم في منزله للتدريب وقد وجدت الأجهزة الأمنية في منزله عدداً من قطع الأسلحة المتنوعة وقاذف أر بي جي. وثلاث قذائف أخرى وقنابل إضافة إلى ملبوسات وشعر نسائيا مستعار تستخدم للتمويه". وأشارت صحيفة الجيش إلى ان المحضار كان يسمى "أمير ولاية شبوة" وقد وفرّ ملجأً في جبال ميفعة لتدريب عناصر القاعدة بالإضافة إلى استقبال وإيواء عناصر أجنبية واخذ البيعة منهم نيابة عن "الإرهابي" ناصر الوحيشي (أبو بصير )المعروف بأمير تنظيم قاعدة الجزيرة. وخلصت إلى ان المحضار قام بتدريب عناصر تنظيم القاعدة على استخدام الأسلحة والمتفجرات وبتحريض الشباب المغرر بهم ضد النظام ويحمل فكراً متطرفاً وهدد بنسف العديد من المدارس تحت مبرر أنها مدارس مختلطة.