أبوبدور الداهية

منذُ صغري.. جذبني التفكير الإبداعي والتقليدي للعالم المحيط. أقدم شيء اتذكره في صغري هو جدي -الله يرحمه- يضع المكوى الحديدي وسط رأسي ثم يبصق في رأسي(عملية تبريد) ربما في عمر 4-5 سنوات. في السنة السادسة من عمري اتذكر جيداً مراقبتي لأحد الكبار وهو يفجر المتفرقعات. فقمت بتجميع بقايا باروت الطماش وتجميعة في قشرة الرصاص، ومن ثم محاولة إغلاق القشرة لتنفجر في كفة يدي اليسرى مسببة تمزق في أصبعي السبابة والإبهام إلى بعض من بقية جسمي.
طفولتي كانت مليئة بالإبداعات من صناعة نماذج المركبات الخفيفة(الحفار، الشيول، البابور والسيارة...). أيضا رسم أبطال وماقع وأحداث إسلامية في نماذج حسب ما كنت أشاهدة في المسلسلات الإسلامية. هواية الرسم كانت من أفضل الهوايات التي تألقت بها خاصة خلال المدرسة الاساسية والإعدادية. ومن ثم تركة هذه الهواية لسبب أو لآخر.
المرحلة الثانوية كانت نقلة نوعية في حياتي الشخصية وفي تفكيري. بدأ تفكيري ييتجاوز حدود التفكير المحدود. أصبحت تؤرقني كثيرا حياة والدي في المهجر وطول غربته. هذه الأهاجيس أبكتني أيام وليالي. وهي السبب الرئيسي في مدى بغضي وكرهتي للإغتراب إلى اليوم.